أميرة إسماعيل 

"حتى آخر العمر" عبارة أقرب إلى الخيال العلمى أو المزحة السيئة، فمع ارتفاع معدلات الطلاق وتزايد نسب الخيانة الزوجية وكثرة المشكلات التى تواجه العلاقات هذه الأيام أصبحت العلاقات طويلة الأمد أشبه بالحلم ورؤية ثنائى نجح فى الحفاظ على حبهما لسنوات طويلة أشبه بالمعجزة، بل أصبحت العلاقات طويلة الأمد تثير فضول الكثيرين ما يدفعنا إلى التساؤل دائمًا حول سر نجاح هذه العلاقات واستمرارها، وكيف يحافظ أطرافها على استمرار شعلة المشاعر بينهم؟

 

فى البداية تقول فاطمة أحمد، طبيبة: مفتاح استمرار الحب بعد الزواج رغبة كل من الطرفين فى إسعاد الآخر وأن تكون مشاعر الحب والإخلاص متبادلة بين الطرفين حتى لا يشعر شخص بأنه يعطى بلا مقابل، فأساس استمرار الحب هو تبادله بين الطرفين.

 

وتنصح حنان السيد، موظفة كل زوجة بأن تقلل من سقف توقعاتها لردود أفعال زوجها حتى تستمر الحياة ولا تصدم بردود أفعاله التى لم تتوقعها، والأهم أن تبدأ فى فهم شخصية زوجها حتى يستمر الحب والود بينهما.

 

"بالهدايا البسيطة والكلمة الحلوة يستمر الحب بعد الزواج" هذا هو رأى محمد أحمد، موظف ويقول: للكلمة الطيبة مفعول السحر فى نفس الزوج أو الزوجة وهى قادرة على استمرار الحب بعد الزواج، مع أهمية تبادل الهدايا البسيطة فى المناسبات المختلفة مثل عيد الحب أو ذكرى عيد الزواج.

 

أما عبد الستار شتا، صيدلى فيرى أن التفاهم بين الزوجين أساس استمرار الحب بعد الزواج بمعنى أن تتفهم الزوجة طبيعة زوجها وإلا تكون ندا له، كذلك الزوجة لابد وأن تتعلم متى تصمت حتى تهدأ الأمور ومتى يمكنها الجدال، مع أهمية التغاضى عن المشكلات البسيطة حتى لا تكبر وتصبح أزمات متكررة بين الزوجين. 

 

الحوار وفهم نفسية الزوجين

يقول د. أحمد عبد الله، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: هناك طرق عديدة للمحافظة على الحب في فترة ما بعد الزواج أهمها الإيمان بأهمية الحوار الدائم القائم على احترام كل طرف للآخر وثقته وتفهمه لدوافعه وآرائه، والعمل على تجنيب العلاقة مشاعر الملل والضيق، الأمر الذي يتطلب من الزوجين وجود مساحة من حرية الحركة واللجوء للأصدقاء لقضاء وقت الفراغ بشكل متوازن، وثالث الطرق هى الفصل بين مشكلات العمل والحياة الزوجية، بحيث أن الدخول للمنزل معناه ترك متاعب العمل خارج المنزل وذلك لتخفيف الأعباء على الأسرة، مع أهمية معرفة الطرفين أن الحياة ليست وردية وعليهما أن يكونا على قدر المسئولية لتحمل مشاكلها معا، مع الحذر من تحميل أي من الطرفين للآخر أي مسئولية ليس لديه المهارة ولا القدرة على الوفاء بها، وخامس الطرق وأهمها فهم نفسية الزوجين لبعضهما وفهم الأساليب المناسبة للتعامل معا في أوقات الغضب والضيق.

 

أما د. على القط، استشارى الطب النفسى فيؤكد على ضرورة أن يتقبل كل من الزوجين مزايا وعيوب الآخر قبولا غير مشروط، ويقول: تختلف الحياة الزوجية عن أى علاقة رومانسية فى دراما فيلم أو مسلسل كما أن تقارب التوقعات يحل الكثير من المشكلات، والتواصل المفتوح والصادق وتبادل الحديث بانتظام حول المشاعر والتحديات والنجاحات يساعد في تقليل سوء الفهم وبناء الثقة، ومن الضرورى أيضا الاستماع بإنصات لشريك الحياة مع محاولة فهم مشاعره واحتياجاته دون إصدار أحكام، وهذا النوع من التواصل يعزز الشعور بالتقدير والاهتمام، مع تخصيص وقت بعيدا عن الروتين اليومي حتى وإن كان ذلك بطرق بسيطة كالعشاء معاً أو ممارسة هواية مشتركة، والبحث عن أنشطة جديدة سواء كانت رحلات قصيرة أو تجارب جديدة ما يساهم في الحفاظ على شعلة الحب.

 

مراعاة المشاعر والثقة

توضح الزهراء رفعت، خبيرة التنمية البشرية أن تقدير كل من الزوجين للآخر سبيل استمرار العلاقة بينهما ونجاحها، لافتة إلى ضرورة الحفاظ على المساحة الشخصية لكل طرف وذلك لأنها تخلق جوا من الاستقرار والراحة النفسية، وعدم السماح لأى طرف ثالث من الأهل أو الأصدقاء بالتدخل فى أى مشكلات قد تنشب بينهما، ومراعاة مشاعر الزوجين لبعض أمام الأهل والاحترام المتبادل بين الطرفين.

وتقول: يجب خلق وقت مشترك لممارسة أى نشاط مشترك بين الزوجين مثل تناول فنجان من القهوة أو ممارسة نوع من الرياضة سويا ما يديم التواصل بينهم، كما أن الصراحة والوضوح في الحياة الزوجية تديم الثقة التى هى الداعم الرئيسي للحب، كذلك مراعاة مشاعر الزوجين لبعضهم البعض يجنبهما حدوث فجوة في المشاعر بينهما، بالإضافة إلى أن التجديد في المنزل والمظهر لكل الطرفين يضفى البهجة على الحياة الزوجية، كما تشعر الهدايا المتبادلة بين الطرفين بالسعادة وتجدد الوصال بينهما، وكل هذه السبل تخلق حالة مزاجية مريحة وتديم الحب.

وفي النهاية أؤكد أن الزوجة هى الراعي الرسمى لاستمرار الحب بعد الزواج فهى التى تمسك بزمام الأمر فى غالب الأمر.

 

المصدر: أميرة اسماعيل
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 154 مشاهدة
نشرت فى 16 فبراير 2025 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

24,057,228

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز