كل عام ومصر بخير بمسلميها وأقباطها، بمناسبة عيد الميلاد المجيد؛ وبهذه المناسبة، تتكرر في كل عام مادة أرشيفية نطالعها في مثل هذه المناسبات؛ تتناول أشهر الأفلام في السينما المصرية التي ظهرت فيها شخصيات قبطية ـ مسيحية/ مصرية، حتى أصبحنا نحفظها عن ظهر قلب، وهو أمر مفروغ منه، لم يعد يحتاج إلى مزيد من الضوء؛ حيث إن المصريين لا يفرقهم أحد لا في السينما ولا في غيرها، ولكن نادرا ما يتناول أحدنا تجذر الشخصية القبطية المبدعة في السينما المصرية والفن المصري كعنصر مبدع فاعل، فالأقباط لم يبتعدوا عن الإبداع، ومنهم نجوم أثروا الفن المصري، من هالة صدقي إلى جورج سيدهم، ومن يوسف داوود إلى المبدع لطفي لبيب وغيرهم من نجوم مصر، فعلى مستوى السينما، تدهشنا مصر بجمالها وتفردها ووحدتها، حتى نجد أول فيلم صامت حقيقي للسينما المصرية، أبطاله صديقين: أحدهما قبطي والآخر مسلم، بل إن عنوان الفيلم نفسه، يحملاسم البطل المسيحي، الفيلم هو "برسوم يبحث عن وظيفة" إنتاج عام 1923، أي منذ 99 عاما!
الفيلم كوميدي اجتماعي قصير مدته نحو 16 دقيقة ولحسن الحظ فهو متوافر لكل من يريد مشاهدته، تدور أحداثه حيث الترابط بين المسلمين والمسيحيين حيث صديقين أحدهما مسلم ويدعى الشيخ متولي بشارة واكيم والآخر مسيحي ويدعى برسوم الممثل عادل حميد والاثنين عاطلين عن العمل، ويعانيان من الفقر والجوع في أعقاب الحرب العالمية، ويتشاركان في المنافسة في الحصول على وظيفة في إحدى البنوك، الذي دعاهما مديره بسبب سوء تفاهم إلى غذاء فاخر بمنزله، ظنا منه أنهما من رجال الأعمال الأغنياء، ولكن بعدما علم بحقيقة وضعهما قام بطردهما من منزله، وفي ختام الفيلم نطالع الصديقين وهما مستغرقين في الراحة على رصيف الشارع؛ ليهضما وجبتهما تلك التي لن تتكرر، وإذا بشرطي يقبض عليهما ليقول الفيلم إن المسلم والمسيحي متحدين من أجل وطن واحد يسوده الأمن والبناء.
ساحة النقاش