ابراهيم شارود
فى الوقت الذى بعثت حشود المصريين فى الميادين رسالة للعالم أجمع رفض مصر وقيادتها وشعبها للقصف الإسرائلى وتضامنهم مع الفلسطينين الذى يدافع الرئيس عبد الفتاح السيسى عن قضيتهم باستماتة، ويحمى بروحه حدود مصر وأمنها القومى، اعتبرت مشهد المصريين رسالة إلى إسرائيل نفسها مفادها أنه ليس أمامها سوى التوقف عن زحفها الجائر ومخططها الخبيث فى الاستيلاء على غزة وتمويع حدود سيناء وسلب سيادتها من مصر، عليها أن تدرك وعى الرئيس وشعب مصر بما يحاك من مخططات وما يسطر من سيناريوهات هدفها الأوحد الاستيلاء على الأرض وفرض السيطرة.
إن مشهد المصريين فى الميادين يعكس ما يؤكده المصريون يوما تلو الآخر وهو التفافهم حول قائدهم، واستعدادهم للزود بأرواحهم ودمائهم عن حدود وطنهم وأمنه القومى، وتنحيتهم أى خلافات داخلية إذا ما دعا داعى الجهاد أو استشعروا للحظة واحدة خطرا يداهم حدود وطنهم ويهدد أمنه واستقراره، وتلك هى طيعة المصريين التى لم ولن يفهما الغرب أجمع، ولله در قوله شاعر النيل حافظ إبراهيم "من له مثل أولياتى ومجدى".
وعى الرئيس وإدراكه لخطورة المخطط الإسرائلى وتهديده لأمن مصر تجلى فى انتهازه الفرصة خلال مؤتمره الصحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس ليعلنها على الملأ وعلى مسمع ومرأي من العالم، أنه يفهم مرامي وأهداف قادة إسرائيل، وأن مصر واعية لذلك تمامًا، وهو محاولة دفع إسرائيل للسكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر..ولكن لماذا؟
لأن مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو محاولة تهجير الفلسطينيين قسريًا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة، وستظل مصر على موقفها الدائم من الحق الفلسطيني المشروع في أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني.. ففكرة نزوح أو تهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر، ومثله أيضًا، فكرة تهجير أهل الضفة إلى الأردن، معناه أن فكرة الدولة الفلسطينية التي نتحدث عنها، ومعنا المجتمع الدولي كله، تصبح غير قابلة للتنفيذ، لأنه أصبحت هناك أرض، وشعب لم يعد موجودًا، وهذا أمر خطير للغاية.
كان الرئيس السيسي واضحًا عندما كشف أوراق إسرائيل على الملأ وأمام المستشار الألماني، وأن نقل المواطنين من القطاع إلى سيناء نقل لفكرة المقاومة والقتال من قطاع غزة إلى سيناء، وبالتالي ستصبح سيناء قاعدة لانطلاق العمليات ضد إسرائيل وفي هذه الحالة، يصبح من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وعن أمنها القومي، وفي إطار رد فعلها ستتعامل مع مصر على أنها المعتدي وتقوم بتوجيه ضربات للأراضي المصرية، فلتنتبهوا يا مصريين، والتفوا حول قائدكم وزودوا عن وطنكم.
ساحة النقاش