كتبت : سكينة السادات

قالت لي أنا من أطلقوا عليها لقب "خطافة الرجال"، وأوكد لك يا سيدتى أنه ليس هناك رجل يمكن أن تخطفه امرأة، الرجل إذا جاز تعبير الاختطاف يختطف بتصميمه وبمزاجه وبمحض رغبته، وأرجوك ألا تصدقي أبدا أن هناك رجلا يخضع لسحر امرأة دون أن يكون له هوى ورغبة فيها، نعم قد تكون هناك امرأة راغبة أو عاشقة لرجل ولكن وبكل ثقة إذا لم يكن لديه هو نفس الاستعداد والقبول نحوها فلن تجبره قوة على الأرض أن يحبها أو يتزوجها أو يرتبط بها.

والمسألة يا سيدتى تبدأ دائما برسالة أو إرسال يبعثه الرجل وهذه الرسالة إما أن تلقى قبولا من المرأة فتبادله الإرسال والاستقبال وتنشأ بذرة العلاقة، وإما أن تتحفظ المرأة إذا كانت لا ترى فيه الرجل الذى تريده وتنتهى المسألة، أما حكاية خطافة الرجالة ولماذا أطلقوا علي هذا اللقب فسوف أحكي لك الحكاية كلها!

 

/////////

قالت لى السيدة أحلام أنتمى إلى أسرة بالغة الثراء فقد نشأت فى بيت كبير تملكة الأسرة مكون من عدة طوابق وله حديقة فناء حافلة بكل أشجار الفواكه، ولم يكن بيتنا فى أحد الأحياء الراقة فى القاهرة بل كان فى حي الجمالية الذى كانت تسكنه زمان أرقى العائلات المصرية العريقة، كان والدى من أكبر تجار الغورية والجمالية ولم تكن محلاته قاصرة على مكان معين بل كانت منتشرة فى عموم القاهرة وكانوا يسمونها بالوكالات.. مثلا يقولون أن الوالد مشغول اليوم فى وكالة باب الشعرية أو وكالة الغورية أو الجمالية، هكذا لم نكن نعرف شكل الفاكهة أو اللحوم والخضراوات بالكيلو، فقد كانت تأتي إلى البيت بالأقفاص وكان العاملون فى البيت والوكالات بالعشرات، وكان باب بيتنا لا يغلق فالداخل أكثر من الخارج المهم أنني عشت فى هذا العز والثراء سنوات طفولتى، وكان والدى متعلما مثقفا وطنيا يحب مصر حبا شديدا وكان شديد الكرم مع الناس الذين يعملون معه، وكان الكل يحبه ويتغنى بكرمه وبره بأسرته وأهله!

//////

واستطردت السيدة أحلام كنت أنا واحدة من عشرة أبناء لأبى ثلاثة من زوجة له سبقت أمي إلى عصمته ثم توفاها الله فجأة بسكتة قلبية وهى فى عز شبابها وتركت له إخوتى الثلاثة الكبار ولدين وبنت فى مرحلة الطفولة، وتولت أمي بعد زواجها من أبى تربيتهم ورعايتهم أكثر من أولادها الذين أنجبتهم من بطنها ولم يعرفوا فى حياتهم أما إلا هى، وكانوا بارين لها أكثر منا نحن أولادها!

المهم أن والدى أصر على تعليمنا جميعا تعليما جامعيا حتى إخوتى الكبار الذين كانوا يعاونونه فى تجارته وكانوا حاصلين على شهادات جامعية لكن الأمور تغيرت كثيرا بعد وفاة والدى، بعد أن تعثرت تجارته وبيعت الوكالات واحدة بعد الأخرى بعد حجوزات من الضرائب وغيرها، وبيع المنزل الكبير بل هدمه من اشتراه وبنى على أرضه الشاسعة عدة عمارات وأبراج وانتقلنا إلى فيلا فى منطقة العجوزة، وتخرجت من كلية التجارة وتزوج إخوتى الكبار وتغيرت حياتنا تماما إلى حياة مختلفة، بحمد الله كان لدينا المال الوفير الذى قسمه إخوتى بالعدل والقسطاس، وتزوجت أيضا أخواتى الكبيرات وبقى أن أحكي لك عن نفسي فهم يقولون عنى أننى جميلة ومقبولة، وفعلا أتمتع بقوام رشيق وحب للأناقة منذ الصغر ومن هنا كان إقبال الخطاب علي كثير، فهناك الثراء وهناك الأصل، علاوة على الجمال وخفة الدم والوظيفة المحترمة التى أصررت أن ألتحق بها رغم عدم حاجتنا إلى المال، واجتمع إخوتى الكبار مع والدتى واختاروا لى قريبا شابا من أقاربنا معروف بالطيبة والذوق والكرم، واشترت أمى لى شقة كبيرة إلى جوارها من إرث أبى في حي العجوزة واشترت لى أغلى الأثاث وتزوجنا وبدأت الحكاية.. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية.

المصدر: كتبت : سكينة السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1559 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,812,565

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز