كتبت: منار السيد

تعددت المشاهد التى تدعو للفخر والاعتزاز فى الاحتفالية الأسطورية التى شهدتها مدينة طيبة القديمة– الأقصر- وأبهرت العالم أجمع أثناء افتتاح طريق الكباش الذى يربط بين معبدى الأقصر والكرنك، وكان ظهور الأطفال بالزيالفرعونى أحد أجمل هذه المشاهد والتى تدل على أن إعادة مجد الأجداد على يد الأحفاد.

شهدت الاحتفالية حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد كبير من الوزراء والشخصيات الدولية وسفراء الدولة وممثلي أكثر من ٢٠٠ وسيلة إعلامية محلية ودولية، ومع لحظة وصول سيادته لبداية طريق الكباش الذي انطلق منه موكب الافتتاح حرص على مصافحة والتقاط  صورة تذكارية مع أميرات وأمراء الاحتفالية الصغار باعتبارهم "رمز الحاضر والمستقبل ".

وعن مشاركة الأطفال في الاحتفالية التي بعثت بداخلهم حب الوطن ومشاعر الانتماء تحدثنا مع سها صفوت، والدة الطفلة أيسل سيد، وهي الطفلة التي مثلت محافظة القاهرة في الاحتفالية وتقول عن مشاركة ابنتها:أيسلفي الصف الثاني الابتدائي، وهي بطلة في رياضة الجمباز وحصلت على البطولة مرتين على مستوى الجمهورية وحاليا تستعد للمشاركة في بطولة جديدة في شهر يناير، كماأنها ممثلة مسرح وإعلانات وموديل فاشون، بالإضافة إلى أنها تمارس هواية الرسم.

وأكدت والدة أيسل أن مشاركة ابنتها في هذا الحدث التاريخي الوطني توطيد لمعنى الانتماء والولاء ويغرس بداخل الأطفال قيمة ومكانة وحب الوطن، وبالرغم من أنالاستعدادات كانت مكثفة فقداستمرت طوال الأسبوع الذي يسبق الاحتفاليةلكن الأطفال جميعهم كانوا على قدر من المسئولية والعلم بأهمية الاحتفال وتمثيلهم لمصر وأن جميع العالم يشاهد الاحتفالية وهذا انعكس بشكل إيجابي عليهم.

وأعربت أيسل عن سعادتها قائلة: "مبهورة بحضارة مصر الفرعونية وسعيدة بمشاركتي في الاحتفالية، والأقصر أجمل مكان شاهدته، وسعيدة بمصافحة الرئيس لنا وبصورتنا معه وسعيدة أني مثلت مصر لأني بحبها جدا".

الاحتفال التاريخي

رصدت كاميرات التليفزيون مداعبة سيادة الرئيس للطفلة الصغيرة "لارين" والتي كانت سعيدة ومبهورة بحديثها مع الرئيس حيث تقول والدتها هدير طارق:سعيدة جدا بمشاركة طفلاي لارين ونبيل في الاحتفالية، خاصة بحضور سيادة الرئيس ومداعبته للأطفال الذين كانوا مبهورين بكل ما يحدث حولهم مما كان له وقع إيجابي على الأطفالالذين شعروا بقيمة هذا العمل الوطني، ودائما كنت أردد لهم أنهم سيمثلون مصر وأنهم يجب أن يكونوا على قدر كبير من المسئولية، وبالفعل رغم صغر سنهم لكنهم شعروا بأهمية ماسيقدمونه وأنهم سيمثلون مصر أمام العالم.

وتتابع: استمرت كواليس الاستعدادات لمدة أسبوع تخلله زيارة الأطفال للأماكن الأثرية لربطهم بواقع الحدث التاريخي وتعريفهم على الحضارة الفرعونية وطقوس الملوك قديما واحتفالاتهم ليفهموا أنهم سيكونونجزءا من هذه الاحتفالات التي سيعيدها الأحفاد في موكب افتتاح "طريق الكباش"، لافتة إلى أن لارين ونبيل ممثلا محافظة الدقهلية، وهمالاعبا سباحة وجمباز بجانب هوايتهماللتمثيل.

الموكب الملكي

يعيد "طريق الكباش" مواكب كبرى ملوك الفراعنة الذين كانوا يحيون داخله أعياد مختلفة، منها عيد "الأوبت"، وتتويج الملك، ومختلف الأعياد القومية منه، وعلى أنغامالأوركسترا الفيلهارموني بقيادة المايسترو نادر عباسيبدأ الموكب حيث عزفت الموسيقى الفرعونيةوأنشودة آمون والتي يعاد إحياؤها بنفس الكلمات الفرعونية، وفي نفس اللحظة تم إنارة البر الغربي ومعبد حتشبسوت، ومن النيل تحركت  3 ذهبيات عائمة تم تصميمها على الطراز الفرعونيوالتىترمز لثالوث المعبودات الفرعونية آمون وموت وخنسو.

ومن داخل معبد الأقصر بدأت الاحتفالية الرسمية بخروج 3 محفات ترمز للثالوث المقدس، يحملها شباب بملابس فرعونية ويتقدمهم حاملو البيارق، ليخرجوا من قدس الأقداس عبر الصرح الأول للمعبد، وصولا لتماثيل أبو الهول بداية طريق الكباش، وتضمنت مراسم الافتتاح أيضاً إطلاق مراكب شراعية ملونة بطريقة تحمل الهوية البصرية للأقصر، مع عربات الخيول التي تتميز بها المدينة، كما أن الاحتفالية تضمنت صوليست الغناء من شهد عز "النداء الأول"، وهايدي موسى "أنشودةحتشبسوت"، وعز الأسطول "أنشودة آمون رع"،كما شارك الفنان محمد حماقي بأغنية ترحيبية لزوار الأقصر لتنتهي الاحتفالية مع وائل الفشنيوالأغنيةالتراثية "الأقصر بلدنا" وذلك بالاشتراك مع 160 عازف إيقاع مكون من مجموعة شباب إيقاعات الچيمبي المصري وإيقاعات الموسيقى العسكرية ".