بقلم: مها مروان
"وقف الخلق جميعا ينظرون كيف أبنى قواعد المجد وحدى، وبناة الأهرام فى سالف الدهر كفونى الكلام عند التحدى.." على الرغم من أن شاعر النيل حافظ إبراهيم نظم هذه القصيدة لإبراز عظمة مصر، وأنشدتها أم كلثوم أمام العالم أجمع لتكون لسان الحال الذى يعكس حضارة وأمجاد مصر، فأنا أيضا ألتمس فى هذه الأبيات أمجاد المرأة المصرية وما حققته من مكتسبات بعد عقود طويلة من النضال والتصدى لثقافات مجتمعية سيطرت عليها أفكار ذكورية لتضع قواعد للمجد من جديد، والآن استعادت المرأة مكانتها التى تليق بدورها المحورى فى المجتمع، لذا يحق لي كحواء أن أفتخر أمام العالم كله بما حققته من انتصارات، وأقول بكل فخر وأنا أحيا فى ذلك العصر الذهبى الذى سيظل التاريخ شاهدا عليه.
سبع سنوات مرت من تاريخ حكم الرئيس السيسي فوضع منذ توليه السلطة ملف تمكين المرأة كأهم أحد إستراتيجيات بناء مصر الحديثة، ويسعى بكل ما أوتي من قوة لنصرتها مراهنا على عظمتها عبر رسائل قوية فى كل المحافل على دورها المحورى فى أى خطة بناء وطنية، فوقف بجانبها وساندها ودعمها بانتصارات غير مسبوقة يفخر التاريخ بتسجيلها بحروف من نور، ويكفي شرفا أنه استطاع تغيير ثقافة المجتمع بإرادته السياسية وقدرته على دعم المرأة وتوليها المناصب القيادية فى مختلف المواقع التنفيذية.
لإيمان القيادة السياسية بأهمية دور المرأة وضرورة تمكينها حيث تجلى دورها المحورى فى يونيو 2013 وخروجها بالملايين لحماية الوطن والأجيال القادمة والحفاظ على الهوية المصرية فى ظروف شديدة القسوة والصعوبة لرفض الاستمرار وتغيير الواقع المر الذي واجهته البلاد والعباد خلال فترة الإخوان الإرهابية، لتكن البداية على يد الرئيس المؤمن حقا بقدرة حواء المصرية والذى كان إيمانه دافعا لتحسين أوضاعها وإعطائها حقوقها والعديد من الامتيازات والمكاسب التى ظهرت فى تقلدها العديد من المناصب بالأجهزة التنفيذية للدولة، ووصولها إلى مراكز صنع القرار بالحكومة ومشاركتها بقوة فى الحياة النيابية والبرلمانية، حتى استطاعت أن تثبت جدارتها داخل أروقة المؤسسات التنفيذية، وأن تثبت للجميع أحقيتها فى تبوء تلك المكانة.
وظهرت بشاير الخير فى 2014 بتخصيص أكثر من 20 مادة دستورية لضمان حقوق المرأة، وإعلان 2017 عاما لها فى سابقة تاريخية لم تحدث من قبل وهو العام الذى أُطلقت فيه الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والحماية وفقا لأهداف التنمية المُستدامة 2030، ليكون بداية الانطلاقة الصاروخية لحواء التى أثبتت جدارتها فى المجتمع بعد أن اختارت القيادة السياسية سندا لها يحميها ويحمى بلادها وأولادها من شر أعدائها السياسية فحرص على زيادة نسبتها فى الحكومة ومجلس النواب، فضلا عن توليها العديد من المناصب القيادية التى لم يسبق أن تولتها امرأة كالمحافظ ونائبه ومعاونى الوزراء، ورئيس هيئة قضائية، ونائبه، ومستشارة بالنيابة العامة، وقاضي منصة، ومستشار الأمن القومى للرئيس، فضلا عن الامتيازات الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي حصلت عليها عبر المبادرات والبرامج التى أطلقتها الدولة فى إطار تنفيذ محاور الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة، ليظل التاريخ شاهدا على أن المرأة تولت تلك المناصب.
ولأن المجلس القومى للمرأة هو لسان حال عظيمات مصر كما أسماهن الرئيس فتم وضع إستراتيجية ٢٠٣٠ بقيادة د. مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة،وتضمنت الإستراتيجية المحاور الأربعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحماية من أجل إعلاء قيم المواطنة وقبول الآخر ودعم وتعزيز النسيج الوطني، بالإضافة إلى المساهمة في التغلب على مشكلة الزيادة السكانية، والعمل على زيادة الوعي بقضايا الوطن وأهمها تطوير التعليم فضلا عن تعزيز التواصل مع المرأة المصرية في المناطق النائية والحدودية، وقد كانت المرأة ومجلسها عند حسن ظن القيادة السياسية حيث سعى المجلس تحت قيادة د. مايا مرسى للقضاء على كافة المشكلات المجتمعية التى تواجه المرأة لتمكينها والتى اعتمدها الرئيس وثيقة عمل للأعوام المقبلة، ووجه الدولة بمؤسساتها للتكاتف لتنفيذ محاورها، فتحية إعزاز وتقدير لسند المرأة بل سند مصر كلها سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ساحة النقاش