نجلاء ابوزيد
دنيا الحواديت .. القطة نوسة
يحكى أن قطة صغيرة تعيش في المزرعة واسمها نوسة استيقظت ذات صباح وهى رافضة لكونها قطة، فبدأت تنظر للبط في البحيرة وتتمنى لو كانت مثلهم تعيش في الماء لكنها تخاف الماء، فنظرت للأرنب ونطاته السريعة وتمنت أن تكون مثله لكنها لم تستطع، فغضبت وشاهدت قطيعا من الخراف فتمنت أن تسير بينهم لكنها لا تملك الصوف لتصبح مثلهم، ذهبت للحديقة وتمنت لو كانت فاكهة جميلة وغطت جسمها بورق الفاكهة واختفت وسطها وراحت في النوم لكنها استيقظت على صوت خروف يأكل الورق فأزاحت الورق عنها وفرت هاربة وحمدت الله أنها قطة يمكنها الهرب بسرعة وتوقفت عن أحلامها أن تصبح شيئا آخر.
***
كلمة في ودنك
ربوا أولادكم على احترام الأخوال والأعمام وتقديرهم حتى وإن وجد خلاف بينكم لا تدخلوا الأطفال في مشاكلكم فتضيع صلة الرحم.
اعتمدوا على المحبة والرحمة في تربيتكم لأولادكم وتذكروا أنكم ستكبرون وتضعفون ويكبرون هم فيقون فإن زرعتم فيهم المحبة صغارا كنتم أول من يجنى ثمارها عندما تكبرون ويكبرون.
انتبهي لتصرفك حين ترفضين طلبا لابنك ثم تستجيبين بعد إلحاح وبكاء لأنك بذلك ترسخين في نفسه أهمية البكاء للحصول على ما يريد.
***
سؤال محيرنى .. جبر الخواطر
ابنى عمره 13 سنة لا يحسن التعامل مع الآخرين ويطلق عليهم عبارات تضايقهم، للأسف يقلد والده فى هذا الأمر لكننى لا أريد أن يكون هذا طبعه وأريد أن أعلمه كيف يجبر خاطر الآخرين وألا يقول لمن يرتدى نظارة أنت لا ترى، أو لبنت سمراء أنت سوداء، وأشياء أخرى تغضب الناس منه وتخيفنى عليه؟
ماما سهام
بداية إدراكك لكون ابنك يتعامل بأسلوب غير لائق مع الآخرين يوضح اهتمامك به ولك كل الحق فى الخوف عليه لأن ما يفعله هو تنمر بالمحيطين به وإلقاء ألقاب على زملائه مثل "التخين وأبو نظارة والألثغ" كلها أمور غير طيبة، وعليك الجلوس مع والده والاتفاق على طريقة توجيهه لأنه من الواضح أنه يقلد طريقة والده دون أن يدرك أنها تنمر، وبعدها اجلسى معه وحدثيه عن أسلوبه وأنه يجعل الآخرين لا يحبونه، وأن الرسول الكريم كان رحيما بالآخرين، تحدثى معه عن فكرة جبر الخواطر وكيف تنجى الإنسان من أى خطر وأنه عليه شكر الله على نعمة الصحة لا معايرة الآخرين بمشكلة فى الوزن أو السمع أو النظر لأنه إن استمر على ذلك قد يصيبه شيء يجعل الآخرين يسخرون منه، هو أيضا أشعريه بخطورة ما يفعله على نفسه وأنه ما من شخص يعاير الآخر بشيء إلا وابتلاه الله به، وكلما حسن أداءه شجعيه وأحضرى له هدايا وأكدى له أن معاملة الآخرين معه ستتغير عندما يغير طريقته معهم وتدريجيا سيلمس بنفسه أثر جبر الخواطر على الآخرين.
***
حصة تربية .. تغير ثقافة الاستهلاك مسئولية أم
يظن الكثيرون أن ترشيد الاستهلاك قاصر على الكبار وينسون أن تربية الأطفال على هذه الثقافة أمر في غاية الأهمية والوطنية لأنه يقدم للوطن جيلا معتاد الترشيد والحفاظ على ما يمتلكه من أشياء ويحسن استغلالها، وحول كيفية تربية أطفالنا على ترشيد الاستهلاك تحدثنا مع د. حنان عبدالله، مدرس علم الاجتماع فقالت:
التنشئة الاجتماعية للطفل تحتاج قدرا عاليا من الوعي من جانب الأم لتتمكن من غرس الكثير من الصفات الطيبة بداخله لأن من شب على شيء شاب عليه، لذا كان اعتماد الأسرة للاستهلاك كسلوك حياتي ينتقل بسرعة للأطفال والعكس صحيح، بمعنى أن الأسرة التي تتبنى فكرة الادخار وترشيد الاستهلاك كنظام حياة فإنها تنقله تباعية لأبنائها دون نصائح شفهية لا تؤثر في الأطفال، وهنا على الأم أن تساعد طفلها على تعلم الترشيد حتى يكون قادرا في مستقبله على التكيف مع الحياة وأزماتها المختلفة، وأضافت أن هناك اعتقادا خاطئا ومنتشرا بين الأهل أن تلبية كل احتياجات الطفل يجعله سعيدا وعينه مليانه وينسون أن كثرة تلبية الطلبات يخلق شخصية أنانية لا تفكر إلا فيما يسعدها دون التفكير فيما بذله الآخرون من جهد لتحقيق هذا الشيء لها، وإذا كنا نعيش ظروفا اقتصادية صعبة وارتفاعا للأسعار فعلى الابن أن يشعر أن الحياة من حوله تغيرت وأنه مشارك للأسرة في التعامل مع الأزمة وأنه وقت الأزمات على كل فرد في الأسرة أن يتخلى عن بعض ما اعتاده حتى تسير الحياة، وهنا يكون الأمر تدريجيا حتى لا يشعر الطفل بصدمة أو كراهية لأسرته أو وطنه عندما تتغير قدرته على شراء ما يريد فجأة، فتدريبه على ثقافة الاستغناء والترشيد تجعله صاحب قرار اقتصادى قادر على التعامل مع الأزمات دون معاناة نفسية أو شعور بالعجز.
ساحة النقاش