بقلم : طاهـر البهـي
في حياة العبقري شادي عبد السلام، أسطورة تحققت هي المومياء، وحلم لم يتحقق هو فيلم "إخناتون"، الذي لم يكن حلمه هو فقط؛ بل حلم النجمة الذهبية نادية لطفي، التي كانت تطارده يوميا من أجل الانتهاء من كتابته وبدء تصويره؛ فقد كان لديها أمل أن يكون لشادي ثلاثية عن الآثار المصرية، بدأت بالفعل بالمومياء، ثم إخناتون وفي هذه الأثناء تكون الفكرة الثالثة قد لاحت في الأفق بطلهم الأوحد هو مخرجهمشادى عبد السلام (1930 - 1986) المخرج المصريالمولود في مدينة المنيا في صعيد مصر، تخرج من كلية فيكتوريا بالإسكندرية عام 1948م؛ ليدرس المسرح في لندن، ثم التحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة وتخرج منها عام 1955م، بدأ شادي عبد السلام حياته الفنية مصمماً للديكور والأزياء، حيث قالت لنا الراحلة ذهبية الشعر نادية لطفي أن شادي هو من قام بتصميم جميع أزياء الفيلم، وأنه طلبها للدور وهو يتصبب خجلا قائلا لها: "مش عارف إذا كنت هتقبلي الدور بهذه المساحة من الحوار أم لا"، ردت "بولا محمد شفيق" وهو اسمها الحقيقي: أنا تحت أمرك يا شادي من بكرة.. ده عمل هيدخل تاريخ السينما؛ كان شادي قد عمل مساعداً للإخراج في عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب، منها مساعد مخرج في فيلم "وا إسلاماه" إخراج أندرو مارتون.
لم يمهل القدر الفنان والمخرج شادى عبد السلاملتنفيذ واحد من أهم أحلامه ومشاريعه على الإطلاق، وهو فيلم "إخناتون"، والذى أخذ الكثير من السنوات لتحضيره، ولكنه لم يخرج للنور فى النهاية، حيث كانت الفنانة الكبيرة الراحلة نادية لطفى، مرشحة لتقديم "أم إخناتون"، وهو ما أكدت بولا أنها استعدت لتجسيد شخصية "أم إخناتون"، وأنها تواصلت مع شادى عبد السلام من أجل هذا الأمر لشهور طويلة.
ساحة النقاش