بقلم: باسم شارود
تعكس مشاهد التلاحم والتهنئة التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى حرص المصريين على مشاركة أشقائهم في الوطن والاحتفال بهم ومعهم، فالكل ينشر ويكتب ويهنئ فى سيمفونية من الوحدة الوطنية الخالصة، وأعتقد -كما قلت فى مقالتى السابقة- أن هذه المشاهد لن تجدها إلا في مصر، وحتى لا نكرر حديثنا؛ أقول إنه على مدار السنوات الأخيرة اتخذ قداس عيد الميلاد طعما وشكلا خاصا، فمنذ عام 2015 اعتاد الرئيس عبدالفتاح السيسى حضور قداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية بالعباسية، ثم فى كاتدرائية السيد المسيح فى العاصمة الإدارية ـأكبر كنيسة فى الشرق الأوسط- والتى تم تدشينها ضمن إعادة بناء مفهوم المواطنة الشامل وإرساء قيم التعايش.
إن زيارة الرئيس لكاتدرائية السيد المسيح تعكس مظاهر الوحدة الوطنية في بلدنا الحبيب، فضلا عن رسائل سيادته التى دائما ما تعزز هذه الوحدة الوطنية وتعمل على ترسيخها، خاصة وأنه أول رئيس للجمهورية يحرص على تهنئة الإخوة الأقباط ومشاركتهم احتفالات عيد الميلاد من داخل الكاتدرائية لتصبح هذه التهنئة من أهم الطقوس التي ينتظرها ملايين المصريين.
"فى مصر فقط" تعبير نقرأه كثيرا يعبر عن مشاهد فى حياة المصريين، كأن ترى رجل أمن مسلما يصلى داخل كنيسة، وأمام تمثال العذراء، ومسيحيًا يحضر خطبة الجمعة، أو تسمع قرآنا يتلى فى عزاء مسيحى، أو ترى مسلمين داخل كنيسة، مشاهد طبيعية للغاية وتعكس جزءا من التعامل اليومى للمواطنين، حيث اعتاد المصريون أن يتواجدوا معا فى مناسبات تأخذ شكلا مصريا، وتتعانق صور فتيات محجبات يلتقطن صورا لفعاليات القداس، ويحتفلن مع إخوتهن.
إن مشهد المصريين داخل الكاتدرائية يعبر عن المصريين بتنوعاتهم وتعددهم، ويتماشى مع العقائد وطريقة العبادة من دون السعى لإصدار أحكام بالإيمان من عدمه انطلاقا من واقع يسوده التسامح، وينتصر فيه التنوع، واقع يتشاركون فيه إحياء الموالد، وسواء الحسين والسيدة، أو العذراء.
ساحة النقاش