بقلم : عبير عصام
بات شهر أغسطس نقطة مضيئة فى تاريخ مصر منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى قبل 6 سنوات افتتاح قناة السويس الجديدة لتكون شريان التنمية والرخاء الجديد للعالم، وشعارا لصلابة إرادة المصريين وقوة انتمائهم لوطنهم، حيث كان تنفيذ المشروع في زمن قياسي تحديا كبيرا تصدى له المصريون حكومة وشعبا ليبهروا العالم بإنجاز تاريخي جديد.
6 سنوات وما زال –وسيظل- السادس من أغسطس 2015 محفورا فى الذاكرة المصرية ومطبوعا فى وجدان المصريين.. يوم افتتاح القناة الجديدة ذلك الإعجاز الهندسى الذى نفذته وأنجزته السواعد المصرية فى عام واحد فقط..كرمز للتحدى والإرادة والاصطفاف الوطنى، وللأمل والمستقبل الذى تمخض من رحم الأحزان والصعوبات والتحديات التى واجهت مصر والمصريين فى تلك الفترة فى أعقاب حكم الإخوان.
منذ ست سنوات تساءل العالم بدهشة: كيف لهذا البلد فى ظروفه أن يحفر قناة جديدة ومن أين له بالأموال لإنجاز هذا المشروع؟ وهل يستطيع فى عام واحد فقط حفر قناة؟ كيف لهذا الشعب الجبار أن يلبى نداء قائده ويتدافع من كل حدب وصوب إلى شراء شهادات استثمار لتبلغ الحصيلة 64 مليار جنيه فى ذلك الوقت؟
تساؤلات كثيرة لم يرددها الخارج فقط بل رددها بعض من المصريين وتشككوا –كالعادة- فى إمكانية التنفيذ وانجرفوا خلف تشكيك وأكاذيب وسخرية الجماعة الإرهابية والجهات هو ده وقته « التى تمولها.. قالوا عشان نحفر قناة جديدة...مش الأولى والأجدى أن تضخ هذه الأموال لتوفير الأكل والشرب للمصريين.. وإيه الجدوى من القناة.. هل خدعت القيادة السياسية الشعب وحصلت على أمواله أكاذيب كثيرة ..» وأهدرتها فى الصحراء تعرض لها المشروع الحلم الذى كان يتم إنجازه بالسواعد المصرية وفقا للجدول الزمنى المقرر.
الحلم أصبح حقيقة فى عام واحد فقط وشهد العالم برؤسائه وملوكه وقادته وحكامه معجزة المصريين وهدية مصر للعالم، التى تؤكد أن هذه مصر التى قد تمرض لكنها لاتموت أبدا وهذا هو شعبها الذى تحدى المستحيل، الحلم تحول الآن إلى حقيقة توارت واختفت تحت أقدامها كل الأكاذيب والشائعات والتشكيك فى إرادة المصريين وقيادتهم، الحقيقة لم تعد فى مجرد مياه تتدفق بين شاطئين فقط بل أرقام تؤكد صحة الرؤية السياسية والتخطيط والإنجاز للمستقبل. أرقام ترد بقوة وبحسم على من شككوا فى الحلم القومى للمصريين.
ساحة النقاش