كتبت: أماني ربيع
مع استمرار وجود فيروس كورونا، وظهور متحور أوميكرون، تعالت الدعوات إلى الالتزام بالإجراءات الاحترازية والحفاظ على التباعد الاجتماعي تجنبا لزيادة الإصابات، وتسعى الأم باعتبارها ربة الأسرة والمنوط بها المحافظة على صحة أفراد عائلتها الصغيرة أن تساهم في ذلك عبر رفع كفاءة الجهاز المناعي لتقليل الإصابة بالعدوى والحرص على النظافة الشخصية وغيرها من القواعد اللازمة للوقاية من الإصابة بكورونا.
في هذا التحقيق تستعرض "حواء" مع أطباء من تخصصات مختلفة كيفية التعامل مع مستجدات كورونا في حال أصيبت الأم أو أحد الأبناء بكورونا وكيفيةالتعامل مع ذلك والحفاظ على صحة أسرتها، والأخطاء التي يرتكبها البعض خلال الإجازات واحتياطات الوقاية.
البداية مع د. رضا إبراهيم، استشاري الأمراض الصدرية، وكبير أطباء الصدر بوزارة الصحة ويقول: يجب على كل أسرة الالتزام بتطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة عند الذهاب إلى العمل أو المدرسة أو الأسواق، وعلى أيشخص يصاب بأي نزلة برد أو احتقان في الحلق أو الإسهال أن يبدأ في عزل نفسه والتعامل مع نزلات البرد كأنها إصابة بالفيروس أو المتحور وخصوصا إذا كان المصاب متقدما فى العمر، ويجب أن ينال المصاب راحة كاملة، وأن يبدأ في تناول مضادات الفيروسات والزنك وفيتامين سي، لمنع تكاثر الفيروس وتجنبا لحدوث أي مضاعفات أو أعراض جانبية، ويفضل أن تعالج الحالة تحت إشراف الطبيب لأن بنود العلاج تختلف من حالة لأخرى، كما يفضل إجراء أشعة مقطعية للاطمئنان على الرئة لأن وصول الفيروس للرئة مؤشر خطير ويؤدي إلى نقص نسبة الأكسجين وفي هذه الحالة يجب أن يعالج المصاب بالمستشفى، ولا مخاوف حتى الآن من متحور أوميكرون لأنه يهاجم الجهاز التنفسي العلوي، ويسبب مشاكل في الجيوب الأنفية، والحلق والبلعوم، وتأثيره أقل من كورونا، ويتوقع أن أن يتحول الفيروس مع بداية الصيف إلى أنفلونزا موسمية أو برد عادي، وأن تكون هذه بداية النهاية الفيروس إن شاء الله.
نصائح غذائية
أما عن التغذية السليمة خلال الإصابة بالفيروس فتقول د. منال شمس، الاستشارية بمستشفيات جامعة القاهرة:يجب اعتماد التغذية الصحية نمط حياة وليس للوقاية من كورونا فحسب، ويفضل أن تحتوي الوجبات التي يتناولها أفراد الأسرة على كل العناصر الغذائية لكن بنسب محددة، ومع انتشار فيروس كورونا يفضل الاهتمام بصورة أكبر بتناول فيتامين سي، وليس شرطا عبر مكملات دوائية كالفوار والكبسولات، بل من الأفضل أن يكون عبر الإكثار من تناول الأطعمة كالفلفل الأخضر والألوان والجوافة والبرتقال واليوسفي، بالإضافة إلى فيتامين "د"والذى يمكن الحصول عليه من خلال التعرض لأشعة الشمس، معضرورة الابتعاد عن الوجبات السريعة والأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والأكلات الدسمة والثقيلة، والإكثار من تناول المشروبات الدافئة مثل الينسون والنعناع والتليولتحسين كفاءة الجهاز المناعي،وعند الإصابة بالفيروس يفضل تناول الأكل الخفيف والفيتامينات ويمكن أن تحتوي وجبة الإفطار على البيض المسلوق والجبنة القريش مع ثمرة خضار سواء طماطم أو فلفل أو خيار، أما الغذاء فيحتوي على البروتين سواء لحم أو سمك أو دجاج ويفضل أن يكون مشوي أو مسلوق، مع طبق خضار وشوربة أو سلاطة، ويمكن إضافة ربع رغيف خبز أو بضع ملاعق من الأرز.
العلاج المبكر
يقول د. خالد أبو رواش، استشاري الباطنة والقلب: في حالة إصابة الأم بفيروس كورونا يمكنها إعداد الطعام للأسرة لكن يجب أن تراعي المضمضة من وقت لآخر بمياه دافئة وملح والحرص على النظافة الشخصية وارتداء كمامة، وفي حالة إصابة أحد أفراد الأسرة ووجود حمام واحد فقطيجب تعقيمه بعد كل استخدام.
ويتابع: يعد فيتامين "سي" من الفيتامينات المهمة خلال فترة الإصابة، ويجب الاهتمام ببدء العلاج في مرحلة مبكرة وعدم الانتظار حتى تسوء الحالة وتقل نسبة الأكسجين أو يصاب المصاب بالتهاب في القلب أو الرئة، لأن هذا يعني دخول مرحلة الخطر.
ويحذر د. طه عبد الحميد، أخصائي الحساسية والصدر والأستاذ بكلية الطب جامعة الأزهرمن إهمال علاج نزلات البرد وضرورة التعامل معها على أنها كورونا واستشارة طبيب تجنبا لتفاقم الإصابة وتحولها إلى التهاب رئوي، ويقول: متحور أوميكرون ليس عدوانيا مثل كورونا، حيث يصيب الجهاز التنفسي العلوي ويسبب مشاكل في الجيوب النفية والسخونية والرشح مع "شرقة" وليس كحة، لذا فهو بعيد عن الجهاز التنفسي السفلي والرئتين، وفي حالة الإصابة بنزلات البرد يجب أن يظل المريض في غرفة بمفرده وأن تكون له أدواته الشخصية ويتم التعامل معه كمصاب بكورونا، وإلى جانب الإجراءات الاحترازية الواجب اتباعها ينصح تناول الأطعمة الغنية بفيتامين سي كالبرتقال والجوافة، والزنك مثل اللب الأبيض واللوز والثومفهيترفع كفاءة الجهاز المناعي.
3 علاجات جديدة لفيروس كورونا
كانت وزارة الصحة والسكان نشرت في شهر يناير تفاصيل 3 أدوية جديدة مضادة لفيروس كورونا تعاقدت مصر للحصول على جرعات منها.
وقالت الوزارة في بيان توعوي إن الدواء الأول هو "باكسلوفيد"، من إنتاج شركة فايزر الأمريكية، هو دواء مضاد للفيروسات يتكون من نوعين، الأول يثبط نشاط الفيروس، والثاني يحافظ على مستوى تركيز الدواء المثبط للفيروس بالدم.
وهو عبارة عن أقراص تؤخذ عن طريق الفم ويستخدم في الأيام الـ5 الأولى من الإصابة، كما حصل على موافقة الاستخدام الطارئ من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية وهيئة الدواء الأوروبية.
وأنهت مصر التعاقد مع شركة فايزر للحصول على جرعات تكفي لعلاج 20 ألف شخص بصفة مبدئية خلال الأسابيع القادمة.
أما العقار الثاني فهو "مولنوبيرافير"، من إنتاج شركة ميرك، ويؤخذ عن طرق الفم وحصل على موافقة الاستخدام الطارئ من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية وهيئة الدواء الأوروبية، وسيتم تصنيعه في 3 شركات وطنية.
والعقار الثالث "ايفوشيلد"، من إنتاج شركة أسترازينيكا، وهو عبارة عن أجسام مضادة أحادية المنشأ، والعقار طويل المفعول ويؤخذ عن طريق الحقن، وتعاقدت مصر على توريد جرعات تكفى لعلاج 50 ألف شخص.
وشدد وزارة الصحة على أن هذه الأدوية ليست بديلا للقاح فيروس كورونا.
إرشادات ونصائح:
وقالت عيادات "مايو كلينيك" الشهيرة في أمريكا إنه إذا ظهرت أعراض كورونا على أي شخص عليه فورا استشارة الطبيب، لكن عند الشعور بصعوبة في التنفس ينبغي الحصول على رعاية طبية فورا والذهاب إلى المستشفى.
ويجب اتباع مجموعة من الاحتياطات لتجنب نشر الفيروس في من حوله وأهمها:
العزل المنزلي، وعدم الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو الأماكن العامة إلا بعد الشفاء.
تجنب ركوب وسائل النقل العامة المزدحمة.
ارتداء الكمامة خلال التواجد مع أشخاص آخرين.
الحرص على النظافة الشخصية وغسيل اليدين بالماء والصابون باستمرار.
استخدم غرفة وحمام منفصلين لو توفر ذلك، ولو لم يتوفر يجب تهوية الغرفة باستمرار والحرص على نظافتها وتطهير الحمام بعد كل استخدام.
تجنب مشاركة الأطباق والأكواب ومفارش الأسرّة والأدوات المنزلية الأخرى.
الحرص على تنظيف الأسطح التي يلامسها المريض وتعقيمها يوميا.
ساحة النقاش