بقلم د. صبورة السيد
لم أصدق عينانى أثناء زيارتي الساحل الشمالي لمعايدة أقاربي، فعلى امتداد الطريق لمست تغييرا جذريا فى شبكة الطرق المؤدية إليه والمدن الجديدة التى تعمل الدولة على إنشائها لتمثل نقلة حضارية ونوعية للجمهورية الجديدة التى تؤسسها الدولة، جمهورية تقوم على معايير عالمية لتنقل مصر إلى مصاف الدول، جمهورية تستفيد من مواردها الطبيعية التى حباها الله بها من شواطئ طبيعية ومناظر خلابة تخطف الأنظار وتأسر القلوب.
جعلتنى الإنشاءات المعمارية على جانبى الطريق أشعر أننى على أرض أجنبية بسبب جمالها وروعة طرازها ودقة تنفيذها ومع هذا الشعور بانتقالى إلى دول الغرب المتقدمة فى المعمار راودنى شعور بالفخر والعزة أن تلك الإنجازات على أرض وطنى الحبيب مصر، وما زاد من اعتزازى بهويتى أن تلك الإنشاءات تم تنفيذها بعقول وسواعد مصرية خالصة.
سمعت كثيرا عن جمال وروعة التنفيذ بمدينة العالمين الجديدة عبر شاشات التلفزيون أو مواقع الإنترنت وخالجنى شعور للحظة أن ما تعكسه وسائل الإعلام مبالغ فيه قليلا غير أن رؤية العين بددت تلك الشكوك عندما رأيت نفسى أمام إعجاز معمارى فريد ومدينة لا مثيل لها فى العالم تضم أبراجا وناطحات سحاب على غرار الموجودة فى أشهر بلدان العالم، ورغم أن تلك البقعة من مصر منطقة موسمية حيث يقصدها المصريون والسائحون –على حد سواء- خلال فصل الصيف إلا أن مساعى القيادة السياسية تصبو إلى أنها تجعلها مدينة سياحية تعمل على مدار العام دون توقف، لتتحول من منطقة ألغام قديمة إلى مركزا سياحيا عالميا ومنطقة أثرية ومتحفا مفتوحا ومتنزها وجامعة ومركز خدمات.
إن التفكير لوهلة كيف تم إنشاء هذه المدينة فى وقت وجيز يحيل السائلين إلى أنهم أمام إعجاز مصرى، وإنسان يمتلك حضارة ترجع لآلاف السنين تؤكد أنه لا يعرف المستحيل، وأن العقبات تذلل أمام إرادته الصلدة، والصعاب تخور أمام إصراره وعزيمته لتكون مصر "أد الدنيا" ذلك الهدف المنشود لقائد يردد دائما "مصر أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا".
ما يحدث فى مصر من إنجازات رغم ما تواجهه الدولة من تحديات داخلية وخارجية يتطلب من الجميع أن يكونوا على قلب رجل واحد وراء رئيس الجمهورية الجديدة، وأن تتحد الجهود وتتشابك الأيادى وتتلاحم السواعد لتنفيذ المخطط والإستراتيجية المصرية، كما تتطلب من المرأة المصرية كل فى مكانه الدعم والمساندة وذلك من خلال التحدث مع أبنائها حول الإعجاز الذى يحدث على أرض مصر والمردود الإيجابى على مستقبلهم وبذلك تغرس بداخلهم حب الوطن والانتماء له.
ساحة النقاش