حوار : منار السيد
على مر العصور واختلاف الأجيال كان السيرك مصدر البهجة والإثارة والتشويق والمقصد لأفراد الأسرة للاستمتاع بفقراته، ضحكة مع مهرج وإثارة مع ساحر يبهرنا بأعماله الخفية والتشويق بانتظار الفقرة التي تنقلنا إلى عالم الانبهار وهي فقرة ترويض ملك الغابة، ويزداد الانبهار عندما تجد سيدة هي من تقوم بترويضه لكنها ليست أي امرأة فهي سيدة السيرك المصري والأوروبي والعالمي،والتى ارتبط اسمها بالقوة والإرادة في شموخها أمام الأسود إنها فاتن الحلو، أشهر مدربة أسود وحيوانات مفترسة في الوطن العربي، والتي غرست حب هذا الفن بابنتها لتسلمها الرايةلتصبح دهب إبراهيمالحلو أصغر مروضة حيوانات مفترسة.
في البداية نريد أن نتعرف على بداية مشوار سيدة السيرك المصري الأوروبي فاتن الحلو؟
منذ كان عمري 9 سنوات كنت ألعب الأكروباتوأتدرب حتى بلغت عمر ال16 عاما، ثم سافرت إلى ألمانيا لمدة 3 سنوات اكتسبت خلالها العديد من الخبرات في فن السيرك والفقرات المتألقة وفن التعامل مع المخاطر أثناء تقديم العروض، ونشأت في السيرك مع عميمحمد الحلو الذي كنت أشاهدهأثناء تعامله مع الأسود بكل عظمة، فعائلتي كلها كانت تقف بشموخ أمام الأسود وهذا غرس بداخلي حب ترويض الأسود ولكنني لم أمارسه قبل زواجي بل كنت أقدم فقرة "القفز بالأرجل" في السيرك حتى تزوجت من الراحل إبراهيم الحلو، مدرب الأسود.
يختلف سيرك فاتن الحلو عن غيره بالتميز والتنوع في فقراته بشكل دائم، كيف تتمكنين من الحفاظ على هذا التميز؟
سافرت إلىالعديد من دول العالم التي تعلمت من كل دولة فيهاأفكارا مبتكرة وفقرات جديدة كنت أتعلمها وأعود إلى مصر لعرضها بالسيرك، حيث سافرت إلى المجر ورومانيا وأوكرانياوكازاخستانوالصين وفرنسا وكنت أقدم عروضا بمونتوكارلو، وعندماسافرتإلى روسيا مع ابنتايدهب وكاميليا أتقنت أفضل الفقرات واخترتها وهي فقرة "سيرك الجليد"، وعندما عدت إلىمصر قمت بتنفيذهابإنتاجمشترك مع الدولة في سيرك العجوزة، وحتى الآن أسعى دائما للحفاظ على التاريخ المشرف الذي أسسه رائد ترويض الوحوش إبراهيم الحلو، ودائما أبحث عن الجديد والمتميز فبجانب سيرك الجليد عرضت أيضا سيرك ريفيرا.
حدثينا عن لحظة هجوم الأسد "مندي" عليك أثناء أحد العروض؟
بالطبع لا يمكن أن أنسى الموقف الأكثر صعوبة وهو هجوم الأسد "مندي" علي أثناء تقديمي لأحد عروض السيرك في طنطا، وكان وزنه يتعدى 350 كيلوجراماً، وبعد انتهاء الفقرة هجم علي وأصابني حتى تدخل المساعد الخاص به وأدخله إلى القفص سريعا حتى لايهجم علي مرةأخرى وأصبت وقتها ببعض الإصابات.
وهل فكرت في الاعتزال بعد هذه الحادثة؟
لم ولن أفكر أبدا في الاعتزال فحياتي كلها مرتبطة بشغفي بترويض الأسود ولايوجد أي سبب للاعتزال حتى بعد الحادثة فهو قدر يمكن لأي شخص التعرض له، ولاأنكر أن التعامل مع الأسود صعب لأنها حيوانات مفترسة لكن هناك حذر في التعامل معهم والغدر ليس بطبيعتهم لكن ذلك يرجع إلى الحالة المزاجية وهذا ما حدث مع الأسد "مندي ".
دهب استمرار لمسيرتك في ترويض الحيوانات المفترسة،فكيف تمكنت من تدريبها؟
عكفت على الحفاظ على اسم زوجي الراحلإبراهيم الحلو وعلى تربية ابنتايدهب وكاميليا، كما حافظت خلال مشواري على فن ترويض الوحوش المفترسة، وخلال عملي كنت أعلم دهب هذا الفن الموروث بعائلتنا وغرست بداخلها حب فن ترويض الوحوش لتكمل مسيرتي أنا ووالدها وباقي عائلتها، وحرصت على تعليمها أصول هذا الفن لأقدمها بالشكل الذي يليق بتاريخنا الفني، فمصر تتميز دون غيرها في المنطقة العربية بالسيدات اللاتي تروضن الحيوانات المفترسة ليظل تاريخا نورثه لأبنائنا وأحفادنا جيلبعد جيل.
دهب الحلو: تدرب الأسود ليس عملا بل هواية وحب
التقينا بأصغر مروضة حيوانات مفترسة دهب إبراهيم الحلو التي تسلمت راية والدتها فاتن الحلو في فن ترويض الحيوانات المفترسة لنتعرف منها كيف أصبحت أصغر مروضة للحيوانات المفترسة في الوطن العربي فقالت: أنا ابنة لعائلة تهتم بتربيةالأسود، فجدي هو محمد الحلو ووالدي إبراهيم الحلو ووالدتي مدربة الأسود العالمية فاتن الحلو، وكان دائما والدييجلب الحيوانات إلى المنزل، لذلك انغرس بداخلي حب الحيوانات المفترسة وكان من الطبيعي أن هذا الحب ينمو بداخلي حتى أصبحت أشهر أصغر مدربة أسود وحيوانات مفترسة.
لكنه مجال صعب، فكيف استطعت اجتيازه؟
نعم هو مجال صعب للغاية لأننا نتعامل مع حيوانات مفترسة ولكن بالتدريب والخبرة يكون الأمر أكثر سهولة، كما أن هذا المجال به شغف كبير يجذبك للاستمرار فيه فهو ليس عملا لكنه هواية وحب.
وما أشهر مواقفك وكواليسك داخل قفص الأسود؟
هو ليس موقفاواحدالكنها العديد من المواقف تحدث أثناء العرض وأشهرها التعامل مع الحالة المزاجية للأسود ولكن يتم التغلب عليها بالخبرة والحكمة دائما.
وماذا عن رواد السيرك هل مازال هناك إقبال على السيرك أم اختلف الأمر؟
جمهور السيرك هو نفس الجمهور مثل سابق الأيام مع جدي وأبي،فهو الجمهور الذي يعشق السيرك لما له من طابع خاص في الإثارة والتشويق ولكنه يحب دائما التجديد في الفقرات التي يتم عرضها، ولذلك دائما نقدم الجديد في عالم السيرك على مستوى العالم.
كيف يتم ابتكار الفقرات التي يتم عرضها في السيرك؟
هو ليس ابتكارا لكنه علم يدرس في جميع أنحاء العالم ونحن لنا باع طويل في هذا المجال ولدينا من الخبرة المدروسة والعلم الذي تعلمناه لنكون أكثر ريادة في مجال السيرك.
وما المدة التي يتم استغراقها في تدريب الأسود على الفقرات الجديدة؟
يتم تحديد فترة التدريب على حسب نوع الفقرة التي سنقوم بتقديمها، فبعض الفقرات تحتاج إلى شهر لتدريب الأسود على تقنياتها والحركات والعرض الذي سنقوم به، وهناك فقرات أخرى تحتاج لتدريب يصل إلى 3 شهور وهذه الفقرات التي تعتمد على حركات أكثر صعوبة بالإضافةإلى أنهيجب أن يكونالأسد مهيأ أنه سيتلقى العديد من الأوامر الذي يجب تنفيذها أثناء الفقرة، لذلك تحتاج مثل هذه الفقرات لوقت أكبر في التدريب.
وهل هناك استعداد خاص بفقرات جديدة سيتم عرضها في أعياد الميلاد المجيدة؟
نستعد دائما بالأحدث والأفضل في كل المناسبات والأعياد والاحتفالات خاصة ونحن مقبلين على احتفالات أعياد الميلاد المجيدة، لذانعمل على إعداد العديد من الفقرات الجديدة والمتنوعة لعرضها بالسيرك لاستقبال الجمهور بالعام الجديد مع العديد من المفاجأت والهدايا.
وماذا عن دور أسرتك في دعمك للوصول إلى النجاح والتميز؟
الفضل الأول بعد الله سبحانه وتعالي في نجاحي هي "والدتي" فهي قدوتي ومعلمتي التي ما زلت حتى الآن أتعلم منها فضلا عن جميع أفراد أسرتي فهم داعمين لي دائما، كما أنني أتحدث عن أسرتي بالسيرك فكلنا نعمل بروح الأسرة والفريق وهذه الروح تخلق الألفة والتوافق بين جميع أفراد السيرك مما يجعله السبب الرئيسي في نجاحنا.
ساحة النقاش