حوار: شيماء أبو النصر

أيام قليلة ونستقبل العام الجديد بقائمة طويلة من الأمانى والأحلام والدعوات التى ندعو الله أن تتحقق فيه، مع رغبة أكيدة فى نسيان أى تجربة سيئة فى الماضى، والتمسك بالطاقة الإيجابية والتفاؤل ووضع قائمة بالأهداف التى سنسعى لتحقيقها مع تدوين كل الإنجازات التى نجح كل منا فى تحقيقها حتى لو كانت بسيطة لكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟

د. إيمان الريس، استشارى نفسى وأسرى وتربوى ومدربة المهارات الذاتية تقدم فى هذا الحوار بعض النصائح التى يمكن استقبال العام الجديد بها لنتخلص من أى طاقة سلبية ونعزز طاقتنا الإيجابية.

فى البداية كيف نستعد لاستقبال العام الجديد؟

من الضرورى أن يضع كل منا تصورا مبدئيا بمجموعة من الأهداف التى سيسعى لتحقيقها فى العام الجديد، وأن نراعى التخطيط بحكمة وموضوعية، وكذلك محاولة نسيان التجارب السيئة السابقة والتمسك بالإيجابية والتخلى عن مشاعر الإحباط والتفاؤل بأيامنا القادمة مع حسن التوكل على الله وأن نقول لأنفسنا دائما إن السعادة فى أيدينا عندما نجتهد ونعمل لتحقيق أهدافنا مع الرضا دائما.

ما أهمية تدوين الإنجازات التى حققها كل منا فى نهاية العام حتى لو كانت بسيطة؟

يجب أن نقسم كل النجاحات أو الإنجازات حتى لو كانت بسيطة لعدة أوجه اجتماعية ونفسية ومادية وعملية، ويجب أن نبدأ بتدوين أكثر الأشياء المحببة للنفس، فمثلا هناك من يفرح بنجاح على مستوى العمل أو الماديات، أو تحسن فى ظروفه الاجتماعية تبعا لإمكانيات كل فرد، مع أهمية وضع صلة الرحم فى سلسلة النجاحات فى حياتنا فهى من العوامل التى تدعم الصحة النفسية للإنسان بشكل كبير ويشعر معها بالرضا وتحقق البركة فى الحياة، وربط ما تحقق بما يريد استكماله فى العام الجديد، فمن المهم أن نفخر بأى خطوة إيجابية فى حياتنا المهنية والعملية وأيضا ربطها بخطوة ثانية مستقبلية أرغب فى الوصول إليها، مع الاهتمام بتطوير الذات، وكيفية تطوير مهاراتنا لمواكبة سوق العمل، خاصة وأن هناك الكثير من المبادرات الجيدة التى تقوم بها الدولة فى العديد من المجالات.

كيف نشكر أصحاب المواقف الإيجابية فى حياتنا وكيف ننسى الإساءة وما أهمية ذلك فى الاستعداد لعام جديد؟

مهم جدا ونحن نستعد لبداية عام جديد أن نشكر كل من كان له معنا موقف إيجابي أو دعم أو مساندة، وتبدأ بأن نحمد الله دائما على ما نحن فيه من نعم، فالحمد على النعمة يديمها ويمنحها البركة، وأيضا نتوجه بالشكر لكل من قدم لنا دعما ومساندة أو حتى كلمة طيبة حتى تدوم العلاقات الطيبة بين الناس وتزيد الألفة بينهم، ومن الأشياء الجميلة هو تبادل الهديا البسيطة بين الأصدقاء والأهل، كما أن كلمة "شكرا" تعنى ببساطة تبادل التقدير والعرفان وتشجع الناس على المزيد من العطاء فى العام الجديد، أما نسيان الإساءة والصفح الجميل عمن أساء إلينا فهى من أهم أسباب السلام النفسى واستقبال العام الجديد دون ضغينة لأحد والنسيان أحيانا يكون صعبا ولكنه يسبب حالة إيجابية كبيرة عند الإنسان المتسامح، فتذكر الإساءات وأحيانا تضخيمها بداخلنا يسبب الشعور بطاقة سلبية تؤثر على الشخص نفسه لذلك فالتسامح والنسيان أحيانا كثيرة يكون دواء للنفوس.

كيف نحدد أهدافنا فى العام الجديد وكيفية المحافظة على اعتدالها وقابليتها للتحقق؟

من المهم فعلا تحديد أهدافنا وما نسعى لتحقيقه فى العام الجديد مع الإيمان والاستعانة بالله، وكتابة الأهداف مع مراعاة القدرة على تحقيقها، ومراعاة الإمكانيات المتاحة، مع إعطاء الوقت المناسب، وأن تتسم هذه الأهداف بالمرونة فليس من الضرورى إنجازها جميعا ولكن إنجاز البعض يكون كافيا فى كثير من الأحيان، وذلك لتطوير الذات وأهمية تدوين ذلك وتطوير روتين حياتنا مع التقرب لله وصلة الرحم، مع الاهتمام بدائرة الصداقة من حولنا، فالصديق يكون له دور كبير فى دفع الإنسان لتطوير ذاته وتحقيق أهدافه الممكنة أو بالعكس يمكن أن يكون سببا للإحباط وعدم القدرة على الإنجاز، ومن المهم أن نحيط أنفسنا بالناس الناجحين والمجتهدين محبى الحياة فوجودهم يعطى دفعة قوية وطاقة إيجابية هائلة.

كثير من الأحداث والصراعات التى تملأ العالم من حولنا ونحن نودع عاما ونستقبل عاما جديدا تشعرنا بالإحباط وأحيانا نشعر بالخجل من الإحتفال فكيف ننجو من هذا الإحساس؟

أولا يجب أن نشكر الله على نعمة الأمن والاستقرار التى نعيش فيها، مع تكثيف الدعاء فهو سلاح المؤمن وهو سلاح قوى وفعال والمحافظة على دور كل منا فى الاستمرار فى نشر الوعى وعدم نشر الأخبار الكاذبة والشائعات والحفاظ على الوطن ونحن نستقبل العام الجديد فى ظل دولة قوية نعيش فيها بسلام وهى من أكبر النعم التى يجب أن نحمد الله عليها فى كل وقت.

وما الكلمة التى توجهينها لحواء فى بداية العام الجديد؟

أقول لكل حواء روحك ونواياكى الطيبة ونفسيتك الحلوة وعطاءك المستمر لمن حولك وعلاقتك الطيبة بربك تملأ حياتك بالتفاؤل والأمل والسعادة والطاقة إيجابية وهى أفضل معين ليس فقط فى العام الجديد ولكن فى حياتك كلها.

المصدر: حوار: شيماء أبو النصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 435 مشاهدة
نشرت فى 4 يناير 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,806,058

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز