حوار: أسماء صقر
تتعدد أسباب المصريين فى دعمهم للرئيس فى الانتخابات الرئاسية لتتباين معها دوافع المرأة المصرية فى اختياره وتجديد الثقة فى سيادته، لكن يظل اهتمامه بالأسر وحل مشكلاتها وتوفير مناخ صحى لتخريج جيل واع خال من المشكلات النفسية أبرز تلك الأسباب وفق ما أوضحته د. هالة يسرى، أستاذ علم الاجتماع ومقرر مناوب لجنة المرأة الريفية بالمجلس القومي للمرأة خلال هذا الحوار.
حصدت المرأة العديد من المكتسبات بفضل دعم الرئيس لها خاصة على المستوى الاجتماعى فما أبرز تلك المكتسبات؟
لا شك أن إيمان القيادة السياسية بقدرة المرأة وإمكانياتها وأهمية دورها الفاعل فى المجتمع العامل الأهم فيما حققته من مكتسبات على الصعيدين السياسى والاقتصادى والتى قد تقتصر على فئات بعينها دون غيرها، حيث تلمسها المرأة العاملة والمهتمات بالعمل العام، لكن ما تستشعره المرأة البسيطة ما تحقق على مستوى الحماية الاجتماعية والمتمثل فى حزمة القوانين والقرارات التى انتصرت للمرأة ووضعت حدا لمعاناتها وحمتها من العنف الأسرى ومثلت رادعا قويا للمتحرشين والمغتصبين وكل من تسول له نفسه بالتعدى على حقوق المرأة وفى مقدمتها الشرعية وأخص المواريث، كما اتسعت مظلة الحماية الاجتماعية لتشمل المطلقات والمعيلات من خلال تقديم معاشات شهرية جاءت تحت مسمى برنامج تكافل وكرامة، فضلا عن قانون النفقة والرؤية الذى حل الكثير من المشكلات لأطراف القضايا الأسرية الأب والأم والأبناء.
وماذا عن المكاسب التى حصدتها المرأة على الصعيد الصحى؟
نال ملف الصحة نصيب الأسد من اهتمامات الرئيس والذى بدأه بمبادرات رئاسية كان من أبرزها 100 مليون صحة وما شملته من حملات هدفت إلى العناية بصحة المواطنين وعلاج الأمراض المزمنة، ورغم استفادة المرأة من هذه الحملات إلا أن الدولة استهدفتها بالعديد من الحملات الصحية مثل صحة المرأة صحة الأسرة، والكشف المبكر على أورام الثدى وغيرها من الحملات، كما استهدفت الدولة الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية من خلال تخصيص حملات للكشف عن أمراض السمنة والنحافة لطلاب المدارس والتقزم وتقديم العلاج بالمجان لتشمل المبادرات الصحية مختلف أفراد الأسرة رجالا ونساء وأطفالا.
وكيف أثرت هذه المبادرات على المواطنين وقرارهم الانتخابى؟
لا شك أن اهتمام الدولة بمواطنيها يعزز لديهم روح الانتماء والمواطنة، لأن الإهمال يخلق إنسانا ناقما على وطنه وحياته، لذا فإن المرأة التى لمست الإنجازات الحقيقة فى مستوى معيشتها والخدمات المقدمة لها من قبل الدولة كانت حريصة على مساندة وطنها وحث غيرها على دعمه ومساندته وهو ما تجلى فى اصطفافها أمام لجان الانتخابات وتجديد ثقتها فى الرئيس الذى مد لها يد العون وأنهى عقودا من الإهمال والتهميش.
وهل عكست نسبة مشاركة المرأة فى صنايق الانتخاب دورها وتواجدها الفعلى فى المجتمع؟
كان للمرأة حضور كثيف طوال أيام الانتخابات الثلاثة من سيدات وفتيات وكبار السن واصطحابهن لأبنائهن وأحفادهن منذ الساعات الأولى لبدء التصويت وحتى الساعات الأخيرة الأمر الذى أظهر وعي المرأة وإدراك أهمية صوتها في رسم مستقبل مصر السياسي من خلال اختيار قائد يحقق طموحاتهم ويحمى أرضهم، وقد كانت المرأة عند حسن ظن الدولة حيث لعبت دورا رئيسا فى إنجاح هذه الانتخابات ليصدق عليها وصف الرئيس "مصدر الأمن والأمان والاستقرار الداخلي ونهضة الأمة المصرية".
من وجهة نظرك ما الأمور التى تطمح المرأة لتحقيقها في الفترة المقبلة؟
أرى أن المساندة المؤسسية من قبل الدولة المصرية للمرأة أصبحت لها ثقل عالي جدا، والمرأة كذلك على المستوى المركزي وصلت إلى ما لم تصل له، لكنني أتطلع إلى مزيد من تمكين المرأة الريفية بعدما أطلقت المؤسسات الدولية عبارة "تأنيث الزراعة" باعتبار أن المرأة مسئولة بدرجة كبيرة عن الزراعة في المناطق الريفية، لذا نحتاج بدرجة كبيرة إلى تمكين المرأة الريفية على مختلف الأصعدة.
وكيف يمكن تحقيق ذلك؟
لن يتحقق تمكين المرأة الريفية إلا من خلال التعليم ودفعها للعمل العام ونشر قيمة العلم والعمل فى تحقيق الوعى المجتمعى باعتبارهما أساس التقدم والنمو لأي دولة.
وما الدور المنوط بالمرأة فى هذه المرحلة؟
أرى أن أهم الأدوار التى يجب على المرأة القيام بها حماية وترسيخ الأخلاقيات السليمة حتى تتوارثها الأجيال، وعلى المتخصصين مساعدة المرأة في تنشئة أبنائها تنشئة اجتماعية سليمة لتنمية وبناء الوطن.
ساحة النقاش