هايدى زكى 

لم تقتصر جهود الدولة لتمكين الشباب على الصعيد السياسي فحسب بل امتدت لتشمل مختلف المجالات اجتماعيا ونفسيا واقتصاديا، وذلك بعد تدريبهم وتأهيلهم لإنجاح تجربة تمكينهم، وهو ما انعكس على واقعهم الحالي الذي ودعوا من خلاله سنوات من التهميش والإبعاد، ورحبوا بعهد جديد من التمكين وإتاحة الفرص...

ساهمت الأكاديمية الوطنية للتدريب في إعداد جيل من الشباب على كافة الأصعدة، ما ساعد في تولى عددا منهم لبعض المناصب القيادية في الدولة وعن ذلك تقول النائبة د. أماني فاخر، عضو مجلس الشيوخ التدريب هو أساس النجاح وبدونه ينهار المجتمع، فالأكاديمية الوطنية للتدريب هي مصنع القيادات الجديدة وفكرة أن يدخل شاب برنامجا ثم يخرج منه مستعدا للمشاركة والعمل في كافة المجالات بل والإعداد لتوليه مواقع إدارية عليا لم تكن موجودة بهذا الشكل من قبل وقد نجحت الأكاديمية بهذا التأهيل والتدريب في إعداد الشباب لذا نجد منهم مساعدين للوزراء والمحافظين.

جهود الدولة في تأهيل الشباب من خلال الأكاديمية الوطنية والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة كانت نواة للمشهد الذي رأه الجميع في دورات مجلسي الشيوخ والنواب، وعنه تقول النائبة هند رشاد، عضو مجلس النواب: تمثيل الشباب نيابيا انعكاس لإيمان القيادة السياسية بحقيقة دورهم، كما أن لحظة دخول الشباب إلى البرلمان بكثافة لم تكن خطوة تجميلية، بل تحول حقيقي، فقبل سنوات لم يكن صوت الشباب حاضرا بوضوح في المؤسسات التشريعية، أما اليوم فالوضع مختلف الشباب يناقشون قوانين، ويديرون ملفات صعبة ويقدمون مقترحات تترجم إلى سياسات والمقاعد التي حصلوا عليها ليست منحة، بل نتيجة لايمان الدولة بأن مشاركتهم ضرورة لصنع مستقبل مستقر. تمكين اقتصادی

يقول مجدى البدوى نائب رئيس اتحاد العمال: صنعت المشروعات الصغيرة التي دعمتها الدولة استقلالا اقتصاديا، فالشباب كانوا يصطدمون بعقبات تمويلية خانقة، واليوم أمامهم مبادرات بخطوات بسيطة، بقروض ميسرة وفائدة منخفضة، فالجهات المعنية قدمت لهم ما لم يكن متاحا قبل سنوات، وهذه القروض لم تنشىء

مشروعات فقط، بل غيرت ثقافة كاملة، لأن الشاب المصرى لم يعد ينتظر الوظيفة، بل أصبح يفكر كرائد أعمال، يخطط، وينتج، ويساهم في تشغيل غيره، وهذا التحسن الاقتصادى هو الذي منح الشباب ثقة حقيقية في قدراتهم وجعلهم أكثر رغبة في المشاركة العامة. استقرار أحدثه الاسكان

تقول د. سوسن فايد، أستاذ علم الاجتماع تمكين الشباب ليس مكسبا فرديا، بل يتجاوز تأثيره إلى المجتمع كله، فالشباب كانوا يشعرون لسنوات بأن صوتهم غير مسموع، لكن عندما رأوا أصدقاءهم وأبناء جيلهم يتولون مناصب، ويجلسون على طاولات المشاركة في اتخاذ القرار، بدأت الثقة تعود إليهم، والتمكين الاجتماعي والنفسي لا يقل أهمية عن التمكين السياسي فشعور الشاب بأن الدولة تراهن عليه يعطيه دافعا أكبر للإنتاج والانتماء والالتزام، وهذا ينعكس على سلوكه في العمل والشارع، وحتى في الأسرة.

وتضيف: فهناك على سبيل المثال مشروعات الإسكان الاجتماعى التي تعد أولى خطوات الشاب نحو الاستقرار فاستلام وحدة سكنية مدعومة يغير حياة أي شاب يمنحه قاعدة يبدأ منها، ويساعده على الاستقرار والزواج والعمل، كما أن تمكين الشباب اجتماعيا من خلال السكن المستقل عامل رئيسي في بناء جيل متوازن نفسيا، فالأمر لا يقتصر على الشقة نفسها، بل على شعور الشاب بالاستقلالية، والمسئولية والقدرة على التخطيط لمستقبله بثقة 

مناصب قيادية

تعدد النائبة عايدة محى الدين، عضو مجلس النواب مكاسب الشباب منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي المقاليد الحكم قائلة: يمكن تلخيص أبرز المكتسبات التي يلاحظها كثيرون في عدة محاور التمكين والتأهيل السياسي، وإتاحة مساحات للشباب للمشاركة في الحوار

والنقاش مع صناع القرار، وإدماج عدد من الشباب في مؤسسات الدولة في مناصب إدارية، والتدريب والتأهيل للشباب من خلال الجهات المتخصصة، والتشغيل وريادة الأعمال، حيث ساعد توسع الدولة في دعم المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر والتسهيلات التي تقدم للمرأة والشباب من خلالها في توفير العديد من فرص العمل للشباب بالمحافظات، بجانب الاهتمام بتطوير التعليم في مراحل ما قبل التعليم الجامعي وكذلك الجامعي والاهتمام بدمج التكنولوجيا في العديد من هذه المراحل، فكل هذا لعب دور كبير في في تمكين الشباب وإعطائه الفرصة التي يستحقها للتمثيل والتواجد في الحياة العامة وتقول رشا عبد الفتاح متولى، أمينة المرأة بالنقابة العامة للبريد ونائب سكرتارية المرأة باتحاد عمال مصر بات الشباب محور الاهتمام في الجمهورية الجديدة انطلاقا من إيمان الدولة بأنه قوة الحاضر وأمل المستقبل، لذا حرص سيادة الرئيس على تدشين جسور التواصل المباشر معهم وتمكينهم من خلال المناصب القيادية ومراكز اتخاذ القرار وذلك بعد تدريبهم و تأهيلهم .