هدى إسماعيل

شهرُ رَمَضَانَ له مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين؛ ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وذلك كان في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في أوقات متفرقة في فترة نزول الوحي، ويرتبط لدى المسلمين بالعديد من الشعائر الدينية والعادات والتقاليد بجانب ما شهده من أحداث غيرت ملامح التاريخ الإسلامي القديم والحديث، والسطور التالية ترصد أهم الأحداث: 

- أول رمضان صامه المسلمون: كان يوم الأحد 1 رمضان من السنة الثانية للهجرة، الموافق لـ 26 فبراير 624م، هو أول رمضان صامه المسلمون 

- نزول صحف إبراهيم عليه السلام: نزلت صحف إبراهيم في أول ليلة من شهر رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم «أُنزلت صحفُ إبراهيم في أولِ ليلةٍ من رمضان وأُنزلت التوراةُ لست مضين من رمضان والإنجيل لثلاث عَشْرةَ ليلةٍ من رمضان وأُنزلَ القرآنُ لأربع وعشرينَ خلت من رمضان».

-  فتح مكة: في 20 رمضان عام 8 هجرية، قاد النبي صلى الله عليه وسلم 10 آلاف مقاتل لفتح مكة بعد أن نكثت قريش العهد ولم يتعهد حلفاؤها بشروطها، ودخل مكة بعد أن استسلم أهلها وعلى رأسهم سيد مكة أبو سفيان بن حرب، وكان فتح مكة هو بداية سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية بأكملها إذ أثر تعامل الرسول مع أهالي مكة من الصفح والعفو الجميل تأثيرا كبيرا أدى إلى انتشار الإسلام بين العرب.

-  دخول الإسلام مصر: في الأول من رمضان عام 20هـ الموافق 13 من أغسطس 641م، وفي عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل الفتح الإسلامي مصر على يد القائد عمرو بن العاص رضي الله عنه وأصبحت مصر بلدًا إسلامية، حيث حاصر الجيش الإسلامى على نحو 7 أشهر حصن بابليون إيذاناً بفتح مصر.

- وفاة السيدة خديجة رضي الله عنها: في أول شهر رمضان ومن عام الحزن توفيت السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، زوجة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكانت من أعرق بيوت قريش.

- حريق المسجد النبوي الشريف: في عام 654هـ وكان يوم جمعة، احترق المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنّورة، عندما قام الخادم المُكلّف بإيقاد القناديل بإخراج ما يحتاجه من المخزن، ونسي ما في المخزن مشتعلًا، وامتدت النيران إلى المسجد وأحرقت سقفه، وقد عجز أهلُ المدينة عن إطفائها وأحدثت خرابًا كبيرًا بالمسجد، وقام عدد من خلفاء المسلمين وسلاطينهم بعمارته حيث بدأ به العمل عام 755 للهجرة، واكتملت عمارة المسجد في أواخر القرن التاسع الهجري. 

- فتح الأندلس: كان ذلك عام 92 هجرياً فى عهد الخليفة الأموى الوليد بن عبد الملك بن مروان وعلى يد أحد قادة الإسلام ورموزه موسى بن النصير وطارق بن زياد.

- وفاة الإمام القدوة: في اليوم الأول لشهر رمضان سنة 73 من الهجرة توفى عبد الله بن عمر بن الخطاب وكان عمره 85 عاماً، أحد أهم رموز التاريخ الإسلامي وأشهر أبناء الصحابة الكبار والذى وصفه الحافظ الذهبي بالإمام القدوة، وهو أحد الستة الذين كانوا أكثر الصحابة رواية، وأحد العبادلة الأربعة، وثانيهم ابن عباس، وثالثهم عبدالله بن عمرو بن العاص، ورابعهم عبدالله بن الزبير. 

- وفاة الفيلسوف ابن سينا: في الأول من رمضان عام 428هـ توفى الفيلسوف ابن سينا، هو الحسين بن عبد الله شرف الملك، ولد عام 980 للميلاد، وكان أعظم علماء عصره في الطب والعلوم وأعظم الفلاسفة في العصور الوسطى، مؤلفاته تدرّس في الجامعات الأوروبية، كان اسم جده سينا ولذلك اشتهر باسم ابن سينا. 

- مولد العلامة ابن خلدون: هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي، المعروف أكثر باسم ابن خلدون «ولد في يوم الأربعاء 1 رمضان 732 هـ الموافق 27 مايو 1332 »، كان فلكياً، اقتصادياً، مؤرخا، فقيها، حافظا، عالم رياضيات، إستراتيجيا عسكريا، فيلسوفا، ملما بالطب، ورجل دولة، ويعتبر مؤسس علم الاجتماع.

- غزوة بدر الكبرى: من أشهر المعارك والفتوح التي وقعت في رمضان عبر السنين، غزوة بدر الكبرى يوم تلاقت سيوف الجيش النبوي والجيش القرشي صبيحة 17 رمضان من السنة الثانية الهجرية، لم يكن بينهما أي تكافؤ، فالجيش الغازي يقترب من ألف مقاتل، وكان الجيش النبوي في حدود 314 مقاتلا، وكان عدتهم مما سوى الإيمان متواضعة، أفراس محدودة، وسيوف معدودة، وعزائم لا سقف لرفعتها.

- معركة بلاط الشهداء: بينما فتح المسلمون نصف فرنسا الجنوبي كله، وكانوا على بعد كيلومترات قليلة من باريس، وفي رمضان 114 هجرية، التقى جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي ضد جيوش أوروبا بقيادة شارل مارتل في معركة بلاط الشهداء أو كما تسمى في الغرب بمعركة بواتيه، ودارت مناوشات عديدة بين الجيشين كان الانتصار حليفا للمسلمين فيها، إلا أن المعركة لم ترجح أي كفة، بل استشهد قائد المسلمين عبد الرحمن الغافقي، فاضطر المسلمون للانسحاب من الميدان، وكانت هذه آخر محاولتهم لفتح فرنسا. 

«وا معتصماه» صرخة دكت حصون «عمورية»: بعد أن دخل ملك الروم حصن "زبطرة" وقتل خيرة أهلها واسترق الباقي، وأخذ في الأسر ألف امرأة من المسلمات صرخت امرأة من المسلمات الهاشميات مستغيثة لما أخذت في الأسر "وا معتصماه".

فلما بلغ المعتصم ذلك استعظمه وكبر لديه حيث بلغه أن امرأة هاشمية صاحت، وهي أسيرة في أيدي الروم: وا معتصماه! فأجابها وهو جالس على سريره: لبيك لبيك! ونهض من ساعته، وصاح في قصره: النفير النفير، ثم ركب دابته وجمع العساكر، فجلس في دار العامة، وأحضر قاضي بغداد وهو عبد الرحمن بن إسحاق، وشعبة بن سهل، ومعهما 328 رجلاً من أهل العدالة، فأشهدهم على ما وقف من الضياع، فجعل ثلثًا لولده، وثلثًا لله تعالى، وثلثًا لمواليه".

وأخذ المسلمون من عمورية أموالا لا تحد ولا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعا إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة، وكانت إقامته على عمورية خمسة وعشرين يوما.

-  معركة عين جالوت: جاء المغول كالجراد المنتشر على حد تعبير الشيخ أبي الحسن علي الندوي من الشرق ليهدم في طريقه كل الحضارات والدول، فاحتلوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين، ودمروا مكتبات بغداد حتى وصلوا إلى ديار الشام، لكن الله قيض لهم جيش مصر بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز وقائده الباسل ركن الدين بيبرس حتى خيبوا ظنون المغول في معركة جالوت في 25 رمضان سنة 658 هجرية، وكان هذا الانتصار بداية فرار المغول من العالم الإسلامي.

- عبور بارليف الرمضاني: نصر بين ركام الهزائم العربية كان تدمير الجيش المصري خط بارليف في حرب أكتوبر عام 1973 انعطافة عنيفة في علاقة العرب بالاحتلال الإسرائيلي، حيث هزم الجيش المصري الاحتلال، وأعادوا تحرير جزء من الأرض المصري

المصدر: هدى اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 354 مشاهدة
نشرت فى 15 مارس 2024 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,819,657

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز