إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - أسماء صقر

 

تعد إجازة نصف العام فرصة ذهبية ينتظرها الكثير منا ويخطط لقضائها مع الأهل والأقارب والأخوات وذوى الأرحام للاستمتاع معهم والشعور بسعادة التواصل والترابط الأسرى، ومع استمرار انتشار فيروس كورونا ومتحوراته يفضل الكثير الاستغناء عن الزيارات المنزلية بالمكالمات الهاتفية بينما يرى آخرون أن التواصل عبر الهاتف أو مواقع التواصل المختلفة يفتقد الألفة والمودة الموجودة فى الالتقاء وتبادل الزيارات.

فكيف يمكن صلة الأرحام وتبادل الزيارات العائلية دون التعرض للإصابة بكورونا؟

 

فى البداية تقول إيمان حسن، محامية: في إجازة نصف العام أذهب وأسرتي لزيارة والدتي في الإسكندرية ونقضي معها أسبوعا وأقابل إخوتي عندها، فالتجمع ومشاركة الأحاديث معا وخروج أبنائي مع أولاد خالتهم يجعلنا نشعر بالألفة والسعادة، لكن منذ بداية جائحة كورونا نسافر مع ارتداء الكمامة واستخدام الكحول الإيثيلي ونخفف من الخروج مع إخوتي وأولادهم ونحرص علي التباعد أثناء التجمع في الشقة عند والدتي.

 

أما ريم عبد الوهاب، طالبة جامعية فتقول: أنتظر قدوم إجازة نصف العام بشدة لكي أسافر لزيارة أهلي في المنصورة، فأنا أدرس في جامعة المنوفية وأسكن بجوار الجامعة، ومنذ انتشار فيروس كورونا أشعر بالخوف على أسرتي من العدوى فأخشى أن أكون حاملة للفيروس وأنا لا أعلم لذلك ألتزم بالإجراءات الاحترازية عند عودتى لمنزلى أو استقلال المواصلات.

 

وتقول فاطمة يوسف، موظفة: قررت هذا العام السفر لمدينة الأقصر لزيارة عمتي والاستمتاع بزيارة الأماكن السياحية والأثرية ومشاهدة طريق الكباش الذي تم افتتاحه مؤخرا، وبالنسبة للكورونا سوف أتبع الإجراءات الاحترازية وأخذت اللقاح للوقاية من الفيروس، فمشاهدة أماكن جديدة تؤثر على نفسيتي ونفسية أبنائي.

 

القيم المجتمعية

تؤكد د. سامية قدري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس على ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية عند زيارة الأقارب، وإذا كان أحد الأقارب مريضا فيجب الامتناع عن زيارته والتواصل معه عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والواتس ومكالمات الفيديو كول.

 

ويقول د. جمال حماد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية: يجب أن نعود أبناءنا منذ الصغر على القيم الدينية وتشجيعهم علي الالتزام بالأخلاق الحميدة وتنمية القيم الاجتماعية بداخلهم كزيارة الأقارب ومساعدتهم عند الضرورة، والتحدث معهم بضرورة التواصل مع الأرحام رغم الظروف الصعبة التي نمر بها من انتشار فيروس كورونا مع اتخاذ كافة التدابير الوقائية منها تطهير الأيدي باستمرار، وعدم مشاركة الأدوات الشخصية مع الآخرين، وضرورة أخذ جرعات اللقاح ضد فيروس كورونا، وارتداء الكمامة أثناء الخروج من المنزل وغيرها من الإجراءات الواجب اتباعها.

 

أماكن مفتوحة

تقول د. ناهد نصر الدين، أستاذ علم الجمال بجامعة القاهرة والتنمية البشرية: صلة الرحم هي تعاهد الأهل والأقارب بتقديم الإحسان والمعاملة الطيبة وتفقد أحوالهم سواء كان ذلك بزيارتهم أو الاتصالات الهاتفية ومشاركتهم الأفراح والأحزان، وهى من الأمور التعبدية التي أوصى بها الله سبحانه وتعالى في شريعته لما لها من أهمية دينية، أما عن الخطوات التي يجب اتباعها عند الزيارة وسط انتشار فيروس كورونا فيجب تحقيق التوازن بين زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم والاستمتاع بالإجازة والمحافظة على صحتنا من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا والمحافظة على تباعد موعد الزيارات خاصة إذا كان هناك شخص مريض، فيمكن التواصل معه تليفونيا والحرص على تقوية الجهاز المناعي من خلال تناول البصل والثوم والخضراوات والفاكهة، وإذا كان الشخص الذي ينوى زيارة الأهل والأقارب مريضا عليه عدم الزيارة كي لا ينقل العدوى لغيره خاصة إذا كان من يقصدهم بالزيارة م كبار السن، ويفضل عدم زيارة الأشخاص المرضى أو المتعافين من فيروس كورونا لأننا لا نضمن مستوى النظافة والتطهير المتبعة فى المنزل، مع تجنب المصافحة باليدين أو العناق، ولتجنب الإصابة العدوى يمكن التنزه مع الأهل والأقارب وقضاء إجازة سعيدة من خلال الذهاب لزيارة الأماكن السياحية والملاهي والسينما والمسرح مع اتباع الإجراءات الاحترازية.

 

وصية ربانية

أما عن إيجابيات صلة الأرحام على النفس فتقول د. منار عبد الفتاح، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية والإرشاد الأسري: أشار الإسلام إلى أهمية صلة الرحم كقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه أو أن ينسأ له في أثره فليصل رحمه"، فصلة الرحم واجبة ومن فضلها أنها تطيل العمر وتوسع في الرزق والبركة، لكن في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها الآن من انتشار الوباء الذي يؤدي للموت علينا تجنب الضرر والأذى للأقارب والأهل ولأنفسنا، وبالنسبة للوالدين يمكن زيارتهم مع إتباع الإجراءات الاحترازية.

 

وتتابع: تحقق صلة الرحم للإنسان السعادة من خلال مشاركة الحوارات الأسرية وطرح حلول عند مواجهتنا للمشكلات الحياتية، فالفضفضة تريح النفس والتوجيه السليم لحل المشكلات يساعدنا على اتخاذ القرارات الصحيحة، لذا أنصح بزيارة الأهل وصلة الأرحام مع إتباع الإجراءات الوقائية، فالعزلة تؤثر علينا  نفسيا وتضعف جهازنا المناعي والشعور بالتوتر والكآبة وكذلك الأطفال سوف يفقدون مهارات التفاعل والتواصل الاجتماعي ويحدث لهم تغير سلوكي كالشقاوة الزائدة داخل المنزل على عكس ممارستهم  للأنشطة الرياضية  كالكاراتيه وكرة القدم وغيرها من الأنشطة، فالخروج من المنزل وتعاملهم مع الآخرين يكسبهم الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة المشكلات والتفكير في حلول مناسبة لها، وصلة الرحم مهمة في حياتنا كي نشعر بالرضا عن أنفسنا ومحبة الآخرين.

المصدر: إشراف: أميرة إسماعيل - سمر عيد - أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 427 مشاهدة
نشرت فى 10 فبراير 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,866,335

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز