بقلم د. صبورة السيد
أتساءل كثيرا عندما أصادف طالبا متميزا أو خريجا جامعيا ناجحا عن الأساليب التربوية التى اتبعها آباء مثل هؤلاء الأبناء، لكن المفاجأة الأكبر عندما أكتشف أن أسر هؤلاء الطلاب لم يحصلوا على حظ وافر من التعليم بل إن الكثيرين منهم لا يجيدون القراءة والكتابة وهو ما يسلمنى إلى نتيجة حتمية أنهم لا يعرفون القليل عن طرق التربية الحديثة، وهو ما دفعنى إلى البحث عن بعض السمات المشتركة بين أسر الأبناء الناجحين، واعتبرت أن مقاييس النجاح قدرة الأطفال على النجاح فى الدراسة والالتزام بالقواعد والقوانين المنظمة للمجتمع وتحقيق الذات فى مستقبلهم، فخلصت إلى عدة نتائج أهمها:
البداية كانت مع القدوة والمثل الأعلى حيث إن الأطفال مرآة لنا ولسلوكياتنا لذا على الوالدين أن يصبحا قدوة للطفل في كل تصرفاته، لأنه عادة ما يقلدهما والأم على وجه الخصوص، كما أن إعطاء الطفل مهام منزلية مثل غسل الأطباق أو الملابس أو ترتيب حجراتهم وغيرها تخلق إحساسا بالملكية والمشاركة واحتراما لقيمة العمل، وتجعل الطفل فيما بعد يجيد العمل ضمن فريق ويكون أكثر التزاما فى وظيفته لأنه يقدر أن كل عناصر العمل مهمة حتى لو بدا مملا أو سخيفا، كما أن تعليم الأبناء المهارات الاجتماعية وتشجيعهم على حل مشكلاتهم مع أقرانهم بأنفسهم والتعبير عن مشاعرهم بشكل بسيط وواضح يجعلهم أكثر قدرة على إنهاء دراستهم الجامعية والترقى فى وظائفهم فيما بعد.
الأحلام ليست بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، حكمة غالية تأخذ بها القليل من الأسر بينما ترضخ الكثير إلى الظروف الاقتصادية، لذا ارفعى سقف توقعات أبنائك فهذا من شأنه دفعهم لتحقيق نجاحا أكبر من أولئك الذين رضخوا لظروف اقتصادية أو اجتماعية أوجدت لديهم الأعذار للتراخى فى أداء أى مهمة مطلوبة منهم.
وأخيرا فإن التغذية الصحية للأطفال من اختيار نوعية الأكل وتثبيت مواعيد ومكان تناول الوجبات وإرساء آداب مائدة سليمة من شأنها تنشئة أطفال يحترمون النظام ويحافظون على صحتهم ويتقبلون أنفسهم بشكل أفضل، فعلاقة الإنسان بالطعام تترسخ منذ أول لقاء به وتعلم مهارة الاستماع إلى احتياجات الجسد التى تحمى الإنسان فيما بعد من السمنة وسوء التغذية والأمراض النفسية المتعلقة برؤيته لجسده
ساحة النقاش