بقلم : د. رانيا شارود
رغم أن الإحسان إلى الوالدين وصية إلهية وخلق إسلامي حث عليه النبى محمد "صلى الله عليه وسلم" إلا أننا نجد في الآونة الأخيرة جحودا بالفضل ونكرانا للجميل وعقوقا للآباء وشقاقا بين الأخوة بعضهم البعض وكل ذلك له مرجع واحد وهو المادة، فهذا ابن او ابنه يقوم بالحجر على أحد والديه ليأخذ أموال ليس له حق فيها من أملاك والديه أوأخوهأوأخته ويتناحرون كل منهم على ميراث أكثر مما يستحقه أو يطغى على ميراث أخيهأوأخته ليحرمه أو يحرمها مما شرع الله طغيانا وعدوانا، فكيف يطيب له هذا المال الحرام بعد أنيغتصبه من والديه أو إخوته؟ وهو بذلك يكون اقتبس بيده جمرة من جمرات جهنم ليأكلها ويطعم بها أولاده، أفلا يخشى عليهم من أكل مال حرام؟ألم يهتدى لقول سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رسول:"كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به".
نرى فى بيوتنا عقوقا كثيرة للآباء وللأمهات بدلا أن يحنو الأبناء عليهما ويحسنون إليهما ويطلبون من الله أن يرحمهما كما ربياهم صغرا، كما قال الله عز وجل فى كتابه الكريم "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً"،كل هذا من أجل مال زائل وعارية مسترجعة، بل إن البعض يسعى لنهب الحقوق ومعاداة الأب والإخوةدون رادع أو واعظ، وقد طمس العمى بصائرهم وأنساهم أنهم راحلون ولا أقرب من فيروس كورونا الذى يحصد كل يوم الآلاف من الأرواح دون سابق إنذار ولا يقف على كبير أو صغير، أليس فى الموت خير واعظ لكى لا تعمى الأبصار والقلوب التى فى الصدور؟
اتقوا الله فى آبائكم وعودوا إلى الله وتصالحوا فيما بينكم وبين الله عز وجل أولا وبين الناس، ولنضع نصب أعيننا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:"اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"، وليس هذا فقط بل نجد بعض الأشخاص كل همهم جمع الأموال بأى طريقة دون التحري طرق الحلال والبعد عن الحرام فى جميع الأحوال ونجد آخرين يتمتعون بأموال لايستحقونها ويتمنون لأصحاب هذا المال الحقيقى الشر والأذى ويظهرون ما فى صدورهم من كره وغل وحقد، فكيف لشخص أن يستحل لنفسه التمتع بمال أحد غيره ويقول إنه ماله ويربون أولادهم على الطمع والكره والحقد، فاعلموا أنكم تربوا فى بيوتكم إخوة متناحرون على الأموال الحرام، ويشعر الأبوالأمأنهأخطأ فى تربية أولاده وأخيرا يجب بأن نعود إلى الرشد والطريق المستقيم ونصل أرحامنا ونصلح ما أفسده الطمع بيننا ونتوب إلى الله عز وجل ويرمى كل طامع فى مال حرام لا يستحقه من يده قبس من جمر من نار جهنم ويرد الحقوق لأصحابها و نصلح ذات بيننا غفر الله لى ولكم.
ساحة النقاش