حوار: سماح موسى
أدركت القيادة السياسية أن التعليم أساس تنمية المجتمع وتوفير حياة كريمة لأفراده بل هو لبنة البناء وسبيل التقدم فكان ملف تطوير المنظومة التعليمة فى مقدمة أولوياتها مستعينة فى ذلك بالبحث العلمى وإصدار عدد من التشريعات التى تخدم هذا التوجه.
النائبة البرلمانية صبورة السيد، عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب توضح فى هذا الحوار التطورات التي حدثت في العملية التعليمية، وتأثير التشريعات البرلمانية ومشاريع القوانين التى ناقشتها اللجنة المعنية فى تطوير المنظومة.
تقارن د. صبورة عن فترة حكم الرئيس السيسى والحقبة السابقة له على مستوى المنظومة التعليمية قائلة: قبل عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي كنا لا نملك مناهج تعليمية، لكن الآن أصبح هناك مناهج علمية تواكب التطور العالمى الذى يشهده العالم، بدءا من رياض الأطفال حتى الصف الثالث الثانوي، حيث شهدت المناهج تطويرا واضحا لمواكبة التعليم العالمي، وقد نجحت الدولة في تطوير قطاع التعليم سواء الجامعي أو ما قبله، بدأ من البنية التحتية الرقمية للمدارس حيث تم تجهيز عدد كبير من المدارس الثانوية بالتجهيزات الرقمية اللازمة والشبكات الداخلية والخوادم، كما تم تجهيز أعداد كبيرة من الفصول بالتقنيات التكنولوجية اللازمة كالسبورات الذكية لتتواكب مع النظام الجديد بفاعلية، فضلا عن افتتاح عدد من مدارس التكنولوجيا التطبيقية "مدارس نموذجية للتعليم الفني"، بالإضافة إلى حد مشروع ميكنة الإجراءات الخاصة بالتعليم الخاص وحوكمة الأداء الإداري والمالي والفني لمنظومة المدارس الخاصة، وفتح مدارس المتفوقين، والمدارس اليابانية والصينية والدولية، كما تمت زيادة عدد الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية.
وماذا عن محتوى التعليم هل اختلف عما قبل من وجهة نظرك؟
طبعا اختلف محتوى التعليم، فتفكير طفل اليوم اختلف عن تفكير واهتمامات الأطفال فى سنوات سابقة، كما أن طريقة القراءة اختلفت عما قبل فأصبحت طريقة الفونتكس هي السائدة والأفضل في تعليم الطفل القراءة.
وما أهمية استخدام التقنيات الحديثة في التدريس؟
استخدام التكنولوجيا في التعليم وأقصد به التعليم الإلكتروني مهم جدا، وقد بدت أهميته أثناء انتشار وباء كورونا، فكانت الطلبة تستخدم التكنولوجيا في تلق المعرفة وعمل الأبحاث، حتى أصبحت فيما بعد التكنولوجيا جزء أصيل في العملية التعليمية.
عندما نتحدث عن العملية التعليمية لا ننسى الحديث عن المعلم لأنه عنصر أساسي في تلك العملية، فكيف عملت الدولة على الارتقاء بمستواه؟
فى السنوات السابقة لم يحصل المعلم على حقوقه وهذا كان أحد الأسباب المهمة فى إخفاق المنظومة التعليمية، وتعالت الأصوات بضرورة تحسين أوضاع المعلمين ليتمكنوا من أداء رسالتهم، لذا تم وضع برنامج زمني لتحسين وضعه الاجتماعي، بدأ بتعيين 30 ألف معلم، وتنظيم دورات تدريبية لتنمية مهاراتهم العلمية وتطوير طرق التدريس.
مع تطبيق نظام التابلت ظهرت أصوات معارضة له، فكيف ترين جدوى تطبيقه وإلى أي مدى يسهم فى تطوير المنظومة؟
نظام التابلت نظام حديث لمواكبة العالمية، لكن الخطأ فقط في البدء في استخدامه قبل تجهيز وتأسيس بنية تحتية سليمة للتكنولوجيا خاصة في كافة المحافظات، لكن وزارة الاتصالات تحاول جاهدة لتتدارك تلك المشاكل.
وكيف يمكن تأهيل الطالب لاستخدام التكنولوجيا؟
يؤهل الطالب أثناء تلق تعليمه على استخدام التكنولوجيا فلدينا حصص كمبيوتر وتكنولوجيا، كما يكلف الطالب بعمل أبحاث باستخدام الانترنت، ومن قبل ذلك كله فإن انتشار الوسائل التكنولوجية وتواجدها فى البيوت مكنت الأطفال من استخدام الانترنت والتعامل مع العديد من الأجهزة الذكية.
وبماذا تنصحين أولياء الأمور لاستقبال العام الدراسي الجديد؟
أنصح أولياء الأمور بإعلاء مصلحة أبنائهم والعمل على تهيئة الأجواء المناسبة التى تمكنهم من المذاكرة، وتشجيعهم على مذاكرة دروسهم أولا بأول، أما عن التعليقات السلبية والهجوم على القائمين على العملية التعليمة وواضعى المناهج بحجة عدم مناسبتها لعقلية الطالب فيجب التسليم أن هؤلاء مجموعة من المختصين فى المناهج والعلوم التربوية ولديهم من المعرفة والخبرة التى تؤهلهم لمعرفة ما يناسب عقلية الطفل ويراعى الفروق الفردية بين الطلاب، مع ضرورة التخلى عن الدروس الخصوصية قدر المستطاع والاعتماد على المنصات والبرامج التى تتيحها وزارة التربية والتعليم.
ساحة النقاش