إشراف : منار السيد - سماح موسى – شيماء أبوالنصر – محمد عبدالعال – أمانى ربيع
لم يقتصر اهتمام القيادة السياسية المصرية على المرأة داخل حدود مصر فحسب بل تعد إلى المرأة الأفريقية باعتبارها شريك أساسى وفعال فى تحقيق التنمية داخل القارة السمراء، فكانت استضافة مصر لمؤتمر شباب أفريقيا الذى أرست فيه دعائم تمكين المرأة وتعزيز مشاركتها فىالمجتمع، كما حرصت على تحقيق أهداف استراتيجية أفريقيا 2063 والقضاء على كافة أشكال التمييز التى تمارس ضدها شأنها فى ذلك شأن المصرية.
المستشار حامد فارس، الخبير بالشئون العربية والأفريقية يوضح فى لقائه مع حواء سبل التعاون التى انتهجتها القيادة المصرية لدعم المرأة الأفريقية وحل مشكلاتها، كما يتطرق إلى جهود أم الدنيا فى ملف التنمية والإعمار داخل القارة ككل.
فى البداية نود تسليط الضوء على الدور الذى تلعبه مصر في أفريقيا حاليا والمشروعات المشاركة بها لتحقيق النهضة بالقارة؟
بالفعل نجحت مصر في استعادة دورها بالقارة الأفريقية على مدار الأعوام السبع الماضية، فمنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي سدة الحكم في عام 2014 اتجهت الدولة المصرية بكل قوةنحو القارة الأفريقية من خلال زيادة التعاون في كافة المجالات وعلى مختلف الأصعدة سياسيا واقتصاديا، ونتيجة للجهود الحثيثة التي قامت بها الدولة المصرية ودورها الريادي والمحوري في القارة نجحت مصر في تولى رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019 وسعت من خلالهإلى تنفيذ عمل أجندة الاتحاد الأفريقي للتنمية المستدامة 2063 وسخرت مصر كل إمكانياتها وخبراتها لدفع عجله العمل الأفريقي المشترك والعمل على تعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنميةلمرحلة ما بعد النزاعات،كما دعمت جهود الاتحاد الأفريقي في استكمال منظومة السلم والأمن الأفريقي ووقعت اتفاقيةاستضافة مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات.
وماذا عن ملف إعادة الإعمار والتنمية؟
اهتمت مصر بملف إعادة الإعمار والتنميةخاصة بعد مرحلة النزاعات لتوفير فرص عمل للشباب والاستقرار وعدم عودة النزاعات مرةأخرى ونجد أنهنتيجة الجهود الدءوبة الحثيثة التي قام بها الرئيس السيسي نجحت مصر للمرة الأولى بأن تكون رئيسا للجنة بناء السلام في الأمم المتحدة وحصلت على أعلى الأصوات.
وماذا عن مجالات التعاون بين مصر والدول الأفريقية في كافة المجالات؟
تولى مصر تولى أهميةكبرى لتعزيز التعاون في مجال الكهرباء والطاقة كمشروع الربط الكهربائي بين مصر وليبيا وكذا والسودان، وأيضا مشروع إنشاء عدد من المحطات الشمسية في الصومال وجيبوتي وأريتريا وتنزانيا والكونغو وكذلك مشروعات البنية التحتية الإقليمية كوسيلة لربط أفريقيا وتحسين قدرتها التنافسية العالمية بعمل شبكة متنوعة للنقل، كذلك تقوم مصر ببناء أكثر من سد داخل القارةالأفريقية كسد تنزانيا الذي يحقق حلم الشعب التنزاني في الحصول على الطاقةالكهرومائية ويحقق التنمية وهو ما يؤكد على رغبة القيادة السياسية المصرية في تحقيق الرخاء والتقدم لشعوب القارة السمراء.
وما التحديات والصعوبات التىتواجه المرأة بأفريقيا؟
ما زالت المرأة الأفريقية إلى يومنا هذا تعاني من الكثير من التحديات والصعوبات ومن أبرزها الفقر والجوع وصعوبة الحصول على التعليم وعدم توافر الرعاية الصحية المناسبة وكذلك العنف ضد المرأة،فمازالت الكثير من النساء يتعرضن للاعتداء بمختلف الطرق والوسائل والتمييز بين الذكر والأنثى وسوء معاملتها، كما نجد أن المرأة في الكثير من الدول الأفريقية تتعرض للإهمال والحرمان من الحقوق التي من المفترض أن تحصل عليها باعتبارها إنسان قبل أن تكون امرأة وأيضا الزواج المبكر من أبرز المشكلات التي تواجه المرأة الأفريقية.
ماذا عن جهود الدولة المصرية لمساعدة المرأة الأفريقية؟
تعي تماما الدولة المصرية أهمية المرأة وما تقدمه للمجتمع ونرى ذلك في كافة السياسات والاتجاهات الخاصة بالدولة ومن هنا ينعكس ما سبق على اهتمام مصر بها، وقد لعبت المرأة دورامهما في المجتمع الأفريقي.. وعليه فنجد أن الدولةالمصرية كانت حريصة على مساعدتها على كل المستويات والأصعدة، ففي ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي حاولت بكل الوسائل والإمكانيات لتمكين المرأة وذلك لتحقيق أهداف أجندة أفريقيا 2063 الهدف السادس منها والخاص بتمكين المرأة والقضاء على كافة أشكال العنف والتمييز بها وكذلك دورها المحوري في تحقيق الأمن والسلام والتنمية، فمصر تحرص على استعادةالمرأة لدورها ومكانتها كأولوية في سياستها.
نود التعرف على البرامج التدريبية المتاحة بمصر للمرأة والشباب الأفريقي؟
تبنت مصر برنامجاخاصابالمرأة الأفريقية ضمن المبادرةالرئاسية لتدريب الشباب الأفريقي،كذلك استضافت منتدى الشباب الأفريقي وكان على رأس أولوياته كيفية تمكين المرأة في أفريقيا في كافة المجالات.
ماالخطوات التى من خلالها يمكن زيادة مشاركة المرأة الأفريقية استثماريا؟
عندما تشارك المرأة مشاركة كاملة في القوى العاملة فإن مشاركتها تهيئ فرصا وتحقق نمو، ولذا فإن سد الفجوة بين الجنسين في العمالةما يضيف مبلغاهائلا من الناتج الإجمالي للقارة الأفريقية وزيادة نسبة النساء العاملات يجعلها أكثر تمثيلا وينهض بالابتكار ويحسن عمليات اتخاذ القرار ويحقق فوائد للمجتمعات بأسرها فلا توجد وسيلةلتنميةأكثر فعالية من تمكين المرأة.
وماذا عن التعاون بين القطاع الحكومى والأهلى المصرى لدعم القارة الأفريقية ككل؟
الظروف التي يمر بها العالم أجمع وخاصة أزمة كورونا أظهرت أهمية التعاون متعدد الأطراف بين الجمعيات الأهلية والحكومية وحتمية تعزيز جهود التعاون بين كافة الجهات ذات الصلة وإعادة البناء بشكل أفضل لتحقيق التنمية المستدامة داخل القارة الأفريقية، لذلك لابد من التعاون في كافة المجالات سواء على المستوى الصحي للتكاتف من أجل التغلب على جائحة كورونا التي أظهرت أنه لن تستطيع دولة في العالم مهما كانت إمكانياتها أن تحقق التعافي الشامل والمستدام بمفردها وهو ما يعزز أهمية التعاون متعدد الأطراف كأداة رئيسية للتغلب على الجائحة، وهو ما يؤكد أيضا على أهمة التعاون بين القطاعين فى كافة مجالات دعم القارة سواء اقتصاديا أو مجتمعيا.
ساحة النقاش