حوار: محمد عبدالعال
منذ انطلاق مبادرة حياة كريمة في مختلف قرى مصر عام ٢٠١٩ وهي تعمل على رفع مستوى المعيشة والارتقاء بالترتيب العالمي لمستوى معيشة المواطن المصري من خلال مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الحاسمة وفي كل مناحي الحياة لتغيير الوضع الاقتصادي للأسر والدولة، وللتعرف عن قرب عن مدى تأثير المبادرة كان لحواء لقاء مع الدكتورة أماني فاخر، أستاذ الاقتصاد الدولي وعميد كلية التجارة سابقا.
كيف أثرت مبادرة حياة على الوضع الاقتصادي للأسرى خاصة وقرى مصر عامة؟
عندما نتكلم عن مبادرة حياة كريمة فنحن نتكلم عن أكبر مبادرة تنموية بتاريخ مصر، يستفيد منها أكثر من 58٪ من الشعب المصري، والبعد الاقتصادي يمثل لتلك المبادرة ركيزة أساسية بفضل التنمية الشاملة التي يحققها للقضاء على الفقر، ومن ثم يأتي البعد الاقتصادي للمبادرة في المرتبة الأولى لأنه ما سوف يحقق البعد الاجتماعي والإنساني للأسر المصرية وهو ضامن استدامة التنمية، ولذلك تعمل المبادرة من خلال هذا الجانب على إحداث تغيير هيكلي لتلك المجتمعات ليضمن القضاء على الفقر داخل تلك المناطق وتحقيق تنمية شاملة ليست فقط داخل المدن كما كان يحدث سابقا لكن في مختلف أنحاء مصر وقراها
هل للمبادرة دور في الارتقاء بترتيب مصر الاقتصادي فيما يخص مستوى المعيشة عالميا؟
إذا كنا نستهدف أن تكون مصر من الدول المتقدمة وهو هدف وضعته القيادة السياسية أمام أعينها من اليوم الأول فالعمل على تحقق ذلك يأتي من خلال حياة كريمة التي أصبحت نموذجا للارتقاء بمستوى المعيشة يحتذى به من قبل المؤسسات العالمية المنوطة بذلك من خلال البرامج المختلفة للأمم المتحدة بخلاف وضع مصر مبادرة حياة كريمة على منصة المبادرة الدولية التابعة للأمم المتحدة أيضا.
كيف يؤثر الاهتمام بالبنية التحتية من شبكات صرف وطرق وأعمال إنارة وكابلات إنترنت على الوضع الاقتصادي على المدى البعيد؟
تهتم مبادرة حياة كريمة بالبنية التحتية التي تعد الركيزة الأساسية لنجاح أي برنامج اقتصادي مستهدف ولذلك الاهتمام بالبنية التحتية يجعل مما يتحقق من نمو اقتصادي يحمل عنصر الاستدامة وليست خطوات بسيطة سرعان ما تزول أو شعارات فقط ولذلك البنية التحتية هي السبيل لتحقيق الأهداف التنموية المختلفة من تعليم لصحة لنقل ومهارات مختلفة وتنمية بشرية كل ذلك لن يتحقق إلا من خلال بنية أساسية سواء كانت إنارة أو كهرباء بخلاف البنية التكنولوجية وهي لا تقل أهمية عن أعمال البنية التحتية الأخرى من شبكات الاتصالات المختلفة التي تضمن بشكل كبير تحقيق نهضة تكنولوجية بالنسبة للمشروعات المستهدفة.
وهل تلعب القروض الميسرة المقدمة للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر دور في رفع المعاناة عن كاهل الأسر في الريف المصري وجعل المرأة الريفية مشاركة في التطور الاقتصادي بقوة؟
تعمل حياة كريمة على إيجاد فرص عمل ومشروعات تتلاءم مع طبيعة المناطق التي تطورها المبادرة، فعلي سبيل المثال إن كانت المنطقة تشتهر بزراعة النخيل فتشجع المبادرة المرأة والشباب وأهلي تلك المناطق من مختلف التوجهات على العمل في تصنيع وتغليف التمور من خلال القروض الصغيرة ومتناهية الصغر أو كافة التسهيلات الخاصة بالبنية التحتية والتكنولوجية ومكاتب بريد ومصارف أو من خلال التدريب والعمل علي إصقال المهارات حسب مجال العمل لتحقيق الدخل المستدام لأهالي تلك القرى والمناطق كل حسب الطبيعة التي تتمتع بها.
ما الدور الذي تلعبه المبادرة في إيجاد فرص عمل للشباب؟
لا شك أن الاهتمام بالتدريب والتعرف على إمكانية طبيعة وفرص تنمية كل قرية ومحافظة يخلق الكثير من فرص العمل بخلاف العمل داخل المشاريع التي يتم تدشينها بكل قرية فهي تحتاج أيضا لأيدي عاملة كإعمال تغطية الترع أو تشطيبات المنازل ورصف الطرق الرابطة بين القرى والإنارة وطلاء وتجديد المدارس كل ذلك يحتاج إلى عمالة من تلك القرى، فخلق فرص العمل والقضاء على البطالة في تلك القرى يخلق جيلا جديدا متماسكا اجتماعيا لديه انتماء أكثر للوطن، ولذلك فالمبادرة تقضي على الكثير من المشاكل الاجتماعية وتقاوم الكثير من المناحي السلبية داخل المجتمع مثل جرائم السرقة وغيرها بخلاف تجفيف منابع الإرهاب بحلول اقتصادية
ساحة النقاش