حواء: أسماء صقر

من المعانى المهمة التى يجب على الوالدين غرسها فى نفوس أبنائهم منذ صغرهم حب الوطن وتعزيز روح المواطنة، فضلا عن تقديم الدعم والمساندة له فى مختلف الأزمات التى يشهدها البلد، وهو ما يجعلنا نتساءل كيف تربى الأم أبناءها على حب الوطن، وما الوسائل التى يمكنها من خلالها غرس الانتماء والمواطنة فى نفوسهم لمواجهة التحديات التى تحاك بوطننا من الداخل والخارج؟

"حواء" التقت بعض الأمهات للتعرف على تجاربهن فى تربية الأبناء على قيم المواطنة والانتماء.

في البداية تحدثنا مع سارة شاهين، موظفة قائلة: أربى ابنى منذ الصغر على حب الوطن والانتماء له من خلال الذهاب معه للاحتفال بالمناسبات الوطنية كحرب أكتوبر وعيد تحرير سيناء، كما أشترى علم مصر وأذهب به لزيارة المتاحف العسكرية ومتحف الشرطة، بجانب الحديث معه عن أهمية الوطن في حياتنا ودورنا تجاهه في المحافظة عليه والدفاع عنه خاصة في ظل الأحداث السياسية التي نشهدها من صراعات في المنطقة العربية.

وتقول رجاء عبدالكريم، ربة منزل: لدي بنت عمرها 9سنوات وابن 8 سنوات أغرس روح الانتماء بداخلهما من خلال المعرفة والقراءة عن تاريخ الحضارة المصرية والحروب التي خاضتها مصر حتى حربنا ضد الإرهاب في عهد الرئيس السيسي وذلك من خلال تصفح الانترنت ومشاهدة اليوتيوب، فهناك محتويات تاريخية تفيد الأبناء في تنمية روح الوطنية بداخلهم، كما أتابع ما يشاهده أبنائي على الانترنت ومن خلال هذه الطريقة ينشأ بداخلهم الولاء للوطن والرغبة في تنميته.

ويقول مصطفي حمدي، موظف: عندما أخرج لمشاهدة مباريات كرة القدم التي يلعب فيها منتخب مصر أصطحب  معي ابني الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ونشجع بأعلى صوت ونقول "مصر" ما يجعله يشعر بالانتماء وينمو بداخله الانتماء لوطنه، وأيضا أجعله يذهب في رحلات مدرسية لزيارة بانوراما حرب أكتوبر.

ويتحدث مدحت إبراهيم، موظف بشكل مستمر أمام ابنه عن البطولات التي قدمها شهداء الجيش والشرطة للحفاظ على  أرض الوطن وحمايته من الأعداء ما يجعل منهم قدوة له فى حياته.

شراء الأعلام وترديد الأناشيد الوطنية 

يقول د. علي محمود شعيب، أستاذ علم نفس الطفل ورئيس قسم الصحة النفسية بجامعة المنوفية: حب الوطن هو القيمة الإيجابية التي يجب على الأسرة غرسها في نفوس الأبناء منذ الصغر وإدراكهم لعادات وتقاليد المجتمع الذي ينتمون إليه، ولابد من تدريب الأبناء على تحمل المسئولية وإعطائهم الحرية للتعبير عن آرائهم فى الأحداث الجارية، واصطحابهم إلى الأماكن التي تبرز فيها الروح الوطنية كالندوات والمؤتمرات مع شراء الأعلام المصرية وترديد الأناشيد والأغاني الوطنية لتنمية الحس الوطني بداخلهم.

ويتابع: يعد تدريب الأبناء على تحمل المسئولية منذ الصغر بوابة لغرس الانتماء بداخلهم، وهذا دور الوالدين من خلال تحميلهم المسئولية تجاه نجاحهم الدراسي وقدرتهم على الابتكار لخدمة وطنهم والنهوض به.

ويتفق معه فى الرأي د. سعيد ناصف، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس مؤكدا على ضرورة تربية الأبناء علة أن الوطن للإنسان هو العزة والكرامة والمجد والحضارة والأمن والاستقرار، موضحا أن الوطنية هي التعبير عن الشعور بالحب تجاه الوطن والوفاء له من خلال المشاعر الوجدانية، أما المواطنة فهي سلوك وتصرفات الفرد تجاه وطنه.

ويقول: بناء الوطن يتطلب تنشئة جيل قادر على تحمل المسئولية لذلك يجب على الوالدين تربية أبنائهم على تحمل المسئولية من خلال تعويدهم على مساعدة الآخرين من خلال المشاركة في الأعمال الخيرية وذلك لتعزيز السلوك الإيجابي بداخلهم والشعور بالمسئولية، ولابد من توجيه الأبناء لوضع أهداف في حياتهم لتحقيقها، وأيضا ممارسة الرياضة من الأمور التي تساعد علي تعليم الأبناء  تحمل المسئولية خاصة الرياضات الجماعية لأنها تساعد على بث روح التعاون الجماعي، فالمشاركة والتعاون من أهم سمات الشخصية المسئولة.

القصص التاريخية والوطنية

تؤكد د. حنان محمد فوزي، أستاذ تربية الطفل ووكيل كلية التربية للبحوث والدراسات العليا بكلية التربية للطفولة جامعة المنوفية على أهمية دور الأنشطة المدرسية فى تعزيز الانتماء وحب الوطن بنفوس الأطفال، وترى أن المحاكاة وسرد القصص التاريخية والوطنية تنمى الانتماء بداخلهم.  

وتقول: على الأسرة دور كبير في غرس روح الانتماء فى الأبناء منذ الطفولة وذلك من خلال توعيتهم بالإنجازات التي تحققها الدولة والمشروعات القومية، وما تنفذه من مبادرات فى مختلف المجالات والتى تهدف فى المقام الأول إلى توفير حياة كريمة لهم وأسرهم، وتقديم الخدمات التعليمة والصحية والاجتماعية.