إشراف: منار السيد - سمر عيد - أميرة إسماعيل - هايدى زكي - هدى إسماعيل
مع بداية كل عام دراسي تقع أغلبية الأسر المصرية في أزمات مادية بسبب توفير مصاريف ومتطلبات الدراسة لأبنائها،وحول هذا الموضوع تقدم "حواء" العديد من الخطط التي توفر لك ميزانية العام الدراسي.
البداية مع نجاة شريف، مدرسة كيمياء بإحدى المدارس الخاصة وتقول: لعل أكثر مايستهلك ميزانية الأسر المصرية الدروس الخصوصية، سواء التي يحصل عليها الطلاب بشكل منفرد أو من خلال المجموعات، وقد توصلت لحل جيد مع بعض زملائي وزميلاتي المعلمين والمعلمات بالمدرسة،حيث نقوم بتنظيم أنفسنا كمجموعات،وأي ولي أمر يعمل بالتدريس يقوم بتدريس مادته لبقية أبناء المعلمين الآخرين،فأجمع 4 تلاميذ مع ابني وأشرح مادة الكيمياء لهم،ومن بين هؤلاء التلاميذ من والده يعمل كمعلم لغة عربية وآخر والده معلم لغة إنجليزية،وهكذا نقوم بشرح المواد كل حسب تخصصه لنفس المجموعة،ولا نلجأ للدروس الخصوصية مطلقا.
وتقول مها موريس، موظفة بإحدى شركات الاتصالات: لابد أن يحدد الشخص ميزانيته ويعرف إمكانياته، فمن غير الممكن أن تكون إمكانياتي المادية محدودة وأسعى لتعليم ابني أو ابنتي في مدارس دولية أو حتى لغات مرتفعة التكاليف،ومن الأفضل قبل أن أقوم بإلحاق ابني أو ابنتي منذ بداية مرحلة رياض الأطفال أن أدرس ميزانيتي خلال 6 سنوات قادمة على الأقل، مع حساب زيادة المصاريف كل عام،ومن وجهة نظري فإن المدارس الحكومية العادية والتجريبية للغات جيدة جدا،وأغلبية المتفوقين في الثانوية العامة يكون أغلبهم من خريجي المدارس الحكومية والتجريبية،وهذا لسعي وزارة التربية والتعليم لرفع مستوى المدارس الحكومية والمراقبة الدائمة لمن يدرس بها .
أما وليد أسامة، صاحب مشروع خاص فيقول: كنت أقع دائما في فخ دفع أموال كثيرة لأتوبيس المدرسة من أجل توصيل أولادي كل يوم من وإلى المدرسة،لكني توصلت لحل جيد حيث وجدت ثلاثة من أولياء الأمور يسكنون بمنطقتي،فقمت بعمل جدول أسبوعي بحيث يقوم كل ولي أمر بتوصيل الأطفال من وإلى المدرسة يوم في الأسبوع،وبذلك وفرت على نفسي عبء مصاريف الباص، وعبء التوصيل اليومي للأطفال،كما قمنا بتبادل الكتب الخارجية وتصويرها،والاستعانة بجيراننا ممن لديهم أطفال في مراحل دراسية أكبر ولايزالون يحتفظون بالكتب بدلا من شرائها بأسعار مبالغ فيها من المكتبات الخارجية.
وصفة سحرية
تقدم د. لبنى عبد المجيد،أستاذ علم الاجتماع وتنظيم المجتمع بكلية خدمة اجتماعية جامعة حلوان وصفة سحرية تتضمن عدة نصائح مهمة لتوفير ميزانية الإنفاق في العام الدراسي قائلة: بداية دعيني أتحدث عن مصاريف المدرسة،فلابد أن يعرف كل شخص إمكانياته حتى يحدد نوعية المدرسة التي سيلحق بها أبناءه منذ البداية،من ناحية أخرى علينا أن نحدد المصروف اليومي الذي يمنحه الأب لابنه وأفضل أن يتم تحديد مصروف أسبوعي للطالب حتى نعلمه كيفية إدارة ميزانيته من صغره،وطبعا أفضل أن تنهض الأمهات في الصباح وتقوم بصنع وجبات للأطفال فالطعام المحضر بالمنزل يكون أفضل وأكثر نظافة وصحي أكثر مما سيقوم الطفل بشرائه من المدرسة أو خارجها،والشق الأهم هو ضرورة التوفير في الدروس الخصوصية والمجموعات حيث قامت وزارة التربية والتعليم بعمل مواقع تعليمية ومنصات كثيرة على شبكة (الانترنت)،كذلك ينبغي الاعتماد على القنوات التليفزيونية الحديثة التي أصبحت تقدم شرحا مفصلا للطلاب،إذن فما الداعي للدروس الخصوصية والمجموعات التي تهدر وقت الطالب وتضيع ميزانية الأسرة شهريا؟!!
وتتابع: أما عن الزي المدرسي فمن الأفضل شرائه من خارج المدرسة وتفصيله إذا كانت المدرسة تبيعه بسعر أعلىنوع ما بالنسبة لأولياء الأمور،وبالنسبة للكتب الخارجية فيمكن تبادلها بيننا كجيران أو أقارب أو حتى أولياء أمور في مدرسة واحدة، ويمكن تنظيم جدول لمن يقطنون بمنطقة سكنية واحدة بحيث يتحمل مسئولية توصيلهم يوم واحد في الأسبوع ولي أمر واحد ثم تقسم بقية أيام الأسبوع على أولياء الأمور الآخرين في نفس المنطقة.
حقائب وأحذية وأدوات مدرسية
تقول د.أسماء ممدوح،أستاذ الاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية جامعة المنيا: يشكوا الكثير من أولياء الأمور بسبب أسعار المستلزمات المدرسية ودعيني أقدم حلولا لما تتكلفه الأسر المصرية في هذه النفقات،بداية علينا عمل إعادة تدوير للكشاكيل والأقلام والجلادات،فمثلا إذا كان هناك بضعة كشاكيل لم يستخدمها الطالب منها كاملة يمكن نزع الأوراق المستخدمة والاستفادة بما تبقى من أوراق في الكشكول،كما يمكنني الاستفادة من الأدوات الهندسية والأقلام والمحايات والبرايات التي لاتزال بحالة جيدة من العام السابق، كما يمكن تصليح الكثير من الحقائب دون اللجوء إلى شراء حقيبة مدرسية كل عام لكل طفل، وينبغي الاستفادة من معارض مستلزمات المدارس المنتشرة في كافة أنحاء الجمهورية حتى تسهل على أولياء الأمور شراء مستلزمات المدارس بدلا من شرائها من المكتبات بأسعار باهظة،وأفضل ألا يزيد المصروف اليومي للطفل عن شراء زجاجة مياه وعلبة عصير، مع ضرورة تحضير وجبات خفيفة وصحية للأطفال في المنزل تحتوي على الخضراوات والفواكه قبل الذهاب إلى المدرسة كل يوم .
وتتابع: ينبغي أيضا تعليم الطفل وتعويده على عدم تقليد أقرانه، كما ينبغي تعليمه قيمة الادخار من خلال ادخار بضعة جنيهات يوميا من مصروفه لشراء شيء مهم يحتاج إليه، وتبذل وزارة التربية والتعليم قصارى جهدها للتصدي للدروس الخصوصية من خلال المنصات التعليمية المختلفة والقنوات التي أطلقتها على التليفزيون كي تشرح للتلاميذ مختلف المواد في جميع المراحل، لذا علينا أن نساعدها بعدم الركض خلف الدروس الخصوصية التي تضيع وقتنا ووقت أبنائنا وتستهلك أموالا كثيرة من ميزانية الأسرة.
ساحة النقاش