إشراف : منار السيد - سماح موسى – شيماء أبوالنصر – محمد عبدالعال – أمانى ربيع
مشكلات وتحديات كثيرة تعانيها المرأة الأفريقية رغم وجود بروتوكولات وقوانين عدة تنادي بحقوقها وتحفظكرامتها وتضمن لها حياة كريمة وتحميها من كافة أشكال العنف والتمييز خاصة فى مناطق النزاعات المسلحة، فهل حصلتالأفريقية على ما كفلته تلك القوانين لها من حقوق أم مازالت تعاني من تردى فى الأوضاع وضياع للحقوق؟، وهل كانللقيادة السياسية المصرية دورا في تخفيف وطأة معاناتها وإكسابها بعض الحقوق تزامنا مع ما حصدته شقيقتها المصرية من مكتسبات؟ تساؤلات عديدةبحثنا عن إيجابات لها مع مجموعة من المختصين فى الشأن الأفريقي..
في البداية يقول النائب أشرف أبو الفضل، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب:تختلف مشكلات المرأة الأفريقية حسب المنطقة الجغرافية، ففى شمال أفريقيا نجد مثلا المرأة المصرية لها دور بارز وفعال في المشاركة المجتمعية، فضلا عن توليها المناصب القيادية وكذلك في تونس والجزائر وليبيا، وإذا نظرنا إلى المرأة في وسط وجنوب أفريقيا فربما تكون محرومة من أبسط حقوقها نظرا للمشكلات التى تعانيها تلك البلدان، وفى الملف الصحى نجد أن وضع المرأة متفاوت وفقا للمنظومات الصحية لكل دولة، بينما يتم تحديد الوضع الاقتصادي لها تبعا للدعم المقدم من الدولة متمثلا فى القروض الميسرة وإتاحة الفرصة لها لإقامة المشروعات، أما الوضع الوظيفى وتولى المرأة المناصب القيادية فنجد أن المرأة تعانى التهميش والإقصاء عدا عدد من الدولة خاصة دول الشمال كمصر وتونس والمغرب وغيرها حيث كانت لمصر تجربة رائدة فى هذا الصدد.
وترى منى الوكيل، عضو المجلس القومي للمرأة أن نساءأفريقيا هن الأكثر تعرضا للعنف عن غيرهن نتيجة الحروب الأهلية والتهجير والنزوح القسري والفقر ناهيك عن العادات والتقاليد، لافتة إلى أن الليبيات يتعرضن للعنف الجنسي منذ اندلاع الأزمة لاسيما حوادث التعذيب والاغتصاب من قبل الميلشيات المسلحة، مشيدة بالجهود المبذولة من قبل منظمات حقوقية عالمية وإقليميةللقضاء على كافة أشكال العنف ضد المرأة حيث أطلق كل من مفوضية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في مايو 2020 مبادرة لتسليط الضوء على كافة أشكال العنف ضد النساء والفتيات في أفريقيا والسعي للقضاء عليها، داعية المجتمع الدولي ببذل مزيد من الجهد لتحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة وهو المساواة بين الجنسين.
أما بالنسبة لوضع الأفريقية التعليمي فتقول الوكيل: هناك تحديات عدة تواجهها السياسات التعليمية في دول أفريقيا والتي تتعلق بإتاحةالتعليم للجميع ما أثر سلبا على معدلات محو الأمية، لذا أؤكد على أهمية دور الوزارات المعنية في دول أفريقيا لتكون مظلة تنسيقية وطنية لمحو أمية الكبار الذين تجاوزت أعمارهم سن التعليم المدرسي من خلال التعليم غير النظامي، كماكان للمجلس القومي للمرأة دور فى رفع المعاناة عن الشقيقات الأفريقيات حيث ينظم المجلس دورات تدريبية بعنوان "برنامج المرأة الأفريقية الريفية وريادة الأعمال"والتى تستهدف المرأةفى دول "سيرليون، ونيجيريا، وزامبيا، والكونغو، وجنوب السودان، وغينيا، وبوركينا فاسو، وتشاد، وكوتيفوار، ومالاوي"، فضلا عن إطلاق المجلس بالتعاون مع البنك المركزي المصري والاتحاد الأوروبي وسفارة هولندا وهيئة الأمم المتحدة للمرأة مشروعا جديد تحت عنوان "تمكين المرأة وتعزيز الشمول المالي والاقتصادي بريف مصر"والذى يستهدف ما يتجاوز 120ألف امرأة في محافظات المنيا وبني سويف وأسيوط وسوهاج.
افتقاد الأمان
ترجع د. نجوى إبراهيم، رئيس مؤسسة المرأة المصرية والأفريقية للتنمية والخدماتتراجع دور المرأة الأفريقية مجتمعيا إلى افتقادها الظروف الآمنة للعمل، لافتة إلى أن المرأة المعيلة هي الوحيدة المسئولة عن أسرتها ما يجعلها دائما في حالة من القلق الأمر الذى ينعكس على أدائها الاجتماعي والتعليمي والاقتصادي والصحي.
وتقول: إن السياسات الاستعمارية فى العديد من الدولوالصراعات الداخلية من شأنها السيطرة على ثرواتها فضلا عن أنها خلفت الفقر والجهل ما أثر علىالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لتلك البلدان، وحتى تعود أفريقيا لمكانتها كأغنى قارة بثرواتها الطبيعة لابد أن تعمل في مجالات عدة أهمها الصناعة والطاقة والسياحة، وحتى توفر الحماية لشعوبها لابد أن تكون في المقدمة حماية المرأة من كافة أشكال العنف والتمييز،وسن قوانين وتشريعات تقضى عليها وتضمن حقوقها، ونحن فى مؤسسة المرأة المصرية والأفريقية نتعاون مع مختلف الدول لتحسين أوضاع المرأة داخلها حيث ننظم معارض لمنتجاتهن داخل مصر وخارجها، وتدريبهنعلى المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
التجربة المصرية
"لدينا الريادة في ملف المرأة الأفريقية" هذا مابدأت بهحديثها د. فاتن عريف، الخبير القانوني والباحث في قضايا الأسرة والمجتمع والأمين العام المساعد لمؤسسة المرأة العربية والأفريقية ومستشار الاتحاد العربي للتنمية المستدامة، وتقول: الاتحاد الأفريقي ملم بكل شئون المرأة والشباب الأفريقي، وقد قطعتمصر شوطا كبيرا في ملف الاهتمام بالمرأة الأفريقية باعتبارها قلب القارة والبوابة الأولى لها، واستعادت دورها الريادى فى القارة بعد غياب لسنوات عديدة وقد تجلى ذلك الدور فى ترأسها الاتحاد الأفريقي وإطلاقها استراتيجية التنمية المستدامة الأفريقية، بالإضافة إلى إطلاق برنامج تأهيل الشباب الأفريقي ليكونوا سفراء لمصر في دولهم، وقد حرصت مصر على تصدير تجربتها الفريدة فى ملف المرأة والتى نالت إشادة دولية من الأمم المتحدةبعد أن حصدت المصرية العديد من المكتسبات خلال السنوات الأخيرة إلى مختلف الدولة فنجد أن المرأة في روندا تخطو خطوات سريعة نحو التمكين وأصبح لها دوركبيرفي المجتمع الرواندي.
وتتابع: هناك العديد من العقبات التى تعرقل مسيرة المرأة الأفريقيةنحو حقوقها وفى مقدمتها الاستعمار السياسي والفكري حيث يتمثل الأخير فىحروب الجيل الرابع التى تهدف إلى زعزعةالاستقراروإثارة الفوضى بين فئات الشعب وإفقاده الثقة فى قيادته على إدارة الأزمات، ورغم هذه التحديات إلا أن المرأة استطاعت أن تقطع شوطا كبيرا نحو التمكين فى بعض الدول الأفريقية منها المغرب والجزائر وجزر القمر والصومال والسودان، ففي تونس تم تغيير قانون الأحوال الشخصية وحصدت المرأة مقاعد عديدة داخل البرلمان، وكان لمصر أيضا الريادة في إطلاق استراتيجية حقوق الإنسان 2021 كأول استراتيجية محلية يتم إطلاقها من داخل مصر للاهتمام بحقوق الشباب والمرأة والطفل.
ثقافات وعادات
أما د. سحر محمد، أستاذة الأنثربولوجيا بجامعة القاهرة فتقول: رغم مناداة العديد من المنظمات الدولية والإقليمية بحقوق المرأة داخل بعض البلدان الأفريقية إلا أنها مازالت تعاني فى بعض الدول نتيجة الثقافات الرجعية والعادات والتقاليد، فعلى سبيل المثال وضعت بعض الثقافات الأفريقية للمرأة قواعد وأدوارا وشروطا للمشاركة المجتمعية داخل بعض القرى، كما حصرتها بعض العادات والتقاليد فى دورها التقليدى، إلى جانب مشكلات الزواج المبكر وختان الإناث وعدم المساواه بين الذكور والإناث فى التعليم، لذا أرى أن الحل فى رفع الوعي لدى سكان هذه الدول والعمل على تغيير تلك الثقافات للقضاء على هذه العادات وعلى مصر بالتحديد دور كبير فى تصدير تجربتها فى مواجهة مشكلات كالختان والزواج المبكر و تمكين المرأة على كافة المحافل إلى الأشقاء الأفارقة، ومد يد العون لهم للقضاء على كافة أشكال العنف والتمييز التى تعانيها المرأة فى بعض البلدان الأفريقية.
ساحة النقاش