إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل  سماح موسى  هايدى زكى  هدى إسماعيل  أمانى ربيع

يوجد بمصر العديد من الأماكن السياحية والأثرية التي تميزها عن غيرها من دول العالم، فتنوع التراث والأماكن جعلها جاذبة لمختلف الجنسيات من جميع دول العالم، ولم يقف الأمر على ذلك بل أن الدولة المصرية تعمل جاهدة بشكل مستمر على ترميم وتطوير جميع الأماكن الأثرية والتراثية وإظهارها أمام العالم في أبهى صورها، لذا دعونا نذهب في جولة صغيرة لبعض الأماكن التراثية..

شارع المعز 

يرجع تاريخ شارع المعز إلى عصر الخليفة الفاطمي المعز لدين الله (341-365هـ/ 953-975م)، والذي حكم مصر في الفترة ما بين (358-365هـ/ 969-975م) كأول الخلفاء الفاطميين لمصر، ويعد الشارع حاليا أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وموقع تراثي فريد تم إدراجه على قائمة مواقع التراث العالمي في عام 1979م، وقد تغيرت مسميات الشارع على مر العصور التاريخية، حتى عُرف بشارع المعز منذ عام 1937م تكريمًا له كمنشئ للقاهرة.

ويضم الشارع مجموعة من أروع آثار مدينة القاهرة والتىيصل عددها إلى تسعة وعشرين أثرًا تعكس انطباعا كاملًا عن مصر الإسلامية في الفترة من القرن العاشر حتى القرن التاسع عشر الميلادي، وتتنوع الآثار الموجودة ما بين مباني دينية وسكنية وتجارية ودفاعية، واليوم تصطف الأسواق ومحلات الحرف اليدوية التقليدية على طول الشارع مما يضيف إلى سحر الشارع التاريخي.

مسجد محمد علي بالقلعة 

يقع جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقد أمر بإنشائه محمد علي عام 1265هـ/ 1848م، وذلك في موضع كانت تشغله قصور ترجع للعصر المملوكي، وعُرف هذا الجامع بـ "جامع الألبستر" إشارة إلى الألواح الرخامية التي كسيت بها جدرانه الداخلية والخارجية، وتعتبر مئذنتا الجامع هما الأعلى بمصر حيث يبلغ ارتفاع كل منهما 84 مترًا.

بنى الجامع على الطراز التركي؛ والذي يتكون من فناء مكشوف وبيت الصلاة والذي يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة يحيطها أربعة أنصاف قباب بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة في الأركان، وللجامع منبرين أحدهما من الخشب المطلي باللون الأخضر والذهبي وهو المنبر الأصلي للجامع أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقًا.

يقع ضريح محمد علي باشا على يمين الداخل بالركن الجنوبي الغربي للجامع والذي بُني بالرخام الأبيض، كما يوجد بصحن الجامع برج من النحاس بداخله ساعة كان قد أهداها لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد علي باشا، وقد رد محمد على باشا على هذه اللفتة بإهدائه مسلة رمسيس الثانى التي كانت قائمة أمام معبد الأقصر وتقف اليوم شامخة في ميدان الكونكورد في باريس .

قصر لا تغيب عنه الشمس 

شيد قصر البارون المليونير البلجيكي البارون إدوارد إمبان، وطرازه مستوحى من العمارة الهندية كونه كان يعيش هناك، وبحسب مؤرخين ففي نهاية القرن التاسع عشر وبعد سنين من افتتاح قناة السويس استقرت سفينة كبيرة قادمة من الهند على شاطئ القناة وكان على متنها المليونير البلجيكي "إدوارد إمبان"، ومن حبه وعشقه لمصر قرر أن يبني مقر إقامته بها فاختار البارون مكانا في الصحراء بالقرب من القاهرة ليبني قصره والذى قرر أن يكون أسطوريا حيث صمم بطريقة تجعل الشمس لا تغيب عن حجراته أبداً، واستخدم في بنائه المرمر والرخام الإيطالي والزجاج البلجيكي البلوري وبه برج يدور على قاعدة متحركة دورة كاملة كل ساعة ليتيح لمن يجلس به أن يشاهد ما حوله في جميع الاتجاهات، وكان الطابق الأخير من القصر هو المكان المفضل للبارون إمبان ليتناول به الشاي وقت الغروب.

حول القصر توجد حديقة بها زهور ونباتات نادرة، كما يوجد بالقصر نفق يصل بين القصر والكنيسة العريقة "كنيسة البازيليك"، ويتكون القصر من طابقين وبدروم "السرداب" وبرج كبير يوجد في الناحية اليسرى، ويتكون من 4 طوابق يربطها سلم على شكل حلزوني تتحلى جوانبه الخشبية بالرخام، وعلى درابزين السلالم منقوشات من الصفائح البرونزية مزينة بتماثيل هندية.

وقد أحضر البارون معظم التماثيل الموجودة بالقصر من الهند، كما يوجد عدد من التماثيل الأوروبية المصنوعة من الرخام الأبيض ذات الملامح الرومانية التىتشبه فرسان العصرين اليوناني والروماني والتي لها أهميةمتحفية كبيرة، وتماثيل لراقصات يؤدين حركات تشبه حركات راقصات الباليه، بالإضافة إلى تماثيل الأفيال المنتشرة على مدرجات القصر وفي شرفات أبوابه مرسومة بزخارف الإغريق القديمة.

جولة داخل المعز 

يقول المرشد السياحي كريم محمد: يزخر شارع المعز بالأماكن التراثية التي لا تخلو من تفاصيل دقيقة تعبر عن روعة الفنون في الأوقات الماضية،ﻭﻣﻦﺑﻴﻦﺃﺑﺮﺯﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲﺍﻷﺛﺮﻳﺔﻓﻲﺷﺎﺭﻉﺍﻟﻤﻌﺰ: "ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻮﺡ وﺟﺎﻣﻊ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ - ﺯﺍﻭﻳﺔﺃﺑﻮﺍﻟﺨﻴﺮﺍﻟﻜﻠﻴﺒﺎﺗﻰ – ﻣﺴﺠﺪﻭﺳﺒﻴﻞﻭﻛﺘﺎﺏﺳﻠﻴﻤﺎﻥﺃﻏﺎﺍﻟﺴﻠﺤﺪﺍﺭ - ﻣﻨﺰﻝﻭﻗﻒﻣﺼﻄﻔﻰﺟﻌﻔﺮﺍﻟﺴﻠﺤﺪﺍﺭ - ﺟﺎﻣﻊﺍﻷﻗﻤﺮ - ﺳﺒﻴﻞﻭﻛﺘﺎﺏﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦﻛﺘﺨﺪﺍ - ﻗﺼﺮﺍﻷﻣﻴﺮﺑﺸﺘﺎﻙ - ﺣﻤﺎﻡﺇﻳﻨﺎﻝ - ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔﺍﻟﻜﺎﻣﻠﻴﺔ - ﻣﺴﺠﺪﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥﺑﺮﻗﻮﻕ - ﺳﺒﻴﻞﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥﻗﻼﻭﻭﻥ - ﻣﺴﺠﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮﻣﺤﻤﺪﺑﻦﻗﻼﻭﻭﻥ - ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ ﺑﻴﺒﺮﺱﺍﻟﺒﻨﺪﻗﺪﺍﺭﻯ - ﺳﺒﻴﻞﻭﻛﺘﺎﺏﺧﺴﺮﻭ - ﺟﺎﻣﻊﺍﻟﻔﻜﻬﺎﻧﻰ - ﺳﺒﻴﻞﻣﺤﻤﺪﻋﻠﻰ - ﻭﺍﺟﻬﺔﻭﻛﺎﻟﺔﻧﻔﻴﺴﺔﺍﻟﺒﻴﻀﺎ - ﺳﺒﻴﻞﻧﻔﻴﺴﺔﺍﻟﺒﻴﻀﺎ - ﺟﺎﻣﻊﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥﺍﻟﻤﺆﻳﺪ" وغيرها الكثير من الأماكن الأثرية العامرة في منطقة المعز والغورية، وكل هذه الأماكن لا تتعدى تذكرة زيارتها بعض الجنيهات المصرية.

الغرفة المسحورة 

أما عن أعمالالتطوير بقصر البارون فتقول عنها بسمة سليم، المشرف العام على تطوير القصر: إن حالة القصر قبل ترميمه كانت متدهورة للغاية نتيجة دخول الحيوانات والخفافيش والمياه للقصر ووصولهالحديد التسليح، ووقد وصلت تكلفة ترميم القصر إلى 175 مليون جنيه، حيث تم إزالة أسقف بالكامل من القصر بسبب تآكل حديد التسليح.

وتتابع: كل ما يتردد عن وجود غرفة مسحورة بقصر البارون عار تمامًا من الصحة، موضحة أن الغرفة التي يطلق عليها غرفة الدم بالقصر ترجع لآثار الدم الخاصة بالخفافيش التي تواجدت في قصر البارون قبل عمليات الترميم، لافتة إلى أنه في يونيو 2020 تم افتتاح  قصر البارون إمبان التاريخي رسميا ليستقبل الزوار بعدما شهد تطور وترميم من قبل وزارة السياحة والآثار، ليصبح مزارا تاريخيا رائعا.

المصدر: إشراف : منار السيد - أميرة إسماعيل سماح موسى هايدى زكى هدى إسماعيل أمانى ربيع
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 739 مشاهدة
نشرت فى 14 سبتمبر 2022 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,660

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز