محمد عبدالعال
تتضافر جهود الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها لتنشيط السياحة باعتبارها موردا مهما للعملة الأجنبية وركيزة أساسية للاقتصاد، ومن بين تلك المؤسسات مجلس النواب خاصة لجنة السياحة والآثار المعنية بهذا الدور، وللتعرف على أدوات وطرق التنسيق بين البرلمان وكافة قطاعات الدولة لتنشيط السياحة التقت "حواء" النائبة نورا علي، رئيس لجنة السياحة والآثار بمجلس النواب..
فى البداية ما الإجراءات وخطوات المتابعة من اللجنة داخل البرلمان وخارجه للتنسيق مع مختلف الجهات المعنية بالدولة لتنشيط السياحة بشقيها الخارجي والداخلي؟
يشمل هذا الملف أكثر من محور؛ أولها الملف التشريعي فلا يمكن بأي حال من الأحوال حدوث انتعاشة في القطاع بدون تحديث التشريعات والقوانين وتطويرها بما يتماشى مع متطلبات المرحلة ويتلاءم مع احتياجات السوق، وهناك خلية نحل تعمل على مدار الساعة من جانب النواب اعضاء لجنة السياحة ولا يخلو اجتماع دون مناقشة أو فتح ملف أو طلب إحاطة خاص بحملة الترويج والتسويق التي أرى أنها تأخرت كثيرًا رغم تحقيقها معدلات وأرقام غير مسبوقة على مدار السنوات الماضية، أما المحور الأخير فيتضمن إجراء اللجنة العديد من الزيارات الميدانية لمناطق الجذب السياحي وعلى رأسها جنوب سيناء التي تحتاج لتضافر كافة الجهود كونها وجهة سياحية متفردة، بجانب الزيارات المستمرة للمطارات والاطمئنان على إجراءات السلامة وتسهيلات السفر والوصول وغير ذلك من الأمور التى من شأنها إحداث انتعاشة حقيقة بقطاع السياحة.
كيف ترى تأثير الاستقرار الأمني والسياسي على عودة السياحة خاصة لمنطقة شمال سيناء وبالتحديد مدينة العريش؟
هناك قاعدة تقول "لا سياحة بدون أمن" فالسائح إذا لم يشعر بحالة استقرار أمني وسياسي في الدولة التي يود زيارتها والتعرف على معالمها السياحية والأثرية سيقوم بكل تأكيد بتغيير وجهته والتفكير في أي بلد آخر، وقد تعرضت مصر في فترة ما لحالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي منذ أحداث ٢٠١١ وتعرض القطاع لخسائر فادحة إلى أن بدأت الدولة تفكر جديًا في كيفية انتشال القطاع من كبوته والنهوض به، وقد وضعت استراتيجيات جديدة وتسهيلات ومزايا غير مسبوقة كان لها أثر بالغ في تعافي القطاع وعودة السياحة تدب في أرجاء الوطن، أما بالنسبة لشمال سيناء فهي حالة خاصة ومتفردة وأرى أن عودة الحياة فيها قبل السياحة بمثابة إعجاز بشري صنعته الدولة المصرية بأيدي أبنائها، فالمنطقة التي كانت مأوى جماعات الكفر والظلام تتحول لمنطقة آمنة تدب فيها عملية التنمية وينتشر فيها السلام والحياة هو أمر عظيم للغاية ونجاح وإعجاز يحسب للقيادة السياسية ورجال الأمن الأبطال، وبصفتي متخصصة في السياحة فإنني أرى تعامل الدولة مع هذا الملف في شمال سيناء أمر جيد للغاية وتفكير خارج الصندوق، فإقامة مهرجان سباق الهجن العربي، وتجمع مئات الفنانين في حفل العريش والذى حضره أكثر من ٥ آلاف شخص، وفتح شاطئ العريش مرة أخرى وغير ذلك رسائل عالمية تفيد أن مصر بمنتجها السياحي الفريد والمتنوع والمتطور هي بلد الأمن والأمان.
هناك عدد من الأنشطة والدعوات في بعض المدن الجديدة كالعلمين وغيرها، كيف ترى تأثير تلك الأنشطة علي تنشيط السياحة؟
هي نوع من أنواع تعظيم الفرص التنافسية للقطاع السياحي وتسليط الضوء على المزيد من الوجهات السياحية خاصة مدينة العلمين الجديدة درة البحر المتوسط ورمز السحر والجمال والإبداع والأناقة، كما أن سياحة المهرجانات أحد عناصر الترويج السياحي التي ترعاها مصر بهدف تنويع مفردات الجذب السياحي إلى بلادنا وتعريف العالم بمقوماتنا السياحية، خاصة وأنها أصبحت جزءا كبيرا ومهم من مفردات القطاع ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستهانة به، وأود الإشارة إلى مهرجان العلمين الجديدة "العالم علمين" وما يشمله من فعاليات غاية في الروعة، وما أحدثه من حالة تنشيط وترويج عالمية لهذه البقعة الساحرة من أرض الوطن ستكون نتائجها متميزة في وضع العلمين على رأس خريطة السياحة العالمية.
وما الحوافز التى تقدمها الدولة للسائح بشكل عام لتحقيق الانتعاشة المرجوة فى القطاع؟
بصفة عامة لا يمكن لأي دولة تحقيق مستهدفاتها في أي قطاع من القطاعات دون وضع تسهيلات وحوافز جاذبة، ومن ثم كان على مصر تحدٍ كبير وهو استمرار جهود دعم قطاع السياحة، وتقديم المزيد من التيسيرات التى من شأنها تحقيق المعدلات المرجوة وزيادة حجم السياحة الوافدة إلى مختلف المقاصد من شتى الأسواق، ومن أهم الحوافز تحسين مناخ الاستثمار عبر زيادة المنشآت الفندقية، وإتاحة المزيد من الأنشطة والخدمات الترفيهية بجودة عالية، ومضاعفة حجم طاقة الطيران، لنقل السائحين من مختلف الاسواق المستهدفة، ومن بين هذه الحوافز منح حزمة من الحوافز والتخفيضات لتشجيع الشركات ومنظمى الرحلات الكبرى لتنظيم رحلاتها إلى المحافظات السياحية المصرية، بجانب إلغاء التأشيرات السياحية للأجانب الوافدين إلى المحافظات السياحية حتى 31 أكتوبر 2020، بالإضافة إلى مد العمل ببرنامج تحفيز الطيران الحالى حتى 29 أكتوبر 2020، واستحداث تأشيرة متعددة الدخول صالحة لمدة 5 سنوات بقيمة 700 دولار أمريكي.
نود الاطلاع على المقترحات التي تم التواصل إليها فيما يخص السياحة باللجنة الاقتصادية بالحوار الوطني؟
قبل الحديث عن المقترحات يجب تقديم رسالة شكر وتقدير وعرفان إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي قائد نهضتنا الحديثة على هذه الحالة غير المسبوقة من وحدة الصف وإعادة مفاهيم العمل الوطني التي صنعها بالدعوة لهذا الحوار التاريخي، كما أتوجه برسالة اعتزاز إلى أعضاء مجلس الأمناء على جهودهم الخرافية وإخلاصهم وتفانيهم في العمل لإظهار الحوار بصورة مشرفة تعبر عن مصر 30 يونيو، أما بالنسبة للمقترحات؛ فهناك توافق على فتح العديد من الملفات أهما تطوير عمل الفنادق والخدمات المقدمة للسياح، وتطوير ملف النقل السياحي، والاستفادة من دور الإعلام في تسليط الضوء على المنتج السياحي، وضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة لزيادة فرص الاستثمار، والتركيز على منتج السياحي الديني والبيئي والصحراوي والأثري، وخطة عاجلة للوصول بالأرقام السياحية إلى 30 مليار دولار سنويا، ومن أهم المقترحات التي أراها حجر الزاوية هو رفع الوعي السياحي والبيئي والأثري لدى مختلف فئات الشعب وكيفية تغيير سلوكيات التعامل مع السياح وغرس قاعدة "مصر بلد سياحي" في أذهان الأجيال الجديدة.
ساحة النقاش