أصحابي الأعزاء صديقتنا غرام كانت تتحدث مع جدتها عن عريس تقدم لخطبتها, وكلما ذكرت صفة جميلة فيه سرعان ما تقارنها بما لدى والدها من خصال والنتيجة طبعا محسومة لصالح أبيها.
فحقا يتعامل العريس بذوق ولباقة ولكنه بالطبع ليس مثل والدها صاحب الكلمات الساحرة التي تأسر كل القلوب, كما أنه طيب وحنون أما أبوها فهو ملاك بكل ما تحمله الكلمة من معانى.
والهدايا التي يحضرها في كل مرة يزورهم تدل على أنه كريم إلا أنه لا يمكن مقارنته بوالدها السخي بماله ومشاعره الفياضة.
وقبل أن تستطرد قاطعتها الجدة ضاحكة وذكرت أن نفس الكلام قالته والدتها عندما تقدم والدها لخطبتها, وطبعا كانت المقارنة لصالح الجد.
وأضافت مؤكدة أنه لا توجد فتاة نشأت في أسرة طبيعية إلا وكان والدها هو فارسها الأول, فهي تراه أعظم رجل في الدنيا ولا يمكن أن يقارن بأحد وتتمنى أن تتزوج بشاب مثله.
وكل هذه أمور طبيعية, فالأب بالنسبة لابنته هو رمز الأمان, كما أنه الناصح الأمين الذي تثق في كل ما يقوله لها لأنه دائما يسعى لأن تكون أحسن بنتا في الدنيا كلها وهو على استعداد أن يضحي بضرورياته ليوفر لها كل ما تحتاجه.
وغالبا ما يكون هناك رابط خفي بين الفتاة ووالدها كل منهما يشعر بالآخر حتى لو كان كل منهما يبعد بمسافة عن الآخر.
كل ذلك يجعل أي واحدة عندما يتقدم عريس لخطبتها تقارنه بالنموذج المثالي للرجل في ذهنها وهو والدها والنتيجة معروفة مسبقا أنه سيخسر في تلك المقارنة الظالمة.
لكن عندما يذكر الوالد أن العريس يشبهه في أشياء وقتها يحظى بالقبول.
ساحة النقاش