أصحابي الأعزاء صديقتنا رضوى كانت من عادات جدها السير يوميا في الشوارع وعندما يذهبون إلى أي مكان جديد كان لابد أن يستكشف المكان وطرقاته, ولم يكن يكتفي بالمشي فقط بل كان لديه معلومات قيمة عن أصل تسمية الشوارع والمشهور منها في كل منطقة. 

وعندما سألته رضوى عن سر تلك العادة دعاها في جولة معه في شوارع المنطقة التي تسكنها, ظل يحكي لها عن الأماكن التي تعيش وسطها وهي لا تدرى كم الحكايات التي يحملها كل شارع في الحي الذي تقطنه.

وبعد ذلك أجابها الجد عن سؤالها بأن كل مكان في مصر يحمل أسرارا من أزمنة كثيرة مرت على البلاد, إنه في الحقيقة شاهد على عصور بعضها كانت جميلة وأخرى عصيبة.

فمعرفتنا بأصل كل شارع وسر تسميته وما به من أماكن تاريخية سيجعلنا نقترب من تاريخ عظيم لدولة كان لمدنها أسرار وحكايات جعلتها صامدة رغم تقلبات الزمان.

فاسم أي شارع في بلادنا ليس مجرد كلمات جوفاء إنه اختزال لجزء مهمة من تاريخنا وتراثنا وعاداتنا أحيانا.

ابتسمت له رضوى ثم علقت بأن هناك شوارع على أسماء دول أو أشخاص أجنبية.

فرد عليها الجد بأن هذه الشوارع تعكس تاريخ علاقتنا بتلك الدول كما تعرفنا ماذا فعلت تلك الشخصيات الأجنبية لبلادنا أو للبشرية حتى نخلدنا ونطلق اسمها على مكان مهم لدينا.

وأضاف أن المشكلة الحقيقية أننا قد نعيش لسنوات في منطقة ما وكل يوم نمر بشوارع وميادين بها ولا نعرف عن تلك الأماكن غير مجرد أسماء جوفاء لا تمثل لنا أي شيء.

وقتها نخسر كثيرًا بجهلنا بحكايات تاريخنا الخالدة عبر الزمان والمكان.