كتبت : أسماء صقر

 

المشاعر سيدة المواقف فى حياتنا، فتارة تهب مشاعر الشوق والحنين، وأخرى توصد أبواب القلوب مشاعر الكره والرفض، وثالثة تعصف بنا مشاعر الحب والإعجاب، ورغم سهولة التفرقة بين المشاعر لكن يبقى بين الحب والإعجاب خيط دقيق قد لا يدركه الكثير ما يوقعهم فى المشكلات ويعرضهم للصدمات العاطفية، فكيف نفرق بين مشاعر الحب والإعجاب؟

 

البداية مع رانيا عبدالتواب، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية التجارة التى وقعت ضحية لنظرات إعجاب زميل لها بالجامعة لم يدخر جهدا للتعبير لها عن حبه وأحلامه بالارتباط بها، لكن سرعان ما تحطمت أحلامها على صخرة الواقع بعد أن صارحها برغبة والده فى تزويجه من ابنة عمه الذى سيضمن له فرصة عمل بإحدى دول الخليج، وعندما واجهته بضرورة أن يتقدم لأسرتها لخطبتها على أن يتم تأجيل الزواج لما بعد التخرج رفض، وهو ما أفقدها الثقة فى الآخرين وجعلها تغلق قلبها.

ويقول محمد عبدالحميد، موظف بإحدى الشركات الخاصة: كانت بنت الجيران نموذجاغريبا عني وهو ما جعلنى أعجب بها وجمالها وأناقتها، شعرت أنها تبادلني نفس الإعجاب والنظرات عند رؤيةبعضنا البعض، فوقعت فى حبها، لكن عندما تقدم طبيب لخطبتها فضلته وأنهت علاقتنا،ومن بعدها لم أفكر في الارتباط سريعا حتىأتأكد من صدق مشاعر الفتاة التي أريدالارتباط بها.

 

الحب الصادق

تقول سهير راشد، ربة منزل: عرفت معنى الحب عندما ارتبطت بابن عمتي، فكنا نحب بعضنا منذ فترة المراهقة وكان معجب بي وأنا أيضا كنت منبهرة بأخلاقه ورقته في المعاملة، وكبر الحب بداخلنا وتزوجنا بعد الانتهاءمن دراستي وطلب مني عدم التقدم للعمل وأن أتفرغ للبيت وتربية الأبناء ولأنني أحبه بشدة وافقت وقضينا معا حياة فيها الأوقات الصعبة والتي تحملناها معا بود وحب واحترام وأمان .

أما ياسمين زكريا، مهندسةفتقول: أدركت قيمة الحب وأهميته في الحياة عندما قابلت زميلي في مشروع التخرج وتشاركنا الحديث معا وتكونت بداخلنا مشاعر قوية تتحدى أي صعوبات تقف أمامنا منها تكاليف الزواج العالية وارتضيت بمقدرته المادية البسيطة، فتزوجنا بعد الجامعة في شقة صغيرة وأثاث بسيط وكان دخله محدود فوقفت بجانبه وتقدمت أيضا للحصول على عمل وتشاركنا الحياة سويا وكان يدعمني ويساعدني في كل أمور حياتنا كشئون المنزل وتربية الأبناء، والآن أصبح صاحب مكتباهندسياخاصا به.

 

مساندة ودعم

تقول د. عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها:الحب عاطفة قوية تسيطر على الإنسان وتجعله يقوم ببعض الأمور التي لم يعتد على فعلها لإظهار مشاعره للطرف الآخر والاهتمام بأدق تفاصيلهوتقديم الدعم والمساندة له سواء في مرحلة التعليم الجامعي أو مشاركته في العمل، ويكون الحب الحقيقي غير مشروط وغير قائم على تحكم أحد الطرفين في الآخر نتيجة الاحتياج له، وهو مشاعر صادقة لا يستطيع فيها الشخص التخلي عن حبيبه بل يسعى للتقرب منه وتكون نيته الارتباط والزواج وتكوين أسرة ناجحة معه، أما الإعجابفقد يكون مرهونا بالانبهار بشخص معين لفترة قصيرة، وهو مشاعر قائمةعلىالاحترام والتقدير الناتج عن رؤية معينة للطرف الآخر، فهناك أشخاص تعجب بجمال الشكل أوالحديث والتواصل، ومع التعرف عليه بشكل أكبر تبدأ التناقضات داخل أحد الطرفين، أما العلاقات العاطفية غير السوية فهى التى يتم التعرف فيها على الطرف الآخر دون وجود نية صادقة للارتباط به، وتكون المشاعر زائفة ووهمية ويكتشفها أحد الطرفين من خلال التعاملات والحديث معا وعدم جدية التفكير في المستقبل والزواج.

 

يتحدى الفراق والصدمات العاطفية

يقول د. عبدالمنعم شحاتة، أستاذ علم النفس بجامعة المنوفية:الحب حالة وجدانية تجعل الشخص يشعربالسعادة بمجرد القرب من الحبيب والتواصل معه، فالحب الحقيقي هو انسجام الروحين والقلبين معا،وهو وفاء وصدق وإخلاص وثقة وتفاهم وتضحية وشعور متبادل بين الطرفين، وهذه العلاقة يكون مصيرها الاستمرارية لأن رابط الحب بين الطرفين قوى يساعدهماعلى تخطي الصعاب،على عكس الإعجاب يكون الانجذاب لفترة ما لكن سرعان ما يتلاشى.

ويتابع: عند فراق أحد الطرفين يتعرض الطرف الآخر للصدمة العاطفية التي تهدم ثقته بنفسه والآخرين، ويشعر بالإحباط والحزن الذي يجعله يفكر في الحب والزواج بطريقة تشاؤمية، لذا يجب علينا معرفة مشاعر الطرف الآخر وتحديد نوع العلاقة كي لا نصاب بالصدمات العاطفية.

 

الوعي والتوافق

تنصحد. ناهد نصرالدين، أستاذ علم الجمال بجامعة القاهرة والتنمية البشرية بضرورة الوعي بنوع العلاقة التي يخوضها الشخص مع الطرف الآخر وما إذا كانت حب حقيقي ينتهي بالزواج مع وجود توافق اجتماعي وثقافي ومادي أم إعجاب أوعلاقة وهمية تنتهي سريعا تاركة الألم والجراح من ورائها.

وتقول: تعد المشاعر والأحاسيس جزءامهما من حياة الإنسان وسعادته ونظرته للحياة وتفاعله معها والمحيطين به سواء في الجامعة أو العمل أو التعاملات مع الوالدين والأخوات داخل الأسرة، ولذلك علينا التفكير في العلاقة ومدىنجاحها.

وتتابع: الحنان والاهتمام من أهم أسس الحب الحقيقي الذى يعتبر فيهالطرفان نسيج واحد يتقبل كل منهما عيوب الآخر ويتسامح معها، أما الإعجاب فهو انبهار وميل للطرف الآخر ينتهي بمرور الوقت، بينما العلاقات غير السوية وهمية يدركها الشخص من مواقف ومعاملة الطرف الآخر.

المصدر: كتبت : أسماء صقر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 348 مشاهدة
نشرت فى 14 فبراير 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,852,521

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز