إيمان العمري

أصحابي الأعزاء صديقتنا دينا مرت بحالة نفسية سيئة جدا الفترة الماضية أثرت على صحتها وألزمتها الفراش.

ذهب الجد لزيارة حفيدته للاطمئنان عليها وأخذ يتحدث معها ليعرف السبب فيما أصابها.

أخبرته أنها علمت بعزم الشركة التي تعمل بها على عقد مسابقة لتصميم شعار جديد لها وستفتح الباب أمام جميع المصممين بها للاشتراك في المسابقة وطبعا الفائز سينال مكافأة كبيرة هذا غير أن ستكون فرصته كبيرة في الترقي.

وهي تطمح أن تشارك في المسابقة، لكن الخوف يقتلها كيف ستستطيع مواجهة كبار المصممين في الشركة أصحاب الخبرات الواسعة؟ لا يمكن أن تتمكن من الوصول إلى مستواهم وأكيد سيكون الفشل من نصيبها.

لكنها في الوقت ذاته لديها أفكار لا بأس بها ويمكن أن تعمل عليها وتطورها غير أن خوفها من الفشل يجعلها تشعر بالإحباط وهذا ما جعلها تصاب بالقلق الذي أثر على حالتها الصحية.

ابتسم الجد لها وحدثها بصوت هادئ أنه من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالخوف عندما يدخل أي تجربة جديدة وهذا مفيد لأنه يجعله يأخذ الأمور بجدية بعيدًا عن الاستهتار أي بعبارة أخرى يكون حافزا للنجاح والتقدم.

لكن أن يصبح الخوف من الفشل ذريعة للاستسلام فهذا هو الفشل بعينه لأن ببساطة أي تجربة يخوضها الفرد تعطيه العديد من التجارب التي تطور من شخصيته وتجعله يخطو قدما في طريق النجاح حتى وإن لم يحقق النتائج المرجوة.

الفشل الحقيقي هو أن يقيدنا خوفنا ويجعلنا نقف في أماكنا نخشى أن نشارك ونتعلم أشياء جديدة.

ما أن أنهى الجد كلامه حتى أسرعت دينا وبدأت في تنفيذ التصميم الذي ستشارك به في المسابقة.