بقلم : صبورة السيد
على الرغم من أن الهدف من الزواج الديمومة والاستمرارية واستقرار الأسرة وما أقرته الشريعة الإسلامية من حقوق وواجبات إلا أن الجدل يثار من آن لآخر حينما تطلق بعض المسميات على هذا الكيان الاجتماعى منها السلف، الشركة، البارت تايم « وهو ما يعد خروج عن قيم وتقاليد المجتمع المصري، ويثير التساؤلات بين الناس لغرابة تلك الأفكار وبعدها عن المقاصد الحقيقة للزواج.
وإذا بدأنا من زواج السلف فكما يتناوله البعض فهو يتيح للسيدة أن تطلب من صديقتها الارتباط بزوجها الذي يكون حالته المادية متيسرة، ويكون زواجا بعقد شرعي ورسمي لكن بشرط أن تكون معه يوما واحدا في الأسبوع، وبذلك يختلف عن زواج المسيار لأنه غير غير محدد المدة، أما زواج البارت تايم فإن الزوج هو من يختار سيدة للزواج منها لكن بشرط أن يوثق في العقد بأنه لن يعيش معها طول الوقت، بل يختار يوما أو أياما معينة في الشهر للعيش معا لتخرج المبادرة عن الإطار الشرعي للزواج وهو الحفاظ على الأسرة والأولاد نتاج تلك العلاقة المؤقتة وكرامة المرأة وحقوقها.
تساؤلات كثيرة جالت بذهنى وأنا أتابع الجدل المثار حول هذه القضية التى تهم كل بيت حدث فيه أى من أنواع هذه الزيجات أو لم يحدث، وقد يمر بنفس التجربة، وتساءلت هل هذا الزواج يترتب عليه أى التزامات مادية أو أدبية تجاه الزوجة؟ أم أن المهر والشبكة والمصاريف التى أنفقها الزوج خلال أسابيع أو شهور الزواج كافية ليترك زوجته ويعود من حيث جاء ويكفيها شرف الطلاق حتى لا تصير معلقة؟ وهل الموضوع نزوة ووقت ممتع يقضيه بعيدا عن طلبات وضغوط المنزل؟ ولماذا تتحمل الزوجة الأولى كل الضغوط والالتزامات بل الأكثر من ذلك أنهناك رجالا لا يعلمون عن أولادهم أى شىء ثم يهربون إلى » هاف تايم « من أجل الراحة؟
دار الإفتاء حسمت الأمر فى بيان لها على حسابها الرسمى بإحدى مواقع التواصل قائلة لا ينبغى الانسياق وراء دعوات حداثة المصطلحات فى عقد الزواج التى ازدادت فى الآونة الأخيرة، والتى يكمن فى طياتها حب الظهور والشهرة وزعزعة القيم الرأى الفقهى واضح أنه زواج حرام وأن المتضررة الوحيدة هى المرأة، سواء الأولى التى أفنت حياتها من أجل زوجها ثم أولادها، أو الثانية التى لا ذنب لها فى قبول هذا الزواج إلا لضرورة فرضتها عليها الظروف وإن كنت أرى أن حياتها بدون زواج أشرف لها.
كلمتى الأخيرة حافظ على استقرار أسرتك واستمرارها بعيدا عن أي من الأفكار المستحدثة التى لا تمت لواقعنا ومجتمعنا بصلة.
ساحة النقاش