إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - أسماء صقر
في ظل انتشار السلالة الجديدة من فيروس كورونا "أوميكرون" أصبحت العديد من الأسر المصرية تخشى على أطفالها من الخروج والتنزه وقضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء والأقارب في إجازة نصف العام،وعلى الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المصرية لتوعية الناس بمخاطر الفيروس وكيفية الوقاية منه وإلزام جميع المطاعم والنوادي والمقاهي ودور السينمابالتعقيم المستمر واتخاذ كافة التدابير الوقائية من التباعد الاجتماعي واستخدام أجهزة قياس درجة الحرارة إلا أن الأمهات كعادتهن منعن الأطفال من الخروج خوفا من انتقال العدوى.
حواء تقدم لك حيلا مبتكرة وأفكارا جديدة لقضاء إجازة نصف العام مع أطفالك دون خوف.
فى البداية تقول مي محمود، معلمة كيمياء بإحدى المدارس الخاصة:اعتدت قبل "كورونا" أن أمضي أكثر الوقت مع أولادي في النادي، فابني يمارس رياضة الجودو، وابنتي تلعب التنس،لكنني خشيت هذا العام من الذهاب للنادي وقمت بتصميم طاولة "بينج بونج" في المنزل وأصبحنا نلعب جميعا كأفراد أسرة واحدة معا، وسعدا ابنايبالفكرة لأنني ألعب معهما ووالدهما،كما استطعنا تصميم طائرات ورقية لنجعلها تحلق في الحديقة القريبة من منزلنا،وبينما يخاف الناس من الأمطار والبرد في الشتاء أستغل الفرصة لألهو مع أطفالي تحت المطر في أماكن غير مزدحمة.
وتقول مروة إبراهيم، صاحبة مطعم: ترك الأطفال يقضون معظم وقتهم فى استخدام اللاب توب والموبايل أمر سخيف جدا ويضرهم أكثر مما ينفعهم، لذا لا أسمح لأبنائي بمشاهدة المحمول أو الحاسب الآلي أكثر من 3 ساعات يوميا على أقصى تقدير،وقررت هذا العام أن أعلم أبنائي الثلاثة لعبة الشطرنج فهي تكسب الشخص مهارات خاصة وقدرة على التصرف في المواقف الصعبة وتحفز الذهن.
أما هدى جابر، معلمة رياضيات فترى أن كوروناجعلت بعض الأسر تقدم على الاشتراك في قنوات الأفلام والرياضة،وتقول: ابني بالصف الأول الثانوي ويعشق كرة القدم وطوال الوقت قبل كورونا كان يجلس مع أصدقائه على المقهى لمشاهدة المباريات سواء المحلية أو العالمية،وابنتي بالصف الثاني الإعدادي وهي مهووسة بمتابعة كل الأفلام السينمائية الجديدة سواء العربية أو الأجنبية،لذا قررت الاشتراك في باقة قنوات رياضية وأخرىللأفلام حتى أحد قليلا من ذهاب ابني للمقهى لمشاهدة المباريات،وأقلل من ذهاب ابنتي للسينما مع صديقاتها،وليس معنى ذلك أنهما لا يخرجان نهائيا بل يمكنهم الخروج مع اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة للحد من الإصابة بالفيروس.
وتقدم سها صابر، ممرضة حلولا مبتكرة لقضاء إجازة نصف العام دون خوف من الإصابة بالفيروس قائلة: إذا كان لديك حديقة سواء صغيرة أو كبيرة يمكنك عمل أرجوحة ووضع ألعاب مطاطية وكرات ملونة للأطفال للعب بها والتزحلق عليها،وإن لم يكن لديك حديقة وتمتلكين "بلكونة" واسعة فيمكنك وضع هذه الألعاب بها، كما يمكن تنظيف أسطح المنازل واستغلالها في قضاء إجازة نصف العام ووضع ألعاب بسيطة ومناضد صغيرة وكراسي يجلس عليها أطفالنا حتى يتعرضوا لأشعة الشمس، كما يمكن استغلال أسطح المنازل وتثبيت شاشات عرض كبيرة لعرض أفلام سينمائية جديدة يتابعها المراهقون والشباب بدلا من الذهاب لدور السينما، ولا مانع كذلك من السفر إلى أي مكان إذا التزمنابالتباعد الاجتماعي فالخروج والتنزه مهمانحتى يستعيد الأطفال طاقتهم الصحية والنفسية ويكملوا ما تبقى من العام الدراسي في الفصل الدراسي الثاني.
التوتر قاتل
توضح د. ميري عبد الله، أستاذعلم النفس بجامعة عين شمس أن التوتر والقلق والرعب يمكن أن يكونوا أكثر فتكا من فيروس كورونا ومتحوره "أوميكرون" وتقول: إذا تحدثنا من الناحية النفسية فإن الرعب الذي يسيطر على بعض الأسر منذ بداية ظهور الفيروس عالميا وحتى الآن يمكن أن يقتل أولادهم ويدمر جهازهم العصبي والمناعي أكثر من الإصابة بالفيروس نفسه، لذا أدعو الأمهات لترك مساحة للأطفال والمراهقين لممارسة هواياتهم والالتقاء بأصدقائهم مع ضرورة الأخذ بكافة الإجراءات الاحترازية،ويمكنتنظيم رحلة قصيرة لمدة يوم واحد أو قضاء نزهة في حديقة غير مزدحمة،أو حتى السفر إلى الريف والاستمتاع بالمزارع الخضراء وتناول طعام صحي يقوي المناعة، بالإضافةإلى أهميةممارسة الرياضة كالمشي أو الجري تحت أشعة الشمس.
وتتابع: يحتاج الطالب إلى الطعام الصحي والهواء النقي والأكسجين وأشعة الشمس وهذه العوامل كفيلة بقتل أي فيروس مهما كانت حدته،وأنا ضد البقاء في المنزل أو ممارسة هوايات تحد من حركة الأطفال وانطلاقهم لأن هذا كله من شأنه أن يؤذي الكبار قبل الصغار نفسيا بدرجة كبيرة،وقد لوحظ ارتفاع معدلات العنف ضد النساء والأطفال بشكل كبير عالميا بعد ظهور فيروس كورونا واضطرار الكثير من الأسر البقاء في المنزل لفترات طويلة.
فرصة لا تعوض
تقول د. أميمة السيد، خبيرة التنمية البشرية والعلاقات الأسرية: يمكن استغلال الإجازة لتنمية الجانب الديني والثقافي لدى الأطفال من خلال عمل مسابقة لحفظ القرآن الكريم بين الأطفال أو قراءة قصة من قصص الأنبياء أو حتى من قصص الأطفال العادية ومناقشة أحداثها ومدى الاستفادة منها،ولا مانع من تخصيص غرفة بالمنزل لممارسة رياضة "الأيروبك"، وهناك هوايات كثيرة لا تحتاج للخروج من المنزل مثل العزف على الآلات الموسيقية والتطريز والخياطة والرسم، ويمكننا لعب الشطرنج والطاولة والكوتشينة وغيرها من الألعاب الفكرية التي تنشط التفكير، كما يمكننا الاستمتاع بزرع أشجار ونباتات ظل منزلية وتعليم الأطفال كيفية العناية بها، يمكن لعشاق الأفلام مشاهدة ما يحبون عبر المواقع المنتشرة على شبكة الانترنت والتى تعرض أفلاما ما زالت تعرض فى دور العرض العالمية، ولا بأس من الخروج في أماكن غير مزدحمة أثناء النهار حتى نمد أجسامنا بفيتامين "د"والذى نحصل عليه من تعرضنا لآشعة الشمس.
ساحة النقاش