أماني ربيع
مع بداية امتحانات نصف العام تصبح الكثير من الأسر في حالة استنفار من أجل المذاكرة وتحصيل الدروس، حيث لا يقع عبء الامتحانات على التلاميذ وحدهم، فالأم تحمل الشق الأكبر من المسئولية لأنها تريد أن يحصل أبناؤها على أعلى الدرجات.
"حواء" تتحدث مع الخبراء عن كيفية تنظيم أوقات المذاكرة، وتجنب قلق الامتحانات، والمحافظة على سلامة الصحة النفسية والجسدية للتلاميذ، وكيف تساعد الأمهات أبناءها في تجاوز هذه الفترة بسلام.
فى البداية ترى عزة عبدالسلام، الخبيرة التربوية أن كلمة السر للنجاح في أي مجال وليس الامتحانات فقط تنظيم الوقت، وتقول: على الأمهات أن تعلم أبناءها منذ سن صغيرة كيفية تنظيم الوقت، وحتى قبل حلول فترة الامتحانات، يجب أن يتعلم الأبناء أن هناك أوقاتا للعب وأخرى للمذاكرة، كما يجب وضع خطة للمذاكرة يتم فيها تحديد أجزاء المنهج التي يجب مذاكرتها أولا، ويفضل البدء بالمواد السهلة حتى يشعر الطالب بإيجابية وطاقة لاستكمال المذاكرة، ويفضل عدم إرهاق الطفل بالدروس الخصوصية مع المذاكرة حتى لا تنضب طاقته، وأن يتم تنظيم الوقت بين الدروس والمذاكرة في المنزل، لكي ينال التلميذ الوقت الكافي للراحة.
وتتابع: يفضل قبل الامتحانات ألا تنقل الأم قلقها إلى الأبناء حتى تصبح الامتحانات بالنسبة لهم أمرا عاديا وليس "بعبعا" مخيفا، وتعويدهم على الامتحانات بحل الكثير من التمارين في كتب المدرسة وكذا الخارجية حتى تقف على مستواهم وفي نفس الوقت تشعرهم بالثقة وعدم الخوف، كما يجب أيضا مراجعة ما تم تحصيله من دروس بصورة دورية للتأكد من استيعاب الطفل لما ذاكره، وبجانب التركيز على الحفظ والمذاكرة النظرية، يجب حل مسائل وتمارين كثيرة للتأكد من الفهم والاستيعاب بشكل عملي، ويفضل عند المذاكرة الابتعاد عن أي إزعاج أو إلهاء، واختيار مكان هادئ وخلق أجواء إيجابية في المنزل ليتمكن الطالب من المذاكرة بشكل أفضل.
الصحة النفسية مهمة
تشدد أمنية عزمي، استشارية الصحة النفسية على أهمية طمأنة الطفل والحفاظ على صحته النفسية وقت الامتحانات، وتقول: يجب عدم إرهاقه بحفظ الكثير من الدروس في وقت قليل أو تخويفه من الامتحانات، كما أن كثير من الأمهات تقع في فخ مقارنة أطفالها بزملائهم أو أقاربهم ما يحول فترة الامتحانات إلى كابوس بالنسبة للتلاميذ وهو أمر خاطئ ويأتي بنتيجة عكسية.
وتشير عزمي إلى أهمية حصول الطفل على وقت للراحة من المذاكرة، لكي يتمكن عقله من استيعاب المعلومات التي ذاكرها، حيث يعتقد البعض خطأ أن كثرة ساعات المذاكرة سيجعل تحصيل الطالب أفضل وهذا غير حقيقي، فهذا يعرضه أكثر لنسيان ما ذاكره.
وتضيف استشارية الصحة النفسية: يفضل عند المذاكرة القراءة بصوت مسموع أو الكتابة على الورق فهذا يؤدي إلى تثبيت المعلومات في العقل بصورة أفضل، لأن استغلال حواس مختلفة خلال المذاكرة يحفز العقل على استيعاب المعلومة أسرع.
التغذية تحافظ على التركيز
أما عن الأغذية التى تعزز من تركيز الطلاب فتؤكد د. هبة رضا، استشارية التغذية على أهمية تخفيف الضغوط على الطفل في وقت الامتحانات حتى لا تتأثر شهيته للطعام بحجة أنه لا يوجد وقت لتناوله، والاهتمام بتغذية الطفل بصورة سليمة، لأن عدم تناول الطعام لفترة طويلة قد يتسبب في هبوط مستوى السكر في الدم ما يؤدي إلى الإحساس بالإرهاق وفقدان التركيز.
وتنصح د. رضا بعدم تناول أطعمة دسمة لأنها تؤدي للشعور بالخمول والكسل، ويفضل تناول أطعمة خفيفة يمكن تناولها أثناء المذاكرة مثل الزبادي مع الفاكهة والعصائر الطازجة الغنية بفيتامين سي مثل الجوافة والفراولة والبرتقال، كذلك الخضراوات الورقية والبروتينات تعزز الطاقة وتحفز الذاكرة مثل البيض والأسماك، وشرب الكثير من الماء والسوائل لتجنب الصداع.
وتحذر خبيرة التغذية من تناول الحلوى والشيكولاتة خلال ساعات المذاكرة لأنها تؤدي للشعور الفوري بالطاقة التي تنخفض بصورة سريعة ما يتسبب فى الشعور بالإرهاق وفقدان التركيز، وتنصح باستبدالها بالمكسرات والفواكه الطازجة مثل التوت والموز أو قطعة صغيرة من الشيكولاتة الداكنة، مع تجنب شرب الشاي والقهوة ومشتقاتها لأنها تؤثر على التركيز ومن الخطأ تعويد التلاميذ عليها في سن صغيرة، وضرورة الحصول على كمية كافية من النوم من 6 : 8 ساعات خلال فترة الامتحانات لتجديد النشاط والطاقة، ومنح العقل الراحة الكافية ليتمكن من حفظ المعلومات لفترة طويلة وتجنب النسيان.
ساحة النقاش