بقلم : إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي كانت جالسة بجوار جدتها وهي تستمع لأغنية الموسيقار محمد عبد الوهاب "كل ده كان ليه"، كانت الجدة سابحة في بحار الأنغام والكلمات الجميلة حتى أفاقت على صوت حفيدتها وهي تتحدث عن الكلمات بأسلوب به بعض السخرية بأن الأغنية كلها عبارة عن رجل التقى بفتاة صدفة وقالت له بعض الكلمات التي اعتبرها كالنسمة في ليالي الصيف وربما كانت مجرد مجاملة عادية وبعدها غرق في بحر العشق والغرام.
ردت عليها الجدة منكرة سخريتها وأخذت تتحدث معها عن مشاعر الحب التي لا تعرفها الأجيال الحالية، وأكدت أن الغرام في حد ذاته مشاعر من الصعب وصفها وبيان تأثيرها على الفرد إنها ببساطة تختطفه وتجعله أسيرا لمن يحبه، يظل يفكر فيه لساعات ويرسم الخطط للقاء به ليبدو الأمر صدفة في البداية ثم يتطور ليصبح موعدا ويزداد طمع العاشق ليتواصل دائما مع حبيبه، يحدثه في اللاشيء المهم يطمئن قلبه بسماع صوته.
وعنبعد يشعر به دائما إن كان به تعب أو ضيق ربما يمسك برأسه أو يضع يده على جنبه بلا سبب أو ألم لكن هناك ما يتعب المحبوب.
إن الحب هو تعويذة سحرية عجيبة يلقى بها على الشخص ليتحول إلى كائن مختلف كل الاختلاف يسمو بمشاعره يتطهر من كل ذلاته تصفو نفسه يرى الجمال في كل ما حوله.
ولكن إن رأى أحد يحاول التقرب من حبيبه فجأة يتحول إلى بركان ثائر وتتملكه نيران الغيرة.
نظرت جودي إلى جدتها متعجبة ما تقوله من أوصاف لمشاعر اختفت من حياتنا فابتسمت لها:
- فعلا كل ده كان ليه؟
ساحة النقاش