حوار: سماح موسى
حالة من الرعب والقلق تصيب المواطنين على أنفسهم وأولادهم مع بداية الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد خاصة مع دخول المدارس والجامعات، وتتزايد المخاوف مع انتشار الشائعات عن اللقاح والآثار الجانبية لتلقيه، وحول حقيقة تلك الشائعات والفئات التى يحذر عليها تلقى لقاحات كورونا التقت "حواء" د. إيناس عبدالحليم أستاذ علاج الأورام والطب النووي بجامعة المنصورة وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب لتتعرف منها على كيفية الاستعداد للموجة الرابعة من فيروس كورونا، والجديد في علاج الأورام بكافة أنواعه وتحديدا سرطان الثدي.
في البداية كيف يمكن الاستعداد لمواجهة الموجة الرابعة من فيروس كورونا؟
لم تتوقف الإجراءات الاحترازية منذ الموجة الأولى من كورونا، لكن للأسف بعض المواطنين بدأوا يتخلون عنها عندما قلت الأعداد المصابة وكأن كورونا تم القضاء عليه فأهملوا ارتداء الكمامات ووسائل التعقيم وتواجدوا في الأماكن المزدحمة خاصة المصايف والمولات، لذا يجب فرض المزيد من الإجراءات الاحترازية في الأماكن العامة ووسائل المواصلات والمؤسسات الحكومية وإعادة فرض الالتزام بارتداء الكمامات واستخدام وسائل التعقيم والالتزام بالتباعد.
ماذا عن أعراض الإصابة بفيروس كورونا، وهل الوضع مقلق عن الفترة السابقة؟
يوجد زيادة في الحالات عن الموجات السابقة، والأعراض غير شديدة مثلما حدث من قبل، والحمد لله نحن غير متعثرين في توفير غرف العناية المركزة، وهناك سيطرة على الحالات المصابة في غرف العزل، كما أن بروتوكولات العلاج يتم تحديثها كل أسبوعين طبقا للتغييرات التي تحدث.
وهل تتشابه أعراض الإصابة بالموجة الرابعة مع الموجات السابقة؟
تتشابه الأعراض مع أعراض الفيروس السابق، فأنواع أعراضها إسهال وقيء، ومنها ما يصيب الرئة، وتختلف الأعراض من مصاب إلى آخر، فالحالات غير متشابهة لكنها قد تتشابه مع أعراض الأنفلونزا، لذا إذا تعرض الإنسان لأي عارض كارتفاع في درجة الحرارة أو طفح جلدي عليه اتخاذ الإجراءات اللازمة خاصة عمل تحليل دم وأشعة مقطعية على الصدر، وهذه الإجراءات تتوافر الآن في معظم المستشفيات الحكومية .
مع اقتراب دخول الأطفال إلى المدارس تتزايد مخاوف الأهل من كورونا وسط معلومات عن أن الموجة الجديدة تستهدف الأطفال أكثر من الكبار، فما صحة ذلك، وكيف يمكن حماية أبنائنا؟
بعض أطباء الأطفال أجزموا أن الموجة الرابعة من فيروس كورونا تصيب الأطفال أكثر من الكبار لذا وجب اتباع الإجراءات الوقائية داخل الفصول كما كان في السابق وأهمها ارتداء الكمامة والتعقيم وتغطية الفم والأنف أثناء العطس والكحة والتزام التباعد بين الطلاب وغسل الأيدي باستمرار مع اصطحاب الطالب أدوات النظافة الشخصية معه، ويجب الحذر لتشابه أعراض كورونا مع أعراض الحساسية الموسمية والتى يصاب بها الكثيرون خلال فصل الخريف.
وما أسباب ارتفاع أعداد الإصابة بفيروس كورونا أثناء فصل الشتاء؟
لم يثبت أن الفيروس يتأثر بالحرارة بالدليل أن السعودية تعاني ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، لكن يرجع الأمر لأن في فصل الشتاء تكثر التجمعات بأعداد كبيرة في أماكن منغلقة دون وجود تهوية عكس ما يحدث في الصيف.
نجحت مصر فى إنتاج لقاح جديد لكورونا، فما مدى فعاليته مقارنة بغيره؟
تعد مصر أول دولة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا تعبأ اللقاح الصيني "سينوفاك"، وسيتم إنتاج للقاح الروسي خاصة أن التطعيم سيؤخذ سنويا ليضمن حماية تدوم لـ 6 أشهر ومن الممكن تصديره إلى الخارج.
وما مدى صحة ما يتردد عن أنه يوجد علاقة بين إعطاء اللقاح ووفاة الملقح إذا دخل غرفة عمليات في أوقات متقاربة من تناول اللقاح؟
هذا الكلام عاري تماما من الصحة، لكن يجب الحذر من عدم تناول أدوية خفض الحرارة قبل التطعيم لأن ذلك يقلل من كفاءة اللقاح فهذا اللقاح لا يؤثر على أجهزة الجسم، والحالة الوحيدة التي تمنع من تناول اللقاح هو مريض السرطان الذي يخضع لعلاج الكيماوي لأنه يعاني نقص مناعة لكن من شفي من المرض من الممكن حصوله على اللقاح، أما الحامل والمرضع فلم يتم التصريح عالميا بأن الحامل تتلق اللقاح لأن الكثير من النساء الحوامل يعانين نقص المناعة وهذا يتعارض مع اللقاح فالحمل يضعف الجسم وقد يؤثر على الجنين لذا لا يسمح به للحامل ولا المرضع.
وما إمكانية حصول الأطفال على اللقاح خصوصا وأن بعض الدول منها الأردن والسعودية أعطوا أطفالهم هذا اللقاح؟
بدأت إنجلترا التطعيم من سن 12، لكن مصر وأمريكا بدأوا من سن 18 على اعتبار أن مرحلة الطفولة تنتهي عند بداية الـ 18 عاما حتى لو تم إصابة الأطفال بالفيروس يتم علاجهم.
مع بداية الدورة الجديدة للبرلمان ماذا عن قانون المسئولية الطبية لمواجهة الإهمال المتكرر من قبل الأطباء وما الهدف من هذا القانون؟
يؤكد هذا القانون على ضرورة إعطاء الموافقة المستنيرة من المريض وأهله للطبيب على إجراء العملية حتى لا يتم تحميل الطبيب مسئولية أية مضاعفات، ويتم تحديد ما إذا كان الخطأ نتيجة مضاعفات العملية أم إهمال طبي من خلال لجان للتقييم، ويتم التحقيق مع الطبيب من قبل قاض وليس جهة فنية وإذا ثبت إهمال الطبيب يعاقب بقانون العقوبات.
42عاما خبرة في مجال علاج الأورام، فماذا عن الجديد في هذا المجال؟
في الواقع نحن نعيش عصر ذهبي في علاج مرضي الأورام، ففي السابق لم تتوافر أدوية مرضى الأورام المرتفعة الثمن لكن الآن أصبحنا منتجين لأدوية علاج الأورام التي كنا نستوردها من الخارج، فمنذ 2009 توافرت كل أدوية مرضى الأورام خاصة الموجهة التي قد يصل ثمن الحقنة الواحدة إلى مائة ألف جنيه وأدوية الجينات والمناعة، ويصرف لمرضى التأمين الصحي على نفقة الدولة مجانا وهذا إنجاز كبير لم يحدث من قبل، علما بأن هذه الأدوية لا تصرف لمرضى الأورام في إنجلترا وأمريكا، وقد أعفى قانون التأمين الصحي الشامل مريض الأورام من دفع أي نسبة في علاجه وإقامته وإعاشته داخل المستشفيات الحكومية إلا في حالات أن يكون المريض يحاول استغلال تواجده بالمستشفى أيام إضافية غير الأيام المصرح له بها حسب تعليمات الطبيب حتى لا يساء الاستغلال للمجانية الكلية.
وماذا عن الجديد في علاج مرضى سرطان الثدي؟
تم اكتشاف أنواع جديدة في العلاج نتائجها أقوى من العلاجات الماضية بنفس العلاجات الموجودة في باريس وأمريكا، ويجدر التنويه على أن الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي ساهم كثيرا في نسبة الشفاء والإعاشة دون مشكلات.
وهل توجد مؤشرات للإصابة بالسرطان؟
لا توجد مؤشرات للإصابة بالسرطان، لكن إذا كان التاريخ المرضي للعائلة يؤكد الإصابة بالبروستاتا وسرطان ثدي وقولون والمبيض فلابد أن يتم متابعة أولادهم لوقايتهم من الإصابة بالمرض، حيث يتم فحص الفتيات وعمل موجات صوتية وهن فى سن الخامسة والعشرين، وفي سن 45 يتم عمل الماموجرام، أما عن نصائحي العامة لأي إنسان فهى ممارسة الرياضة وتناول طعام صحي، والبعد عن تناول الوجبات السريعة والأطعمة المصنعة والإقلاع عن التدخين، أما بالنسبة لسرطان الثدي والوقاية منه فعلى الأم المواظبة على الرضاعة الطبيعية لأنها تجنبها الإصابة بسرطان الثدي، وعدم تناولها لحبوب منع الحمل التي قد تتعارض مع هرموناتها والاستعاضة بها عن وسائل منع الحمل الأخرى، مع عمل فحص ذاتي للثدي.
ساحة النقاش