هدى إسماعيل
بعد أكثر من 12 عاماً عادت الحياة إلى شواطئ شمال سيناء وتوافدت عليها أعداد كبيرة من سكان العريش والمدن المصرية الأخرى بعد نجاح قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة في دحر الإرهاب تحت قيادة الرئيس "عبدالفتاح السيسي" مما أدى إلى عودة الأمن والأمان والاستقرار إلى كافة ربوع محافظة شمال سيناء.
فى السطور التالية تتابع "حواء" مع المسئولين آخر مستجدات شواطئ العريش وحركة المصطافين فى المدينة، وتسأل الزائرين عن انطباعهم عن أجواء العريش الصيفية..
البداية مع اللواء عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء الذى أكد أنه تم رسميا افتتاح موسم الصيف بالعريش بفعاليات مبادرة "صيفك عندنا" التى أطلقتها مديرية الشباب والرياضة بالمحافظة للترويج لموسم الصيف، ودعا المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية بزيارة شمال سيناء والاستمتاع بطبيعتها الساحرة وشواطئها الممتدة لمسافة 300 كيلو متر على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقال شوشة: تم تنظيف وتجميل الشاطئ، وتهيئته أمام رواده من المصطافين، علاوة على زراعة الأشجار على الطريق الساحلي، وإضاءة أعمدة الكهرباء، لإتاحة الفرصة للأهالى للاستمتاع بسحر وجمال الشاطئ الذى يعد من أجمل الشواطئ على مستوى العالم لما يملكه من طبيعة ساحرة، ونخيل ورمال بيضاء، وهدوء، ومسافة كافية بين منطقة الساحل والشاليهات، تحيطها رمال زين عليها ألسنة الكورنيش.
ويقول أسامة أحمد عفش، رئيس مركز ومدينة العريش: عملنا على رفع كفاءة الكورنيش والشاطئ وتحسين منظره وتوفير مناخ مناسب للزوار، وقد تم الانتهاء من أعمال الإنارة على الكورنيش بعد إزالة جميع الإشغالات عن جسم الكورنيش وتحذير المخالفين خاصة أصحاب الخيول والدواب.
ويضيف: يجرى بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة توفير المنقذين على طول الساحل مع استخدام الأعلام الملونة التى توضح حالة البحر، وتركيب 3 لوحات إرشادية لكل قطاع ساحلى تحدد المواعيد المسموح بها نزول البحر، والانتهاء من صيانة وتجهيز دورات المياه وتركيب خزانات علوية ومتابعة تشغيلها بمعرفة رؤساء مناطق الخدمات، كما تم ضخ المياه العذبة على الساحل والاستعواض بمياه الآبار حال قصور العذبة.
مالديف مصر
تقول أم يوسف، ربة منزل من سكان العريش: اعتادت أسرتى الخروج من المنزل للذهاب إلى الشاطئ أكثر من مرة أسبوعيا، خاصة أن دخول الشواطئ مجانيا، لذا فإن النزهة لا تكلفنا سوى شراء احتياجات الأطفال وتحضير الأكل والمشروبات.
ويذكر سامى محمود، أحد رواد الشاطئ أنه يأتى مع أصدقائه إلى الشاطئ لقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة، حيث يمضى ساعات طويلة بعد عودة الاستقرار والحياة إلى طبيعتها، كما يمارس وأصدقاؤه هوايتهم فى تجهيز الأكلات الشعبية خاصة الـ «لصيمه» مع براد الشاى على النار.
أما أحمد علي، موظف حكومي والذى اختار مكاناً خاصاً مع أسرته قريبا من الشاطئ، فقد اعتاد أن يأتى إلى مدينة العريش قبل عام 2011 لكن بسبب الأحداث الإرهابية وتواجد الإخوان في الحكم انقطع عن زيارتها لسنوات طويلة، وعندما عاد الأمن والأمان عاد بصحبة أسرته، لافتا إلى أن العريش بالنسبة إليه "مالديف مصر" لما تمتلكه من شواطئ رائعة الجمال بجانب طيبة أهلها.
ويقول محمد جاسر، أحد سكان مدينة العريش: إن شاطئ الريسة بالعريش يعد من أروع وأنظف شواطئ مصر، حيث الهدوء والمياه الصافية وجمال الطبيعة، كما تنتشر الكافتيريات على طول الشاطئ لخدمة المصطافين والرواد.
حملة ذهبية
يصنف خبراء السياحة شواطئ مدينة العريش، باعتبارها واحدة من أجمل الشواطئ في مصر، وتتميز بأنها مجانية تستقبل زوارها دون رسوم، فضلاً عن تنوع هذه الشواطئ، بدءاً من منطقة المساعيد وظلال النخيل، مروراً بالأيوبي وغرناطة والخلفاء وأبو صقل والريسة، والتي تتميز جميعها بملامح التراث البدوي.
وتوفر شواطئ العريش للزائرين مجموعة متنوعة من الأنشطة الترفيهية والرياضية، مثل ركوب الأمواج والسباحة، إلى جانب الاستمتاع بالتنزه على امتداد الشاطئ، فضلاً عن رياضات ركوب الخيل، وتناول العديد من الأطعمة البدوية على الشاطئ، ومن بينها الأسماك الطازجة المشوية على نار الحطب.
وتقول الخبيرة السياحية د. راندا العدوى: تتميز مدينة العريش بشواطئها الخلابة وأجوائها الصيفية الرائعة وتزخر بتراث بيئى متفرد نظرا لطبيعتها الصحراوية والساحلية، وقد حملت السياحة في العريش هذا الصيف أجواء رائعة، فلأول مرة ترتدي المدينة هذا الثوب السياحي كأنها عروس سيناوي تستقبل مشاهير العالم على مائدة السياحة بشمال سيناء، كما استطاعت المدينة تحقيق طفرة فى الخدمات السياحية المقدمة للزائرين والمصطفين على شاطئها.
وتضيف: مبادرة "صيفك عندنا" لترويج السياحة في ساحل بحر العريش هى أولى المبادرات الصيفية الرائعة التي تستحق أن توصف بالحملة الذهبية كأفضل حملة ترويجية للسياحة الداخلية.
وعن تكلفة قضاء الإجازة فى مدينة العريش تقول: هناك فنادق تفتح أبوابها لاستقبال الزوار بالإضافة إلى توافر الشاليهات التي تستطيع قضاء عدة أيام بها خاصة أنها في متناول أيدي جميع فئات المصريين، وتبدأ أسعارها من 150 جنيها في الليلة.
واقترحت العدوي أن يكون هناك دراسة لعدة مشروعات سياحية صغيرة تدفع بتنمية السياحة بالعريش، بالإضافة إلى وجود لجنة تسويق لتعظيم الفائدة الاقتصادية للمدينة وسكانها.
من جانبه يقول المهندس قدري يونس الكاشف، خبير مشروع البيئة السياحية بشمال سيناء: تمتلك مدينة العريش أكبر طاقة فندقية موجودة على مستوى محافظة شمال سيناء، بعدد 20 فندقًا، إضافة لهوائها النقي وفقًا لتقرير أعدته أكاديمية الإعلام الأمريكية عام 2007، والذى أكد أن أفضل جو موجود في العالم هو جو مدينة العريش، مع ذكر جمال شواطئها الغنية بأشهى الأطباق والمأكولات البحرية الشعبية، كما أن شمال سيناء صنفت في عدة مؤتمرات بيئية عالمية كونها ثاني أفضل منطقة بيئية وصحية في العالم.
وتابع: لا تقف العريش وشمال سيناء عند حد الشواطئ فقط فهي تملك العلاج بالأعشاب الطبية عن طريق مركز العلاج بالنحل بكلية الزراعة والعلوم البيئية بالعريش، بجانب السياحة التاريخية حيث تضم شمال سيناء طريق العائلة المقدسة الذي يمتد بمحاذاة البحر المتوسط والذى سلكته العائلة المقدسة خلال رحلتها التاريخية، وكذلك طريق الفتح الإسلامي الذي سلكه القائد عمرو بن العاص لفتح مصر.
ساحة النقاش