حوار: أميرة إسماعيل
على الرغم من اقتحام المرأة مختلف المجالات وتوليها العديد من المناصب القيادية إلا أن سلك القضاء ظل على مدى سنوات عديدة معركة صعب الانتصار فيها وحلما طالما راودها، وهو ما تؤكده المستشارة بهيئة النيابة الإدارية د. داليا مجدى فى حوارها مع "حواء"، والتى ترى أن توجيه الرئيس بتعيين المرأة بالنيابة العامة والقضاء قرارا تاريخيا ويضع المرأة فى نصابها الصحيح، كما ترى أن ما حصلت عليه من مكاسب يعود إلى مثابرتها وإصرارها على اقتحام المجالات الجديدة فضلا عن دعم القيادة السياسية وإيمانها بقدراتها على النجاح فى تلك المجالات، فإلى نص الحوار..
فى البداية تقول د. داليا: أنا من أسرة قضائية، والدى المستشار مجدى عبد الغنى رئيس محكمة استئناف، وهو من شجعنى على الالتحاقبكلية الحقوق،صدر قرار رئاسىبتعييني وهو مجال تستطيع المرأة المصرية أن تثبت وجودها فيه وبقوة خاصة عندما يكون الأمر عن دراسة وتعمق،حيث حصلت على درجة الماجستير بمجرد تخرجىوأتممتمناقشتى لرسالة الدكتوراه فور تعيينىفى النيابة وكانت تلك فرصتىلإثباتذاتىفى العمل كوكيل نيابة،ثم تدرجتفى السلم الوظيفىحتى وصولى لمستشارة.
- كيف تجدين قرار سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتعيين المرأةفى النيابة العامة والقضاء؟
قرار تاريخيوعظيم سيسجله التاريخ،وهو بمثابةنقطة تحول جوهرية فى حياة المرأة المصرية على المستويين العام والخاص، فالعام تم التطبيق الفعلىلمواد الدستور والقانون والتى تنص على المساواة الكاملة والتامة بين الرجل والمرأة فى تقلد الوظائف القضائية والإدارية بدون أي تمييز وهو أيضا تطبيق لأهم بنود حقوق الإنسان، أما على المستوى الشخصى فإن هذه القرارات تؤكد على أن المرأةنجحتفىإثبات نفسها وإظهار كفاءتها فىتقلد المناصب القضائية والقيادية وقدرتها على العمل فىأي جهة قضائية، كما يعد هذا القرار نتاج لنجاح المرأة السابق فى كثير من المجالات والتحدياتالتى واجهتها من قبل، كما أن هذا تأكيد على تقدير سيادة الرئيس للمرأةودعمها واحترامها وتقديرها أينما كانت، وأنها تعيش عصرها الذهبىفى عهد سيادته.
ظل الوصول للمناصب العليا بالسلك القضائىحلم يراود المرأة، فكيف تحول إلى حقيقة؟
لا أنكر أن حلم الوصول لمنصة القضاء هو بمثابة "حلم الطفولة" الذى راود معظمنا وكنا نراها أحلام بعيدة المنال أو صعبة التحقق وإن كانت تتحقق فىالماضى بنسبة ضئيلةللغاية رغم تفوق المرأة ودراستها للقانون مثل الرجل تماما، وبنظرة واقعية وحقيقية تبدل الحال فى السنوات العشر الأخيرة، حيث أصبحت هناك قرارات سيادية صادرة من القيادة السياسية وبشكل أدق صادرة من رئيس الجمهورية بتعيين المرأةفى الهيئة القضائية وأن يكون لديها نسبة تمثيل كبيرة فى السلك القضائى وأن يكون لديها الحق فى التقدم للتعيين فىأي جهة قضائية، وبالفعل تحققت الأحلام وأصبحت هناك امرأة تتقلد منصب "رئيس محكمة كلية" وقاضية فى محكمة الجنايات وكذلك تقلدت المرأة منصب مساعد وزير وهناك الكثير من المناصب والإنجازات التى حصلت عليهافى سنوات قليلة.
ماذا عن نسبة تواجد المرأة حاليا على منصة القضاء؟
تعيش المرأة عصرها الذهبى بفضل مثابرتها وإصرارها على النجاح، فضلا عن دعم القيادة السياسية لها والدليل على ذلك أنعدد القاضيات فى مصر عام 2015 كان يصل إلى " 26 قاضية" أما الآن فقد وصل إلى حوالى 66 قاضية، كما تم تعيين المرأةكأول قاضية على منصة محكمة الجنائياتفى 2019 وكذلك بالنسبة لعملها فى النيابة العامة – بعد قرار سيادة الرئيس السيسى بنقل 11 قاضية للعمل بالنيابة العامة مع احتفاظهنبدرجاتهن الوظيفية القضائية، ونستطيع القول إن إجمال عدد القاضيات فى مصر فى تزايد وذلك بفضل دعم وتوجيهات سيادة الرئيس السيسي.
وما رأيك فيما وصلت إليه المرأة المصرية من إنجازات ومكتسبات فى عهد سيادة الرئيس السيسى؟
بالفعل هناك إنجازات حقيقية ومكتسبات رائعة حصلت عليها المرأة المصرية فى عهد سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، فمثلا نسبة الوزيرات فى الحكومة أصبحت أعلى ولدينا منصب محافظات ونائبات المحافظين ونائبات للوزراء،بالإضافةإلى زيادة نسبة تمثيل المرأةفى البرلمان، كما أن هناك تشريعات كثيرة صدرت لصالح المرأة، فضلا عن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضدها، ولدينا أيضا مشروعات المرأة المعيلة التى تضمن لها دخل ثابت وحياة كريمة، وكذا المشروعات الاقتصادية التى تهدف لحماية المرأة وصيانة كرامتها، وهناك تشريعات تجرم ختان الإناث وحرمانها من الميراثوالتحرش كما تم حظر بيانات المجنى عليها وذلك حفاظا على سمعتها وكرامتها، وإذا ما تحدثنا عن برامج التوعية فنجد مودة وبهية وغيرها الكثير والتي تهدف لرفع وعيها وثقافتها، أما عن مجال الصحة فقد حظيت باهتمام كبير من قبل القيادة السياسية ومن بين الحملات المهمة "صحة المرأة صحة مصر" وكذا الحملات التى استهدفت الأمراض السارية وسرطان الثدى.
يواكب الاحتفال بذكرى أكتوبر الاحتفال بنصر جديد للمرأة وهو تعيينها بالنيابة العامة ومجلس الدولة، فكيف تجدين هذين الانتصاريين العظيمين؟
بالفعل نحن نحتفل فى هذا الشهر العظيم بذكرى أكتوبر المجيد وانتصار المصريين وإعطائهم نموذجا لكل العالم أنهم شعب يصر على الانتصار مهما كانت الظروف، ويتزامن مع هذه الاحتفالية هذا العام تعيين المرأة فى النيابة العامة ومجلس الدولة، وبالتالي نحن لدينا هنا عبور جديد لعظيمات مصر يواكب ذكرى عبورنا فى حرب أكتوبر.
ساحة النقاش