حوار: محمد عبدالعال
بعد توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي لطرح الحوار الوطني الشامل تم الاتفاق بين كافة فئات الوطن للتشاور والتباحث حول القضايا الوطنية الملحة من أجل الخروج إلى آفاق جديدة، ولما كانت القضية السكانية من أبرز المشكلات التي عانت منها مصر على مدار 60 عاما مضى كانت الإرادة السياسية حاضرة بالحوار بتخصيص لجنة للقضية السكانية منبثقة من المحور المجتمعي.
وللتعرف عن قرب عن ماهية المشكلة السكانية والتعليق على ما تم في هذا المحور كان لنا الحوار التالي مع د. عمرو حسن، مستشار وزير الصحة والسكان لشئون السكان وتنمية الأسرة.
في البداية ما الذى يعكسه تخصيص لجنة لطرح القضية السكانية في محاور الحوار الوطني؟
يجب أن نتفق جميعا أننا في حرب وعي وتغيير مفاهيم ولا نجد أفضل من الحوار الوطني لمناقشة وتغيير المفاهيم الخاطئة حول قضية الزيادة السكنية خاصة بعد تخصيص لجنة بها، وهو ما يعكس اهتمام الدولة وتسخير جهودها من أجل الارتقاء بمستوى حياة المواطنين، والتعرف على كافة وجهات النظر في تلك القضية للمساعدة على حلها.
ماذا عن المقترحات الصادرة عن أعضاء اللجنة والتي من بينها تخصيص زيادة بالميزانية للتعليم والصحة؟
لا يوجد أدنى شك في أن الاهتمام بالتعليم أحد الروافد المهمة في تلك القضية حيث تجمعهما علاقة عكسية، فكلما قل التعليم فى مجتمع ما زاد السكان والعكس، ولذلك فأنا مع مقترح زيادة تخصيص ميزانية التعليم.
وما وجهة نظرك فى التوسع العمراني والزراعي كأحد الحلول المطروحة للمشكلة السكانية؟
الزيادة في الرقعة الزراعية وتعمير الصحراء أحد الأطروحات المهمة والتي تعمل الدولة بمشروعاتها القومية الكبيرة في تنفيذها لاستغلال الطاقة البشرية وسد الفجوة الغذائية وهو بلا شك عامل مهم جدا من عوامل حل المشكلة، لكن لابد أن نعي ضرورة العمل سويا بجانب التوسع الزراعي واستغلال المساحة الشاسعة التي وهبها الله لمصرنا الحبيبة، فالهدف دائما هو إعادة رسم خريطة مصر لتقليل الكثافة السكانية، فإذا نظرنا للمساحة المأهولة بالسكان قبل عهد الرئيس السيسي كانت أقل من 7٪ وقد صلت الآن إلى ما يقرب من 14٪ وهو ما يعرف بخلخلة الكثافة السكانية.
وماذا عن زيادة الوعي المجتمعي؟
الوعي المجتمعي مطلوب في كافة المجالات اقتصادية وسياسية واجتماعية، فلن تنهض أمة دون الوعي وإدراك أهمية المرحلة التي تعيشها مصر من أجل البناء والذي يتطلب الإحساس العالي بالمسئولية تجاه المجتمع، فالوعي ضرورة تبدأ بالتعليم منذ الطفولة ووسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية والسوشيال ميديا، فهو بمثابة طرق الأبواب لهؤلاء الشباب، وأستدل بما كتبه د. جمال حمدان فى كتابه "شخصية مصر" والذي وضع فيه قاعدة عامة لكل مشاكلنا وهي "فتش عن السكان"، ويقول: إن المشكلة السكانية في مصر هي واحدة من أخطر المشكلات التي تواجهها، إنها المشكلة الأم أو المشكلة المفتاح التي تكمن أصابعها خلف أي مشكلة نوعية في حياتنا اليومية ويقول أيضا: ما من مشكلة في مصر إلا ومشكلة السكان طرف أساسي فيها وتكمن خلفها الزراعة والصناعة والعمالة والدخل ومستوى المعيشة والتمدن والقرية والإدارة إلخ، إنها القاسم المشترك الأعظم والعامل القاعدي الجذري في كل مشاكل مصر، ومن هنا فلا حل لأي مشكلة في مصر أو لمشاكل مصر ما لم يبدأ من مشكلة السكان.
ماذا عن المقترحات الفعالة الأخرى لمواجهة قضية الزيادة السكانية؟
تمكين المرأة يعد أهم أدوات مواجهة الزيادة السكانية جانبنا إلى جنب مع قضية تعليم المرأة ومحو أميتها، فإذا نظرنا إلى خريطة الأمية لوجدنا المناطق الأكثر أمية هي الأكثر فقراً وتسربا من التعليم وإنجاباً بسبب زواج الفتيات في سن مبكر.
وما الدور الذي تقوم به الدولة متمثلة في وزارة الصحة والسكان لرفع الوعي المجتمعي؟
من خلال وزارة الصحة نوضح دائما متى يصبح السلوك الإنجابي مرتفع الخطورة بسبب ما يخلفه الإنجاب المتكرر من آثار سلبية علي صحتها، فدائما ما تحرص الوزارة على الشرح للأمهات مدى خطورة وزيادة نسبة وفيات الأطفال، ومن بين النقاط التي تحرص الوزارة على إيضاحها وإرسالها للسيدات أنه كلما زاد المستوي التعليمي للأم كان مستواه التعليمي أقل.
في النهاية نود أن نعرف التأثير الإيجابي للحوار الوطني الشامل على المجتمع؟
أرى أننا أمام فرصة تاريخية وذهبية لحل كل مشاكل مصر، فجلوس جميع الأطياف على مائدة حوار واحدة للتحاور والتشاور يحدث حالة توافق مجتمعي، فهي بلا أدنى شك فرصة ذهبية لحل كافة المشكلات التي تواجه الوطن، فبداية الحل هو التوافق المجتمعي وهو بالفعل ما نحتاجه ونحن عل أعتاب الدخول للجمهورية الجديدة.
ساحة النقاش