إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا هند كانت تتحدث مع جدتها عن زميلة لها تمر بحالة من الحزن الشديد لأنها تعرضت لتجربة صعبة، وللأسف رغم مرور فترة زمنية ليست بالقصيرة لكنها لم تستطع تجاوز الأمر والعودة لحياتها بشكل طبيعي.
علقت الجدة بهدوء بأن أي مشاعر سلبية تسيطر على الإنسان سواء كانت حزنا أو غضبا أو قلقا وغيرها من الأحاسيس غير الإيجابية والتي في الغالب تكون نتيجة عوامل خارجية لا يستطيع الفرد السيطرة عليها، لكن عليه ألا يجعل نفسه أسيرا لها، وأن يحاول خلال فترة قصيرة التعافي منها، وحتى إن لم يستطع في أول مرة عليه أن يستمر في المحاولة وإلا سيدخل في دائرة جهنمية من المشاعر السلبية، ولن يتمكن من الخروج منها.
فمن الطبيعي أن نحزن أو نغضب لكن ليس من الطبيعي أن يسيطر الحزن أو الغضب على حياتنا، وهذا هو الفارق بين الشخص الذي يدير حياته بنجاح، ومن يفشل في ذلك.
فالمدة الزمنية التي نقع فيها أسرى للمشاعر السلبية هي المهمة، فكلما كانت قصيرة وتنتهي بشكل نهائي زاد ذلك من قدرتنا على مواجهة صعاب الحياة والنجاح بكفاءة، لكن من يستسلم لأي إحساس سيئ يتملكه فلن يستطيع أن يتعامل مع أي صعاب تواجهه، وسرعان ما سيتحول إلى شخصية هشة سهل كسرها.
وأضافت الجدة أن كل شخص هو من يختار الطريق الذي سيسير فيه؛ هل يريد أن يصبح إنسانا قويا يقف في مواجهة العواصف العاتية دون أن يهتز أم سيكون مجرد غصن ضعيف سرعان ما ينكسر أمام أي رياح خفيفة.
فالحياة لا تخلو من التجارب الصعبة التي تمطرنا بالمشاعر السيئة والتي علينا أن نتعامل معها دائما.
ساحة النقاش