اشراف: منار السيد - سماح موسى - هايدى زكى - هدى إسماعيل - نرمين طارق - تصوير: إبراهيم بشير

التراث والتاريخ ليست مجرد معلومة للتحصيل بل هو الماضي الذي من خلاله نصنع المستقبل، ولم يكن الأمر صدفة فالمصريين دائما قادرون على صنع المجد على مر الزمان، فالأجداد استطاعوا بناء التاريخ وأضاءوا لنا المستقبل لنسير على نهجهم، ورغم القرون التي مرت إلا أننا مازلنا نتعلم ونكتشف وننبهر بأجدادنا القدماء الذين نجحوا أن يبهروا العالم حتى الآن، فكيف يتعرف الأجيال الحالية والمقبلة على تاريخ مصر العظيم في زمن مواقع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة؟

يقول يوسف سعيد، موظف: الرحلات المدرسية التي نشأنا عليها كانت مرتبطة أكثر بتاريخ الأجداد فكانت الأهرامات والمتاحف وبانوراما حرب 73 وغيرها من الأماكن التاريخية التي توضح لنا كيف كان أجدادنا العظماء، وكان الشرح المرافق للزيارة يناسب أعمارنا وكنا نقدم موضوع تعبير عن الزيارة في اليوم الثاني لها حتى يرى المعلم كيف كانت الاستفادة، لكن للأسف الآن أصبحت الرحلات الترفيهية لبعض المدارس الحالية للملاهي والأماكن غير المرتبطة بتاريخ الوطن، لذلك علينا زيادة الرحلات المدرسية إلىالمعالم الأثرية والمتاحف ليتعرف أبناؤنا على تاريخهم.

وتقول سناء مرتضى، ربة منزل: من ليس له ماضليس له مستقبل لذا اتفقنا أنا وزوجي أن نغرس في أبنائنا كل ما يربطهم بالوطن، كما نحرص على سرد القصص المبسطة لهم منذ الصغر والتي تحمل في طياتها حكايات تاريخية مع شرح بسيط يناسب أعمارهم، حتى أننا وضعنا جدولا بالأماكن التاريخية والأثرية حتى نقوم بزيارتها مع الأبناء ونقرأ عنها قبل الزيارة حتى نستطيع أن نقدم لهم معلومة صحيحة.

أما الطالبزياد أكرم فيقول: الاهتمام الإعلامي العالمي الذي رأيناه في حفل نقل المومياوات المصرية جعلنا نتساءل لماذا يهتم العالم بنقل مومياوات من متحف إلى آخر، فقبل هذا الحدث العظيم كان كل مايربطنا بالتاريخ هو درجات الاختبارات فقط في المدرسة حتى الرحلات المدرسية التي كنا نتوجه من خلالها إلى الأماكن الأثرية كنا نراها رتيبة ومملة إلى أن جاء موكب "نقل المومياوات" فقمت مع بعض أصدقائي بتنظيم بعض الرحلات إلى الأماكن الأثرية والتاريخية لنتعرف على تاريخنا وتراث مصر ونقوم بنشر هذه الرحلات على مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع من هم في أعمارنا على زيارتها ومعرفة تراثنا وحضارتنا.

الارتباط منذ الصغر

 تقول د. نادية رضوان،أستاذ علم الاجتماع:للآباء دور كبير جدا في تعزيز انتماء الأبناء للوطن، فالأسرة هي لبنة المجتمع الأولى ومنها يبدأ صلاح المواطن والمجتمع، لذا يجب أن نربي أبناءنا على حب الوطن وتاريخه، فإذا كان الأبناء منذ الصغر يترددون على المناطق التاريخية والأثرية ومع الوقت أصبحت لديهم خلفية عن تاريخ كل مكان سيتولد لديهم شعور بالفخر والانتماء والاعتزاز بتاريخ الأجداد.

وتضيف: من الأسرة يبدأ تحصين الأبناء وتعزيز روح المواطنة فيهم، وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن يلتفت لها الآباء والأمهات لتربية أبنائهم على حب الوطن وتعميق المواطنة فيها منها مثل مشاركة الأبناء الاحتفال بالمناسبات الوطنية التي تقام في الدولة طوال العام، وإخبارهم بشكل يناسب أعمارهم أن هناك مخاطر تحيط دائما بمصر وأن التاريخ أثبت أن مصر تستطيع أن تعبر الصعاب، ونعمل على فتح قنوات حوار مع الأبناء عن الوطن، ونخبرهم كيف كناّ وكيف أصبحنا وكيف بني هذا الوطن وما التضحيات التي قُدمت.

إحياء تاريخ الأجداد

تقول د. راندا العدوى، الخبيرة السياحية: أصبحت مصر الفترة الراهنة جاذبة لأبنائها من خلال تعميق قيم التمسك بالتاريخ والحضارة وروح الانتماء عبر استخدام القوى الناعمة لربط قيمة الإرث من تراث متمثل فى ما نمتلكه من آثار متعددة الحضارات مابين الفرعوني والبيزنطي والروماني واليوناني والإسلامي والقبطي، كما انتهجت الدولة سلسلة من الاحتفالات لإعادة إحياء تاريخ الأجداد والتى أثرت على العالم وقيمة السياحة الثقافية، أبرزها احتفالية موكب المومياوات الملكية وطريق الكباش، لتكون أقوى حملة ترويجية فى العالم، بالإضافةإلى الاحتفال الضخم المقرر انطلاقة العام القادم 2022 ، افتتاح المتحف المصري الكبير والمعد له دعوة رؤساء دول العالم.

وتتابع: ربط الجيل الحالي بتاريخهأعاد التوازنلجيل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي ليكون تاريخ الأمس حديث اليوم بين صفحات فيس بوك وتويتر، لذا فإن الفترة الراهنة تتطلب ضخ المزيد من رحلات قطار الشباب لزيارة الأقصر وأسوان، مع ضرورة تنظيم محاضرات توعية بقيم تاريخ هاتين المدينتينحتى يكون الشباب والزائرين على إلمام بقدر كبير بقيمة وعظمة تاريخ الأجداد، كما أناشد وزارة التربية بتنظيم رحلات مدرسية للمتاحف المصرية والمناطق الأثرية، فضلا عن دعم الملحق الثقافي المصري بسفارات وقنصليات مصر بالخارج بالعديد من الندوات التى تتحدث عن التاريخي المصري بشكل يواكب الحداثة، وبث وتوفير المواد التاريخية عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

***

مبادرات حكومية لجذب المهاجرين لوطنهم

ليس أبناؤنا في الداخل هم فقط من يحتاجون لربطهم للوطن بل هناك العديد من المبادرات التي أطلقتها وزارة الهجرة وشئون المصريين في الخارج لبناء جسر التواصل بين الجيل الحالي من أبنائنا في الخارج والأجداد، حيث تحرص السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين في الخارج، على التواصل الدائم بين المصريين في الخارج، وإشراكهم في كل ما يخص الوطن من إنجازات أو أعمال خيرية أو استثمار في وطنهم، لذلك أطلقت الوزارة العديد من المبادرات التي يستطيعوا من خلالها أن يشعروا أنهم داخل وطنهم.

كما نظمت الوزارة أول منتدى للمصريين في الخارج تحت شعار «في إجازتك بوطنك نشوفك ونسمعك» في 30 يوليو 2018، بحضور مسئولي الوزارات المختلفة والجهات الحكومية، حيث شهد المنتدى نقاشًا موسعًا لسماع أفكار وأطروحات المشاركين، والإعلان عن إجراءات مهمة بالتعاون مع الوزارات المعنية.

اتكلم عربي

كانت أهم المبادرات التي تبنتها الوزارة، وترعاها الرئاسة، وهي لأبناء مصر في الخارج لربطهم بوطنهم الأم، وترسيخ الهوية المصرية في نفوس أبناء مصر بالخارج، وأطلقت في ديسمبر الماضي.

أصلك الطيب

أطلقت بهدف إشراك المصريين بالخارج ضمن المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصري، من منطلق التنسيق بين المبادرات المجتمعية كافة، ووضعها تحت بوطقة واحدة لتعظيم أوجه الاستفادة منها، في إطار تنفيذ المبادرة الرئاسية.

اتكلم مصري

أطلقت رسميا ودخلت حيز التنفيذ في نهاية عام 2020، ونظمت معسكرات للأطفال المصريين بالخارج، عبر تطبيق «زووم»، تفعيلا للمبادرة، بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص، وهي «ويل سبرينج»، لتعليمهم لغتهم العربية واللهجة المصرية وربطهم بثقافتهم وهويتهم؛ لأننا نواجه تحديا لطمس الهويتين العربية والمصرية.

المصدر: اشراف: منار السيد - سماح موسى - هايدى زكى - هدى إسماعيل - نرمين طارق - تصوير: إبراهيم بشير
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 547 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,819,271

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز