اشراف : ايمان عبدالرحمن - سماح موسى- شيماء أبو النصر- جلال الغندور - أماني ربيع- هدى إسماعيل
حياتي أصبحت جحيم، فطوال الوقت زوجي مشغول بالموبايل، يقضى وقته عبر مواقع التواصل الاجتماعى حتى أصبحت وأبناءه على الهامش ما جعلني ناقمة طوال الوقت على حياتى خاصة عندما أشاهد صور أحد أفراد العائلة أوالأصدقاء أوحتى المشاهيرالتى تعكس مدى سعادتهم فى حياتهم، لا أعلم هل انتهت حياتي عند هذا الحد أمهناك حل لإنقاذ زواجي من الانهيار؟
كانت هذه إحدى مشكلات الكثيرات اللائى وقع أزواجهن أسرى للواقع الافتراضى، "حواء" تناقش الخبراء والمختصين حول مدى تأثير تلك المواقع على العلاقة الزوجية، وكيف يمكن تجنب تبعات الاستخدام المفرط لها..
في البداية تقول آية حسنين، محاسبة: السوشيال ميدا لعنةعانيت بسببها إهمال زوجي وانشغاله الدائم، لا يجلس معنا إلا وهو ممسكا بهاتفه، على مدار24ساعة متصلا بالانترنت، ونحن مجرد ديكور في حياته، فانسحبت شيئا فشيئا وركزت اهتمامي أكثر علىأبنائي، والآن أفكر في الانفصال جديا لكن أهلي ينصحونني بأن أتحمل بحجة أن هذا طبيعة رجال هذا الزمان.
وتقول دينا حسين، ربة منزل: أفسدت السوشيال ميديا حياة أختيالتى اضطرت للتطليق من زوجهابسبب علاقاتهالمتعددة على مواقع التواصل الاجتماعى.
أما محمد سعد، محامي فيرى أن المشكلات الزوجية موجودة في كل بيت، والسوشيال ميديا ما هي إلا سبب من ضمن أسباب كثيرة للخلافات، وينصح بالاستخدام الصحيح لها وألا نجعلها سببا لإفساد بيوتنا.
الحفاظ على الخصوصية
حول ما إذا كانت مواقع التواصل الاجتماعى متهما فى تزايد نسب الطلاق أم لا تقول د. هالة منصور،أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها:السوشيال ميديا ليست السبب الرئيسي في ارتفاع معدلات الطلاق بل استخدامنا السيئ لها هو السبب حيثأصبحنا نطلب المشورة وحل مشكلاتنا الزوجية عبرهاليجيبأشخاص غير مؤهلين أو قادرين على حل المشكلات ما يتسبب في زيادة المشكلات والفجوة بين الأزواج، فاستخدامنا السيئ لمواقع التواصل الاجتماعي وعرض خصوصياتنا وحياتنا على الملأ السبب الرئيسى فى تزايد الخلافات الأسرية، لذا أرى أن نعيد ترتيب حياتنا مرة أخرى، ونحسن اختيار الأزواج منذ البداية، وألا نشيع أخبارنا وأسرار حياتنا على الملأفمزيد من الخصوصية تحمي أسرنا منالتفكك.
الاستخدام الخاطئ
يقول د. عماد مخيمر،أستاذ علم النفس وعميد كلية الآداب بجامعة الزقازيق: للطلاق أسباب كثيرة، أهمها عدم التوافق بين الزوجينوكثرة الخلافات الزوجيةوعدم الاحترام المتبادل والنضوج الكافي وانعدام القدرة على تحمل المسئولية، وبالتأكيد مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير مباشر على الحياة الزوجية وقد تؤديإلىإشعال الخلافات بين الأزواج بسبب الانشغال الزائد بها وبالتالي عدم الاهتمام الكافي بالزوجة والأبناء، بالإضافةإلى الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع في التعرف على طرف ثاني وإقامة علاقات عاطفية من خلالها أومايسمى بالخيانة الإلكترونية،فكل هذه الأمور تضعف من الحياة الزوجية وتكون بداية هدمها.
ويضيف: الحل أن يتق كل طرف الله ويحترم ذاته وأسرته، ويتخذ من المقولة"الشيء الذي لا أستطيع أنأعلنه لا أفعله" وبذلك لن يتم استخدام السوشيال ميديا سوى في الغرض الأساسي منها مثل معرفة الأخبار وجمع المعلوماتوالتواصل مع الأصدقاء والأهلوبالتالىستقل الخلافات الزوجية.
سبب رئيسى
أما د. ريهام عبدالرحمن، استشاري العلاقات الأسرية والتنمية الذاتية فتعتبر السوشيال ميديا من الأسباب الرئيسة لحدوث الطلاقمستشهدة بدراسة أمريكية أجرتها جامعة كاليفورنياوالتىأرجعت 80 % من حالات الانفصال إلىوسائل التواصل الاجتماعي والعنف الزوجي.
وتقول: تلعب السوشيال ميديا دوراكبيرا في إحداث المشكلات بين الزوجين لأن كل منهما أو أحدهما يقضيأوقات طويلة فى استخدامها ما يجعله يقصر في حقوق الآخر وربما يتكاسل في أداء أقل الواجبات تجاهه، كما أن مجموعات فيس بوك التي يتم مناقشة المشكلات الزوجية وطرح الحلول خلالها من متابعيها تتسبب فى كوارثنتيجةغياب الوعى والتخصص اللذين تقتصر رؤاهم على تجاربهم الشخصية التى يسعون لتعميمها، بالإضافة إلى المقارنات التي تجعل المرأة ناقمة على حياتها، لذا أرى أن الوضوح والمصارحة وإيجاد اهتمام مشترك واهتمام الزوجة بنفسها ومشاعر زوجها سبل تجنب الخلافات الزوجية، كما يجب على الزوجة إدراك أن الحياة لا تكون على وتيرة واحدة بل بها العديد من التحديات التي يجب أن تتحد وزوجهالتخطيها، وفى المقابل على الزوج أنيحترم زوجته ولا ينشر تفاصيل حياتهما من مشكلات أو حتى لحظات سعيدة، مع ضرورة تجنب عقد المقارنات مع ما ينشر علىتلك المواقع.
ساحة النقاش