حوار: ابتسام أشرف 

يوم تلو الآخر يتعاظم دور مواقع التواصل الاجتماعى ويتزايد تأثيرها فى الشباب وتكوين وجهات نظرهم وتوجهاتهم السياسية والفكرية، وقد فطن أعداء الوطن إلى خطورتها فى تشكيل الوعى أو طمس الحقائق وتغييب الهوية فاتخذوا منها وسيلة لإضعاف الشعوب وإسقاط الحكومات، ومع اضطراب الأوضاع الإقليمية واقتراب الانتخابات الرئاسية يتوجب على الجميع تحرى الدقة فيما ينشر أو يشارك عبر الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى، ويدفعنا لنتساءل ماذا نكتب على "السوشيال ميديا"، وكيف نطوع مشاركاتنا من "كومنت، منشورات" لدعم الوطن فى المرحلة الراهنة؟

"حواء" طرحت هذا السؤال على د. شيماء إسماعيل، خبيرة التنمية البشرية وتطوير الذات فكان هذا الحوار.

ما أهمية مواقع التواصل الاجتماعى فى المرحلة الحالية وإلى أى مدى تشكل خطورة على المصريين ومواقفهم السياسية؟

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعى باتت مقياسا لمعرفة توجه المواطنين، ومعيارا للوقوف على مواقفهم السياسية وتأييدهم أو رفضهم لقرارات حكوماتهم، وذلك من خلال المنشورات التى ينشرونها عبر حساباتهم الشخصية، فضلا عن اتباع الشيطان يجندون تلك الوسائل التكنولوجية الحديثة لتكوين رأى عام معارض لتوجهات الدولة من خلال نشر فيديوهات مفبركة وأخبار كاذبة يشككون من خلالها فى صحة المواقف التى تتخذها الدولة، أو ينسبون تصريحات لشخصيات مسئولة.

وما الدور المنوط بنا نحن المصريون لمواجهة ذلك؟

يجب على أى مستخدم لهذه المواقع تحرى مصداقية الخبر والتدقيق فيه، من خلال التأكد من مصدره، والرجوع إلى الصفحات الرسمية والبيانات الصادرة عن الجهة المعنية بالأمر، وعدم التأثر بكل ما ينشر عبرها.

وكيف يمكن تطويعها لدعم الوطن ومساندته فى المرحلة الحالية بما تشهده من آلام عربية وانتخابات رئاسية منتظرة؟

دعينا نتفق على أن الفترة الحالية وما نعايشه من مأساة عربية نتيجة الحرب على غزة بيئة خصبة لترويج الأخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة، وهذا ما لمسناه فى موقف مصر من فتح معبر رفح، حيث استغلها البعض فى الترويج لتخلى مصر عن الفلسطينيين، لكن سرعان ما أظهرت القيادة السياسية الحقائق والأهداف السياسية التى ترمى لها الأمر الذى أيده المصرين بشكل واضح، لذا يجب تطويع هذه المواقع لنشر الإيجابيات والأخبار الصحيحية من مصادرها، فضلا عن التوعية بأهمية دعم الوطن والمشاركة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة كوسيلة من وسائل الدعم، فضلا عن إطلاق دعوات للاصفاف خلف القيادة السياسية خاصة وأنها تدافع باستماته عن حدودنا وتحاول التصدى لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.

بالحديث عن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية كيف يمكن الحشد لها ونشر التوعية بأهميتها؟

يجب على كل مواطن مصري واع أن يشارك خلال الانتخابات المقبلة باعتبارها رسالة مهمة للعالم أجمع تعكس مدى وعي المصريين وإرادتهم التي تظهر في تلك المشاركة، فاجتماع المصريين وتوافدهم على لجان الانتخابات دليل علي تماسك الشعب ومدى الحرية التي يتمتع بها فى اختيار رئيسه، كما أن ترسيخ قيم المواطنة تأتي من خلال توعية الناخب بدوره ومسئوليته تجاه وطنه وأسرته، ولابد من أن يدرك أهمية وكيفية الاختيار لمن يمثله.

وما الدور المنوط بالشباب فى هذه الانتخابات؟

الشباب هم أمل مصر ومستقبلها، وكل ما يحدث على أرض الوطن لابد من مشاركة الشباب به، وليعلم جيدا أن مشاركته ضرورة حتمية يؤكد من خلالها على دوره فى المجتمع، ويحافظ عبرها على ما حققه من مكتسبات خلال السنوات الماضية في كافة المجالات، وحتى يبرهن على استحقاقه لهذه الإنجازات والمزيد من المكتسبات لابد من مشاركته فى الانتخابات بجانب التوعية والحشد أيضا لها، فالشباب يؤثر ويتأثر بعضه، لذا لابد من استخدام طاقتهم وقدرتهم على الحركة لدعوة أصدقائهم وتعريفهم بمدى أهمية وجودهم لصالحهم وصالح وطنهم، حتى أنه على الشباب الذين لم يصلوا للسن الانتخابي دور مهم أيضا من خلال النزول للشارع وقت الانتخابات أمام  اللجان الانتخابية لمساعدة كبار السن، ويمكن أيضا أن يساعدوا الآخرين لتعريفهم بأماكن تصويتهم وكيفية إيصال صوتهم. 

وماذا عن الأكاذيب التي تبث من خلال السوشيال ميديا وكيف يمكن مواجهتها؟

في البداية على المواطن المصري أن يعلم أننا أمام حروب من الجيلين الرابع والخامس التي تنشر الشائعات ولا تترك فراغا إلكترونيا إلا تملأه، فهي تستهدف عقل المواطن من خلال هز ثقته فى مؤسسات دولته وقيادته السياسية وتهميش قيمة مشاركته خلال الانتخابات كإصدار إشاعات عن موعد الانتخابات أو الترتيب لها أو حسمها قبل انطلاقها، وهنا أنصح المواطنين بعدم استخدام ما يعرف بالمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي لفيديوهات أو منشورات مجهولة المصدر إلا بعد التأكد من صحتها من الجهة الصادرة عنها فلكل معلومة مصدر يؤكدها أن كانت عن التعليم فهناك مكتب إعلامي لوزاراته أو الانتخابات فالهيئة الوطنية للانتخابات هي مصدر المعلومة لكي لا نساعد في نشر أكاذيب تضر بالوطن.

وكيف يمكن الحشد للمشاركة الانتخابية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟

على كل مصري واجب النزول والمشاركة من خلال تصوير فيديوهات صغيرة تكون سلاحنا ضد الشائعات تدعو للحشد، على أن تنقل هذه الصورة للعالم، فاستخدام التقنية الحديثة مهمة للغاية مثال استخدام التيك توك والانستجرام وتويتر والواتساب والتليجرام مع ضرورة رصد ما يتم من إيجابيات على أرض الواقع لرفع الروح المعنوية للشعب المصري، ولا ننسى تأثير التواصل المباشر أي طرق الأبواب من الأهل والجيران، يجب أن نتحدث إليهم ونستمع إلى أفكارهم، ومعرفة أسباب مشاركتهم من عدمها وتوضيح الصورة إن كانت غير مكتملة مع ضرورة تحفيز المشاركين بالفعل والتأكيد على أن دورهم لن يقتصر على المشاركة فقط ولا يمكن أن يقف عند ذلك بل عليهم الحشد، ولابد أن يعلم جميع أبناء الوطن أن صوته أمانة فهو بمثابة رد اعتبار للشهداء فهم من ضحوا من أجل هذا الاستقرار لكي يكون قادرا على الاختيار.

المصدر: ابتسام أشرف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 525 مشاهدة
نشرت فى 9 نوفمبر 2023 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,891,451

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز