إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا جودي كانت تحكي لجدتها عن عدة حوادث قرأت عنها وقعت في بعض الدول الأجنبية وكلها تدور حول وفاة شاب بعد قيامه بتحدي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتلك التحديات تدور في الغالب حول تناول مواد قوية بكميات كبيرة أو استنشاق روائح نفاذة لفترات طويلة وغيرها من الأشياء شديدة الخطورة التي لا يقدم أي عاقل على القيام بها، لكن للأسف بعض الشباب الطائش يأخذه حب المغامرة والتجريب بعيدا، فيقبل الدخول في مثل هذه التحديات القاتلة التي يدفع حياته ثمنا لما فعله.
ردت عليها الجدة بصوت تملأه خبرة السنين وذكرت أن التحديات والمراهنات بين الشباب على القيام بالأفعال المجنونة موجودة منذ قديم الزمان، وما أكثر أصدقاء السوء الذين يستغلون اندفاع أصحابهم وحبهم للتحدي في استدراجهم للدوائر الجهنمية من الأفعال المدمرة، وكل ذلك يحدث قبل وسائل التواصل الاجتماعي بزمن، لكن مع توغل التكنولوجيا الحديثة في حياتنا ازدادت هذه التحديات وتنوعت مصادرها.
ولذلك على كل شاب أن يستعمل عقله أمام تلك التيارات الجارفة التي تواجهه سواء في واقعه الفعلي أو الافتراضي، فيسأل نفسه أمام أي تحدِ ما هي الفائدة التي ستعود عليه إن كسبه؟! وهل يستحق فعلا الوقت والجهد الذي سيبذله ليفوز به؟! وما مدى الضرر الذي يمكن أن يلحق به إن أقدم على الدخول في تلك الدائرة الجهنمية من التحديات عديمة النفع؟! وقتها سيدرك أن التحدي الحقيقي الذي عليه القيام به هو أن يتحدى نفسه وقدراته ليصل إلى أقصى درجات النجاح ويستفيد من كل الإمكانات لديه ليقهر كل الصعاب التي تواجهه ويتربع على عرش القمة ليصبح أفضل أقرانه.
ساحة النقاش