بقلم د. حنان سليمان
مازال البعض يرى أن كثرة الإنجاب عزوة وسندا ومجلبة للرزق رغم أن الواقع المعاش أثبت عكس ذلك، حيث تعد مسئولية مضاعفة على الأسرة بالكامل لما تسببه من أعباء وضغوط ومتطلبات متزايدة ما يؤدي إلى انتشار عادات سلبية تؤثر على الأسرة بشكل خاص والمجتمع بشكل عام كالبطالة والزواج المبكر والتسرب من التعليم.
مخطئ من يقول بأن "العيال عزوة" أو كثرتهم ضمان وتقوية للعلاقة الزوجية، فإلى جانب الدعاوى القضائية التي تعج بها أروقة المحاكم نتيجة الخلافات الأسرية التى تسببها "كثرة العيال" فقد أثبتت بعض الدراسات أن هناك الكثير من المخاطر التي تتعرض لها المرأة منها الوفاة والشيخوخة خاصة مع الحمل والولادة المتكررة، كما أن إنجاب 3 أو 4 أطفال يعني معاناة الأم أمراض خطيرة، فضلا عن أن كثرة الإنجاب لا يؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية للمرأة فقط لكن له الكثير من الأضرار النفسية أيضا، كما أنه من الأمور التي تؤثر على العلاقة الزوجية فيما بعد نظرًا لعدم اهتمام المرأة بنفسها لأنها لا تمتلك الوقت لذلك، وبالتفكير وجدت أن من مخاطر كثرة الإنجاب: إنهاك جسد الأم وفقدانه للعديد من العناصر الغذائية المهمة وعدم القدرة على تعويضها بسبب تتابع الحمل والولادة ما يسبب نقص الكالسيوم والحديد في جسمها ويؤدي إلى إصابتها بفقر الدم، فضلا عن عدم قدرتها على العناية بصحتها ورشاقتها ومظهرها ما ينعكس سلبا على حالتها النفسية، بالإضافة إلى عدم القدرة على إعطاء الأبناء العناية والرعاية الكاملة والانشغال عن الكبار بمن هم أصغر.
وعلى مستوى العلاقة الزوجية تحدث كثرة الإنجاب فجوة في العلاقة بسبب عدم قدرة الزوج والزوجة على إيجاد الوقت الكافي لهما، أما فيما يخص صحة المرأة فتزداد فرصة إصابتها بأمراض الحمل والولادة مثل النزيف والولادة المبكرة وزيادة تعرضها للإجهاض وسكري الحمل والزلال، وتوسع المهبل والإصابة بأمراض هبوط الرحم والتهابات عنقه، ناهيك عن تعرض الأم للأنيميا وتساقط الشعر وشحوب الجلد، وهشاشة الأظافر، وزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة ومرض السكري وآلام الظهر وترهل عضلات البطن.
لذا أهمس بأذن كل سيدة إياك وكثرة الإنجاب، حافظى على صحتك، واهتمى بنفسك جيدا وتعليم أبنائك ورعايتهم فهما السبيل إلى توطيد علاقتك الزوجية ونماء الحب بينك وزوجك.
ساحة النقاش