بقلم : حنان سليمان
لم تمر سوى أشهر قليلة على الحدث التاريخى الذى تابعه المصريون وأشاد به العالم أجمع ألا وهو احتفالية نقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير، إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط.
والذى كان من السحر والإبهار والامتاع بما فاق التصور والخيال وساهم فى رفع منسوب الفخر والاعتزاز وأيقظ الشعور الوطنى لمعدلات غير مسبوقة لدى المصريين، هذا المشهد لم يغب عن ذهنى وذلك الشعور بالفخر والاعتزاز لم يفارقنى لكن مشاغل الحياة ومشكلاتها تراكمت عليه فجعلت منه ذكرى تتجدد مع مشاهدة أى إنجاز تشهده مصر من مشروعات قومية أو مدن جديدة أو غيرها، تلك الذكرى تجددت يوم الخميس الماضى حيث شاهدنا والعالم أجمع حدثا حضاريا آخر اختلف فى الشكل والتفاصيل لكنه اتفق واتسق فى الجوهر وأنه جزء من التاريخ والحضارة التى دشنها الأجداد منذ أكثر من 3 آلاف و 500 عام وهو افتتاح طريق الكباش الرابط بين أهم معبدين من المعابد المصرية القديمة تاريخيا ومعماريا وفنيا الكرنك والأقصر.
لم يكن الحدثان ليظهرا للنور لولا وجود قيادة تتمتع بالرؤية الثاقبة تمزج الماضى بالحاضر فى سيمفونية متناغمة عظيمة تحمل رسائل بأن مصر القديمة وما قدمته من حضارة عظيمة قادمة بقوة، وتسطر لنفسها حضارة جديدة لتكون جمهورية جديدة فى تواصل حضارى مدهش، جمهورية تنظر للمستقبل وتعتمد على سواعد أبنائها الذين يملكون الكثير ليقدموه ليس لمصر فقط وإنما للعالم كله، معتمدين على رصيد كبير من الخبرات والتجارب السابقة التى كانت ولا تزال محل ليس فقط إعجاب وإنما إدهاش الجميع، هذه السواعد كانت فقط تنتظر من يبعث فيهم الأمل ويعتمد عليهم فى بناء الدولة الجديدة.
لقد أبهرت مصر قديما العالم وكانت أيقونة التاريخ، ثم تبهره حاليا بما يحدث من إنجازات فى كل مناحى الحياة بفضل رؤية ثاقبة وإرادة سياسية قوية تعد واضحا أن مصر تسير في جميع الاتجاهات، فالمشروعات تنفذ بنفس الجدية والدقة، والعاملون يعملون على قدم وساق وبمتابعة دقيقة من الدولة لإطلاق الجمهورية الجديدة التي نشهدها ونعيش أيامها الآن، حفظ الله بلادي مصر ورئيسها وشعبها.
ساحة النقاش