محمد الشريف
المرأة المصرية دائما هي الداعم والسند للوطن، فهي تلعب الموقف الأكثر تأثيرا في المجتمع وتقديرا لقدراتها وإمكانياتها في تنمية الوطن وإعلاء شأنه فقد حصدت العديد من المكتسبات في السنوات الأخيرة في كافة المجالات، جاءت هذه المكتسبات على كافة الأصعدة لتؤكد على مبدأ المساواة في الحقوق بين المرأة والرجل، وعلى تقديرها ودعمها فى الجمهورية الجديدة، كما نتعرف على هذه المكتسبات تفصيليا فى جولتنا التالية.
البداية من استراتيجية تمكين المرأة التى دشنت عام 2017 لتؤكد على تمكينها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا بل وحمايتها من العنف، وهو نفس العام الذى شهد إعلانه كعام للمرأة، لتتقدم على إثرها مصر في مؤشر التمكين السياسي للمرأة في التقرير العالمي للفجوة بين الجنسين لتشغل المركز 78 عام 2021 مقارنة بالمركز 126 عام 2011، وفي مؤشر تمثيل المرأة بالبرلمان تقدمت مصر أيضا 70 مركز، واحتلت المركز 66 عام 2021 مقارنة بالمركز 136 عام 2020، حيث زاد عدد النائبات عن الـ160 نائبة، وتوج ذلك في سابقة هي الأولى في الحياة النيابية بمصر حيث ترأست النائبة فريدة الشوباشي الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد الأول العادي من الفصل التشريعي لبرلمان 2021 بوصفها أكبر الأعضاء سنا، واعتبر ذلك دلالة على تمكين المرأة، كما تولت النائبة فيبي فوزي جرجس، لأول مرة مقعد وكيل مجلس الشيوخ لتصبح بهذا أول سيدة تتولى هذا المنصب.
خلال السنوات الماضية تقلدت المرأة المصرية عدد من المناصب السياسية المهمة، وهو ما مكنها من تولي المناصب الإدارية العليا والتواجد بكثافة في مراكز اتخاذ القرار، وفى عام 2014 تم تعيين السفيرة فايزة أبو النجا كأول مستشارة لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي، وشهد عام 2017 تعيين أول محافظ امرأة في تاريخ مصر هي المحافظة نادية عبده التي عينت محافظا للبحيرة، ثم تعيين الدكتورة منال عوض ميخائيل محافظا لدمياط، وفي عام 2019، تولت الدكتورة غادة والي منصب وكيل نائب السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة للجريمة ومدير مقر المنظمة الدولية في فيينا بعد توليها بنجاح لمنصب وزيرة التضامن الاجتماعي، وفي عام 2020 أصبحت المستشارة أمل عمار أول مصرية تصل إلى منصب ممثلة مصر بانتخابات عضوية المجلس الاستشاري للاتحاد الأفريقي لمكافحة الفساد.
في مجال القضاء، شهدت المرأة خطوات مهمة لتمكينها من تولي المناصب القضائية القيادية، ففي عام 2018 أصبحت المستشارة حسناء شعبان أول رئيس محكمة في تاريخ مصر، بينما تولت د. فاطمة الرزاز منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية، وكان القرار التاريخى الذى أصدره المجلس الأعلى للهيئات القضائية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعيين المرأة في النيابة العامة ومجلس الدولة اعتبارا من أكتوبر 2021 انتصارا حقيقيا للمرأة فى معركة وصولها للنيابة العامة.
على المستوى الاقتصادى بلغت نسبة تمثيل السيدات فى مجالس إدارة البنوك 12 ٪ خلال عام 2019 مقارنة بنحو 10 ٪ فى 2018، كما طرحت الدولة منحة المشروعات الصغيرة والمتوسطة والتى بلغت نسبة مشاركة المرأة خلالها 50 ٪ ، وتطورت نسبة مشاركة المرأة في مجالس الإدارة عمومًا من 9.7 ٪ عام 2017 لتصل إلى 10.2 ٪.
وجراء الخطوات الملموسة التى اتخذتها الدولة لتحسين الأوضاع الاقتصادية حدث انخفاض فى معدل البطالة بين النساء إلى 21,4 ٪ ، وبلغت نسبة النساء اللاتى تمتلك شركات خاصة 16 ٪، كما زادت نسبة النساء اللائى يملكن حسابات بنكية من 9 ٪ فى عام 2015 إلى 27 ٪ فى عام 2017، واستفادت 51 ٪ من النساء من قروض التمويل متناهية الصغر، بينما استفادت 69 ٪ من النساء من قروض المشروعات الصغيرة.
كذلك وضعت الحكومة قضية تمكين المرأة اقتصاديا على رأس أولويات خطة التنمية لعام 2022- 2023
وعلى نطاق المبادرات المجتمعية والصحية نجد حملة 100 مليون صحة والتى حقّقت نجاحات غير متوقعة، وقدمت خدمات لأكثر من 17 مليون سيدة بدءًا من سن 18 سنة، حيث تضمنت المبادرة حملات توعية لقياس السمنة والسكر والضغط ورعاية الصحة الإنجابية وتوعيتها بمخاطر سرطان الثدي، وفى يوليو عام 2019 انطلقت مبادرة الست المصرية صحة مصر لدعم صحة المرأة المصرية التى تستهدف بالإساس الكشف المبكر عن سرطان الثدى لتشمل التشخيص وصرف العلاج لـ28 مليون سيدة قامت بصرف العلاج بالكامل حتى الوصول للشفاء مع فحص السيدات بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة بالمجان.
واستهدفت المبادرات المتعلقة بالصحة الإنجابية للمرأة فحص 30 مليون امرأة مصرية لمن فوق الـ18 عاما بهدف الكشف المبكر عن أورام الثدي وتقديم خدمات تنظيم الأسرة.
وشملت مبادرات الرعاية الصحية للأطفال حديثى الولادة الكشف المبكر عن ضعف السمع بين المواليد، كما انطلقت مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بين الأطفال فى المدارس، بالإضافة إلى الاهتمام بالتكفل بعلاج مرض «الضمور العضلي» للأطفال حديثي الولادة.
هذا بجانب مبادرة القضاء على قوائم الإنتظار، وكذلك منظومة التأمين الصحى الشامل التى يجرى العمل بها على قدم وساق لتشمل مع الوقت كافة محافظات الجمهورية.
كما تمثل مبادرة «حياة كريمة» أحد الإنجازات المهمة والمتفردة حيث تعد أكبر مبادرة تنموية على مستوى العالم، وقد ارتفعت تكلفة مشروعات المبادرة حيث اتسع نطاق أثرها ليمتد إلى أكثر من 60 فى المائة من سكان الجمهورية، كما اتسع حجم المشروعات التى يتم تنفيذها من خلالها.
بدأ مشوار الألف ميل منذ إطلاق شارة البدء فى المشروع القومى فى مارس 2019 ليعالج الفجوات التنموية فى القرى الأكثر احتياجا، والتى شهدت ضخ ملايين الاستثمارات فى قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحية لصالح المشروعات الخضراء وتحسين البيئة، وفى مقدمتها مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى والري والزراعة والنقل والطاقة، لم يقتصر دور المبادرة على قطاع معين بل امتدت يدها لتصل إلى
قطاع الصحة
ساحة النقاش