بقلم د. صبورة السيد
تحرص الكثير من الأسر على الخروج والتنزه خلال إجازة العيد وذلك لإدخال السرور على نفوس أبنائهم وإشعارهم بفرحة العيد، لكن مجرد الخروج من المنزل أصبح يمثل عبئا إضافيا على ميزانية المنزل خاصة إذا كان التنزه يستلزم السفر إلى أماكن سياحية أو ساحلية، ورغم كون قضاء إجازة عيد ممتعة تستلزم ميزانية معدة مسبقا إلا أنها تمثل متنفسا لكل أفراد الأسرة من المسئوليات وأعباء الحياة وفرصة للانطلاق وتجديد الطاقة للقدرة على متابعة الحياة.
قضاء إجازة سعيدة يستلزم وضع برنامج كامل وشامل لكيفية قضائها بداية من المصرفات التى يستلزم توفيرها أو الأماكن التى سيتم زيارتها أو حتى الأطعمة التى سيتم تجهيزها واصطحابها معهم أثناء الإجازة سواء كانت لعدة أيام أو لمدة يوم واحد، وسواء كانت داخل القاهرة أو خارجها، فوضع برنامج لكيفية قضاء الإجازة يضمن الاستمتاع بها ويجنب أى مشكلات أو مفاجآت قد تعكر صفوها لأفراد الأسرة صغيرهم قبل كبيرهم.
الذهاب إلى المصيف ليست الإجازة أو الوجهة الوحيدة التى تستلزم وضع برنامج وتحديد ميزانية لها، فهو أحد البنود التى تستنزف ميزانية الأسرة خاصة إذا لم يتم الترتيب له جيدا وتحديد ميزانيته، ويمكن التعامل معه من خلال تحديد وجهة الأسرة والأيام التى يمكن قضاؤها والتى تحدد وفق إمكانياتها المادية، لذا هناك العديد من الأماكن التى يمكن التنزه فيها بتكلفة بسيطة كزيارة ميدان التحرير الذى أصبح تحفة معمارية بعد تطويره، وممشى أهل مصر حيث نعشق جميعا النيل والتنزه على كورنيشه والاستمتاع بنسيمه العليل، وقد وفرت التطويرات الحديثة التى نفذتها الدولة فى مختلف المحافظات مقاعد مريحة وإضاءة جمالية وأحواض من الزهور وتماثيل خلابة ليصبح الكورنيش مقصدا للعديد من العائلات والشباب من أجل الاستمتاع بنزهة جميلة في الهواء الطلق، كما يمكن تنظيم زيارات إلى المتاحف المصرية والأماكن الأثرية والتى من خلالها يتعرف الأبناء على تاريخ وطنهم، فكل هذه الأماكن تشكل نزهة ممتعة وغير مكلفة.
وأخيرا أدعو قارئات حواء لتكون فترة الإجازة الصيفية فرصة لتقوية الروابط الأسرية والعائلة واستعادة الود والتواصل بين الأقارب، من خلال تبادل الزيارات بينهم وتعريف الأبناء على أقاربهم كما كان يفعل آباؤنا من قبل، حيث كانوا يستغلون تلك الفترة لزيارة أقاربنا بالقرى الريفية أو العكس وهو ما كنا نعتبره فسحة جميلة.
ساحة النقاش