بقلم د. حنان سليمان

لم يغب عن ذاكرتي مشهدالاحتفاليتين الكبيرتين اللتين أبهرتا العالم وأكدتا على أن أحفاد المصريين القدماء يحيون تاريخ أجدادهم ويلبثونه ثوبا عصريا جديدا، الاحتفالية الأولى هى موكب المومياوات التى أبهرت العالم أجمع من حيث التنظيم والفكر المبتكر، والثانية افتتاح طريق الكباش الذى يصل بين معبدالأقصر والكرنك والذى يجعل من محافظة الأقصر متحفا مفتوحا، ولم تكن تلك الاحتفاليتين –أو بالأحرى المشروعين- بلا هدف فمصر بقيادتها خطواتها محسوبة ومدروسة كما تقول كوكب الشرق "واثق الخطوة يمشى ملكا"، فقد كان أحد أهم أهدافهما إقالة السياحة المصرية من عثرتها التى سببتها الأحداث العالمية المتلاحقة وفى مقدمتها جائحة كورونا، والترويج بشكل مبتكر لما تضمه مصر من معالم حضارية وآثار تاريخية.

طريق الكباش وموكب المومياوات ليس إلا مثلين أردت من خلالهما دعوة قارئات حواء إلى التعرف على معالم بلدهن وزيارة أماكنها التاريخية والترفية خاصة بعد أن أصبحت مصر بمختلف محافظاتها مزارا ومتحفا مفتوحا على مدار الساعة وذلك بفضل المشروعات التى نفذتها الدولة خلال السنوات الأخيرة والتى غيرت من خارطة المتنزهات والأماكن الترفيهية التى تعد متنفسا للكثير من الأسر خاصة محدودى الدخل، والتى كانت تقتصر خروجاتهم على حديقة الحيوانات أو حتى حديقتى الأزهر أو الأسماك وغيرها من الأماكن الاقتصادية التى لا تحمل الأسر عبئا على ميزانياتها.

"ممشى أهل مصر" هو المشروع الأكبر الذى غير من وجه مصر الجمالى وجعل من كورنيش النيل من الإسكندرية إلى أسوان ملاذا اقتصاديا للأسر التى تجد صعوبة فى السفر إلى المدن الساحلية أو الأماكن الترفيهية ذات التكلفة العالية لما يوفره من منظر خلاب وخدمات مجانية لكافة مستخدميه، فكورنيش النيل في ثوبه الجديد أصبح من أفضل أمكان التنزه في العالم للمواطنين وللسياح على السواء، كما تعد حدائق القناطر الخيرية وبحيرة عين الصيرة والعديد من المتنزهات التى عملت الدولة على ترميمها دليلا على الطفرة التى حدثت فى مصر والتى تجعلنى أؤكد أنها تبرز وجه مصر الجمالى.

وأخيرا أقول بأن حصر الأماكن التى يمكن التنزه بها داخل مصر وبتكلفة بسيطة أمر صعب إن لم يتم من خلال بحث دقيق، لكن ما أود قوله إن مصر باتت متحفا مفتوحا سواء الأماكن التاريخية أو السياحية أو الترفيهية أو حتى الثقافية، ما يوفر لكافة المستويات الاجتماعية نزهات تناسبهم، وتمكنهم من التزود بالطاقة الإيجابية والتخلص من السلبية، بجانب تعريف أبنائهم على معالم بلدهم وتنمية الانتماء والمواطنة بداخلهم.

المصدر: بقلم د. حنان سليمان
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 440 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,926,835

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز